تونس.. انقسام سياسي حول مبادرة السبسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية
تونس.. انقسام سياسي حول مبادرة السبسي لتشكيل حكومة وحدة وطنيةتونس.. انقسام سياسي حول مبادرة السبسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية

تونس.. انقسام سياسي حول مبادرة السبسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية

أثارت دعوة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، ردود فعل متباينة لدى التونسيين، بين الرفض والقبول، وسط تباين مواقف وتحاليل الأحزاب السياسية.

ورغم اختلاف ردود الفعل فإنّ الدعم والتأييد الكامل ورد من الحزبين الكبيرين، نداء تونس وحركة النهضة، وبدا حزبا آفاق تونس والاتحاد الوطني الحرّ، المكمّلان للائتلاف الحكومي، متردّدين وغير متحمّسين لمبادرة رئيس الجمهورية.

قبول وتردّد

القيادي في حزب نداء تونس عبد العزيز القطي أوضح أنّ حزبه "يتفاعل إيجابياً مع مبادرة رئيس الدولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية"، مشيراً إلى أنها "جاءت في الوقت المناسب"، خاصة أنّ تونس "تعاني من وضع صعب، اقتصادي واجتماعي"، مؤكدا أنّ حزب نداء تونس "لا يمكن إلاّ أن يثمن هذه المبادرة".

وأكد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، أنّ حركته "تثمن مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعتبرها امتداداً لخيار التوافق الوطني ومنسجمة مع المنهجية التشاركية مع مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية".

ودعت حركة النهضة وفق بيان الغنوشي إلى "إدارة حوار حول المبادرة لبلورة تفاصيلها بما يسهم في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي يجنب بلادنا الانتظار ويسمح بالتفرغ لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها".

وأفاد القيادي في حزب الاتحاد الوطني الحر توفيق الجملي بأنّ حزبه "يساند مبادرة رئيس الجمهورية إذا ما توافرت فيها الشروط اللازمة لإنقاذ البلاد المتمثلة أساساً في إشراك كل الأطراف السياسية".
وفي المقابل اعتبر الوزير والقيادي في حزب آفاق تونس، يس إبراهيم، أنّ حزبه "تفاجأ بالمبادرة"، مستدركاً بالقول "هي مبادرة مهمة للمرحلة المقبلة".

وأوضح إبراهيم أنه "إذا تحوّلت الحكومة إلى تحالف بين النداء والنهضة بحجم الوزن السياسي الموجود في البرلمان، فإنّ آفاق تونس غير معنيّ بحكومة الوحدة الوطنية".

رغبة في المشاركة

وأكد الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري عصام الشابي أنّ حزبه "مستعدّ للحوار وإبداء رأيه في حكومة الوحدة الوطنية التي دعا رئيس الجمهورية إلى تشكيلها"، في إشارة إلى قبوله الدخول في الائتلاف الحاكم.

وأضاف الشابي في تصريح لــ إرم نيوز أنّ الحزب الجمهوري "يعمل على إخراج البلاد من الوضع الصعب الذي تعيشه"، مشدّداً على "ضرورة التوافق الواسع حول هذه الحكومة من أجل رؤية موحدة، لضمان نجاحها"، مشيراً إلى أنّ "فشل حكومة الصيد سببه غياب الرؤية الواضحة".

مآخذ على المبادرة

وقال الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل؛أكبر نقابة عمالية في تونس سامي الطاهري إنه "لم يتمّ التشاور معنا حول المبادرة التي يجب أن يمهّد لها".

وأكد الطاهري في تصريح لــ إرم نيوز أنّ الاتحاد "يساند المبادرات التي تولد من رحم المشاورات، لا أن تفرض فرضاً"، مشيراً إلى أنّ مبادرة السبسي"قسّمت التونسيين إلى قسمين، وخلقت بالتالي أزمة في الحكومة".

وأكد الطاهري إلى أنّ اتحاد الشغل "لن يشارك في حكومة وحدة وطنية، ولكن لا بد من التمهيد والنقاش حتى تتبلور".

اعتراف بالفشل

واعتبر القيادي في الجبهة الشعبية (ائتلاف من أحزاب قومية وشيوعية) عمّار عمروسية أنّ الدعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية "اعتراف بالفشل"، مشدداً على أنّها "لن تأتي بالجديد لفائدة تونس"، و"ليست سوى خلط جديد للأوراق".

وقال عمروسية في تصريح لــ إرم نيوز إن "الوضع في تونس صعب جداً، وبالتالي لا بد من حكومة حقيقية لها رؤية واضحة وبرنامج تسير على دربه، وتعمل على تنفيذه".

وأشار عمروسية إلى أنّ "أيّ حكومة يمكن أن تنجح إذا كان لها مشروع واضح لتجاوز الصعوبات القائمة".

وساند حزب التيار الديمقراطي رأي القيادي في الجبهة الشعبية، واعتبر الحزب في بيانه، أنّ المبادرة "تتضمن إقراراً بفشل الائتلاف الحاكم في إدارة هذه المرحلة، وبفشل الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدبلوماسية، رغم الأغلبية المريحة التي تحظى بها الحكومة، وتمريرها لكل القوانين التي قدمتها، على الرغم من عدم دستورية بعضها، والشبهات التي تحوم حول البعض الآخر".

واعتبر أنّ المرحلة الراهنة "لا تقتضي حكومة وحدة وطنية، بقدر ما تقتضي برامج تنمية عملية وإصلاحات اقتصادية جذرية وإرادة سياسية صادقة لمقاومة الفساد والتصدّي للتهريب، واسترجاع الأموال المنهوبة وإرساء عدالة جبائية حقيقية لتجاوز الأزمة الاقتصادية والحدّ من حالة الاحتقان الاجتماع".

غياب رؤية الواضحة

وأشار القيادي في حزب حراك تونس الإرادة غسان المرزوقي إلى أنّ المشكل القائم في تونس "هو أنّ المسؤولين يتصورون أنّ الأسماء هي التي تصنع النجاح، بل هي المشاريع والرؤية السياسية الواضحة يمكن لها ذلك، وبالتالي لا فائدة من تغيير الحكومات، بل التفكير في مشروع دقيق وواضح يتمّ تنفيذه في فترة محددة".

وشدّد المرزوقي في تصريح لــ إرم نيوز على وجود "سوء تسيير في دواليب الدولة، وإلاّ بماذا نفسّر علم رئيس الحكومة بمبادرة رئيس الجمهورية قبل لحظات من كشفها على التلفزيون".

وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، دعا، قبل يومين، في مقابلة تلفزيونية، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكداً على وجود "شبه إجماع".

واشترط السبسي مشاركة كل من اتحاد الشغل،ومنظمة الأعراف (رجال الأعمال) وأحزاب الائتلاف الحاكم "لضمان نجاحها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com