خلافات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التونسية   
خلافات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التونسية   خلافات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التونسية   

خلافات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التونسية   

كثف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من المشاورات السياسية في إطار مبادرته لتشكيل حكومة وحدة وطنية، واجتمع السبسي بزعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي في ثاني لقاء خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

 وهو ما يؤكد فرضية تشكيل حكومة تجمع قيادات النهضة والنداء الذين ينالون موافقة اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف، في ظل تذبذب مواقف الأحزاب السياسية، وخاصة حزبي آفاق تونس والاتحاد الوطني الحرّ، الحزبين المكمّلين للائتلاف الحاكم، والمشكّل لحكومة الحبيب الصيد.

وينتظر أن يجتمع السبسي الخميس بممثلي أحزاب الائتلاف الحاكم إلى جانب المنظمتين العريقتين اتحاد الشغل (أكبر نقابة عمالية) ومنظمة الأعراف للتشاور حول الأسماء المقترحة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

ويتبلور الاربعاء، رأي المعارضة، المتعارضة أصلاً، حول مبادرة رئيس الجمهورية، ولو أنه يستبعد أن يتفقوا على رأي واحد اعتباراً إلى أنّ تصريحات مختلف قيادات الأحزاب المكونة للمعارضة التونسية، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، تتنافر أكثر من أنها يمكن أن تتقارب.

واعتبر حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات أنّ هذه المبادرة "لا ترتقي إلى فتح آفاق حقيقية أمام خطورة الأزمة التي تمر بها تونس وأنها على عكس ذلك خلقت لخبطة وشللاً على مستوى الحكومة والتي أصبحت سياسياً مجرد حكومة تصريف أعمال بفعل هذه المبادرة"..

واختلفت الجبهة الشعبية (تحالف من أحزاب قومية وشيوعية)، حيث أكد القيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد منجي الرحوي أن "الجبهة الشعبية لا يمكن أن تشارك في حكومة بمعيّة حركة النهضة"، مضيفاً "إذا شاركت حركة النهضة في الحكومة فستكون الجبهة الشعبية في المعارضة."

وركّز الأمين العام لحزب العمال والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي على أنّ "موقف الجبهة من المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية من عدمه لا يرتبط بوجود النهضة في الحكومة من عدمها"، في إشارة إلى انفراج مرتقب بين الجبهة الشعبية وحركة النهضة.

وأضاف الهمامي أنّ الجبهة الشعبية "لا تحدد موقفها في ظل وجود طرف أو غيره إن كانت حركة النهضة أو نداء تونس لأنّ هذه المسألة ثانوية.".

الاختلافات لا تقتصر على أحزاب المعارضة، فداخل حزب نداء تونس، يوجد اختلاف في المواقف من مباردة السبسي، ففي حين عبرت الهيئة السياسية عن مساندتها لهذه المبادرة، فإنّ قيادات أخرى، لعل أهمها رضا بالحاج، الرئيس المستقبل للهيئة السياسية، والذي بقي بعيداً ولكنه صرّح بأنّه "لا يحقّ للسبسي أن يعلن مبادرته دون أن يعود للتشاور مع قيادات الحزب."، بينما بقي القيادي المؤسس بوجمعة الرميلي بعيداً عما يجري، ما يؤشر إلى عدم رضاه ما يجري داخل نداء تونس، حيث تستقبل الهيئة السياسية ممثلة في حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال ويوسف الشاهد وأنيس غديرة، أحزاب الائتلاف وتتشاور مع المنظمات الوطنية.

وفي جانب آخر، أكدت الهيئة السياسية لحزب نداء تونس بوضوح في بيانها ضرورة اختيار "شخصية جديدة للحكومة الجديدة"، في إشارة إلى ضرورة استقالة الحبيب الصيد، بينما تتمسّك حركة النهضة بالحبيب الصيد، خوفاً من وصول بعض اليساريين الذين لا يرون حرجاً في رفضهم مشاركة الحركة في الحكومة، ويخيّرون تواجد الجبهة الشعبية، وبالتالي فحركة النهضة ستضع شروطها على طاولة المشاورات بين السبسي والغنوشي للموافقة على رئيس الحكومة الجديد، إن أقرّ السبسي هو الآخر بتعيين شخصية جديدة على رأس حكومة الوحدة الوطنية في إطار مبادرته للخروج من الوضع الصعب الذي تعيشه تونس اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً.

هذه المبادرة اعتبرها المحلل السياسي والدبلوماسي السابق عبدالله العبيدي "مناورة سياسية"، معتبراً أنه "لا يرى ضرورة لتغيير الحبيب الصيد بشخصية جديدة اعتباراً إلى أنّ تونس تعاني من عنصرين هما الأمن والاقتصاد، والصيد ملمّ بهذين القطاعين.".

وأوضح العبيدي في تصريح لـ"إرم نيوز" أنّ الصيد "رجل أمن، ورجل اقتصاد وتنمية، وهو الذي يعرف الأوضاع الحقيقية للبلاد حالياً.".

وحول مشاركة اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف، قال العبيدي: "لا أعتقد أنّ المنظّمتين ستتورّطان في المشاركة في الحكومة الجديدة حتى تبقيا فاعلتين من بعيد.".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com