تزامنًا مع الزلزال.. داعش يكثف استهداف جامعي "الكمأ" في سوريا

في مكان ليس بعيدًا عن مناطق الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، في السادس من الشهر الجاري، وراح ضحيته آلاف القتلى والجرحى، زاد تنظيم "داعش" من نشاطه مستهدفًا هذه المرة جامعي "الكمأ".

ووفق تقارير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، "زاد نشاط التنظيم بعد وقوع الزلزال المدمر في سوريا، مستغلًا انشغال الجميع في التعامل مع تداعيات الكارثة الإنسانية".

وبحسب التقرير، شنَّ التنظيم هجمات عنيفة في بادية حمص شرق البلاد، خلال الأيام القليلة الماضية، قتل وخطف خلالها عشرات الأشخاص من جامعي "الكمأ".

و"الكمأ" أو "الفقع" أو "نبات الرعد"، هي تسميات مختلفة تطلق في بعض الدول العربية على الفطر الصحراوي الذي ينمو بعد سقوط الأمطار.

وينمو هذا الفطر بعمق من 5 إلى 15 سنتيمترًا تحت الأرض، ويتم استخدامه كطعام وتكون بعض أنواعه غالية الثمن.

وتشتهر بادية حمص في سوريا بوفرة هذا المنتج، حيث يخرج جامعوه إلى الصحراء للحصول عليه في مثل هذا الوقت من السنة.

وبحسب المرصد، هاجم عناصر داعش، أمس الجمعة، جامعي "الكمأ" في منطقة الضبيات بريف السخنة الجنوبي في بادية حمص، ما أدى إلى مقتل 46 منهم في حصيلة زادت أوجاع السوريين الذين لم يُلملوا بعد جراح الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غرب البلاد.

وأشار المرصد إلى أن الهجوم الذي شنُّه مسلحون على درجات نارية قتل فيه أيضًا 7 عناصر من القوات الحكومية السورية بينهم ضابط.

وكان عناصر داعش قد اختطفوا، الأحد الماضي 75 عاملًا يجمعون "الكمأ" في منطقة تدمر شرق محافظة حمص، قبل أن يعدموا 16 منهم ويطلقوا سراح 25، فيما لا يزال مصير 34 مجهولًا.

وقال المرصد في تقريره: "منذ تواجد تنظيم داعش في تلك المناطق، خلال السنوات الماضية، تعرض عمال الكمأ لخسائر فادحة، إما بسبب هجمات مباشرة عليهم أو بسبب انفجار ألغام تم زرعها لصد هجمات القوات الحكومية".

وأضاف: "لا يُعرف بالتحديد سبب مهاجمة عمال الكمأ من قبل العناصر المتشددة، وما إذا كان بهدف سرقة محاصيلهم لبيعها، أو لأسباب أخرى".