هل تُغيّر إيران استراتيجيتها العسكرية في سوريا؟
هل تُغيّر إيران استراتيجيتها العسكرية في سوريا؟هل تُغيّر إيران استراتيجيتها العسكرية في سوريا؟

هل تُغيّر إيران استراتيجيتها العسكرية في سوريا؟

يبدو أن سحب روسيا لمقاتلاتها التكتيكية ثابتة الأجنحة وطائراتها الهجومية من سوريا قد يدفع إيران التي يزداد تورطها في الحرب السورية إلى تغيير في استراتيجيتها العسكرية بالبلاد.

وفي تقرير نشره موقع "درايف" الأمريكي، رأى أن إيران يمكنها أن تحذو حذو روسيا، التي كان لها السبق في إطلاق العمليات الجوية بشكل صريح في سوريا، من خلال تبادل الأدوار في المهام القتالية، والاستعانة بالتجهيزات اللوجستية التي تملكها روسيا في البلاد.

الحرب على جبهتين

وتعد إيران أحد العناصر الفاعلة في كل من الحربين العراقية والسورية، فما يسمى بقوات الحشد الشعبي في العراق، التي تهيمن عليها الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل طهران من خلال المستشارين العسكريين والمقاتلين، والقوات الجوية الإيرانية.

ورغم أنه لا يوجد تنسيق بين البعثات الجوية الإيرانية في العراق ومركز العمليات الجوية المشتركة الذي يتبع التحالف بقيادة الولايات المتحدة (CAOC)، إلا أنه خلال العامين الماضيين، كانت سماء العراق تبدو قليلًا مثل مدخل مدرسة ثانوية، حيث يمر اثنان من خصوم المدرسة كل بجانب الآخر على مسافة آمنة.

وفي سوريا يحارب حزب الله بشكل نشط لصالح نظام الأسد في حرب طويلة لإيران بالوكالة، وقامت طهران بفتح المجال الجوي لروسيا، مقدمة لها بذلك ممرًا جويًا حيويًا، خلال الاستعداد السريع للعمليات الجوية المنطلقة من القاعدة الجوية السورية في موسكو جنوب ميناء مدينة اللاذقية.

وبالمقابل حلّقت صواريخ روسيا من خلال ممرات الطيران الإيرانية في طريقها إلى سوريا من بحر قزوين، وهبوط بعض منها على الأراضي الإيرانية.

والآن ومع اندفاع كل من الجانبين نحو ضواحي الرقة التي اتخذتها داعش عاصمة للتنظيم فمن الممكن لإيران أن تأخذ خطوة من أجل توفير دعم الجناح الثابت الجوي، بالضبط كما فعلت روسيا عندما تعلق الأمر بالهجوم على القوى المناهضة للأسد في غرب البلاد.

ومن شأن خطوة كهذه أن تؤدي لتعقيد الحرب الجوية بقيادة الولايات المتحدة، بصورة كبيرة في سوريا، فإطلاق ضربات جوية متفرقة من دولة أخرى شيء، واستقرار الطائرات في قواعد لها في تلك الدولة شيء آخر.

سماء مزدحمة

وتملك روسيا عشرات الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل في البلاد، حتى أصبحت السماء فوق سوريا مزدحمة ومتقلبة، ويجب الأخذ في الاعتبار أن الطيارين الروس هم مادة خام قابلة للتنبؤ أكثر من الطيارين الإيرانيين، خاصة أولئك الذين ينتمون للحرس الثوري.

ورغم أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، في توتر، إلا أن واشنطن أكثر تقاربًا مع موسكو مقارنة بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، فالوجود المستمر للطائرات الإيرانية فوق سوريا من الممكن أن يكون مغيرًا للأوضاع.

وتقوم الولايات المتحدة بتكثيف حملتها الجوية في سوريا بشكل واضح، مع توسع كبير في عمليات الطائرات بدون طيار من خارج الأردن، ومجموعة حاملات الطائرات التي تهاجم من شاطئ سوريا للمرة الأولى منذ نشوب الصراع، وقد كان وصول مجموعة حاملة الطائرات أمرا من المؤكد حدوثه، لملء الفراغ الروسي في المنطقة.

قلق إسرائيلي

وإذا كانت إيران ستستخدم مرافق روسيا، التي لا تزال مأهولة ويتم الدفاع عنها، فإن توجيه الضربات من البحر الأبيض المتوسط لن يبقى خيارًا جذابًا للقوات البحرية الأمريكية، كما أن وضع المقاتلين الإيرانيين وطائرات الهجوم في مواقع سوريا، فمن المرجح أيضًا أن يثير قلق إسرائيل بشكل كبير، التي لا ترغب بوجود القوة الجوية الإيرانية متمركزة بالقرب من حدودها.

وتفيد تقارير إعلامية أن إيران طلبت إطلاق 16 طائرة عبر المجال الجوي العراقي في طريقها إلى سوريا، وعلى الرغم من أن هذه التقارير لم يتم تأكيدها من خلال إعلان رسمي، إلا أن الفكرة حول استخدام طهران القوة الجوية الخاصة بها بطريقة مندفعة في الحرب السورية يعد في الواقع أمرا مثيرا للاهتمام.

وإن صدقت هذه التقارير فإنها تعد مؤشرًا واضحا على تغيير في الاستراتيجية العسكرية الإيرانية، وفي قدرتها ورغبتها في استعراض قوتها في الخارج.

وانطلاقا من التقارير السابقة فإنه من الممكن جدًا وفي ظل ما تشهده المنطقة من تسارع وتيرة الصراع على جبهات متعددة، أن تأخذ إيران مكان روسيا، خاصة وأن لها قاعدة جاهزة تمامًا لتشغيل الطائرات الإيرانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com