بين إكراهات الداخل وضغوط الخارج.. "حزب الله" يواجه "وضعًا محرجًا" إزاء حرب غزة
يواجه "حزب الله" اللبناني وضعًا محرجًا في التعاطي مع تطورالوضع الميداني في غزة، بين إكراهات الداخل اللبناني الذي يخشى تكرار "سيناريو 2006"، والخارج الإقليمي الذي يسعى الحزب إلى التعامل مع تناقضاته.
ونقلت صحيفة " أوريون إكس" الناطقة بالفرنسية أن "التصعيد على الجبهة اللبنانية مرهون بأمرين: تطورالوضع في غزة، وسلوك إسرائيل" .
وأوضح تقريرللصحيفة أنّه "رغم اللقاءات الأخيرة بين الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وزياد النخالة، أمين عام حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، فضلاً عن تحذيرات الدبلوماسية الإيرانية فإنّ حزب الله يجب أن يأخذ في الاعتبار الوضع الداخلي اللبناني في موقفه".
ووفقًا لمتابعين للشأن اللبناني يخشى الحزب توسيع دائرة الصراع مع إسرائيل لسببين، أولهما الضغوط الداخلية التي يواجهها الحزب والتحذيرات الصادرة عن جهات سياسية متعددة في المشهد اللبناني من تكرار "سيناريو 2006" والذي لا يزال يلقي بظلاله على اللبنانيين، والثاني الردع الذي اعتمدته الإدارة الأمريكية منذ بدء الحرب في غزة بإرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة لتنبيه إيران وحلفائها من مغبّة التدخّل وتوسيع دائرة الصراع.
وأشار تقرير "لوريون إكس" إلى أنّ الضغوط الداخلية تأتي من حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع والحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة تيمور جنبلاط، وحتى التيار الوطني الحر بزعامة جبران باسيل ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نجيب ميقاتي، حيث تخشى الطبقة السياسية اللبنانية بأكملها من "الحريق" وبالتالي تحمّل الحزب الشيعي المسؤولية الكاملة عمّا يمكن أن يحدث.
وبالتوازي مع هذا القلق الذي تبديه الساحة السياسية اللبنانية يتولّى نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، وزعيم حركة "أمل" وحليف حزب الله"، دورالوسيط بين الحزب والمبعوثين الأجانب وفق ما أكده قيادي في "حزب الله"، أشار إلى أن استشارات جرت مع أطراف عربية منذ بدء الحرب في غزة لتجنب التصعيد الإقليمي.
ويُبقي أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله على الغموض بخصوص فرضية فتح جبهة ثانية على الحدود اللبنانية، مكتفيًا بالقول إنّ الحزب، وبهدف دعم حليفته في غزة (حماس)، استدرج جزءًا من الجيش الإسرائيلي إلى الشمال وبالتالي عمل على تخفيف الضغط على غزة، الأمر الذي يشكك مراقبون بصدقيته.
ومنذ عملية "حماس"، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يحاول الحزب النأي بنفسه عن الصراع، رغم المناوشات الطفيفة التي تدور بين مقاتليه وجنود الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من الوفيات المسجلة على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية (56 من جانب "حزب الله" وأقل من 10 بين الإسرائيليين)، إلا أن المتحاربين يكتفون بردود محدودة للغاية، للحفاظ على توازن الردع.
في المقابل تم إخلاء القرى الحدودية اللبنانية والإسرائيلية، بينما تتهم منظمة العفو الدولية الجيش الإسرائيلي بتعمد استخدام الفسفور الأبيض على المناطق المدنية والزراعية.