مجندتان إسرائيليتان تكشفان تحركات سبقت "طوفان الأقصى"
كشف تحقيق إسرائيلي متلفز النقاب عن بعض المُلابسات التي أحاطت عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل فلسطينية، يوم السابع من أكتوبر الجاري، على عددٍ من مستوطنات غلاف غزة، والتي وُصفت حتى الآن بأنها "هجوم مباغت" شنته حماس.
وتناقلت حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا من إحدى حلقات برنامج التحقيقات "الوقت الحقيقي"، الذي تقدمه الإعلامية رونيت زينغر، عبر هيئة البث الإسرائيلية (كان 11).
واستعانت "زينغر" بشهادة مجندتين بالجيش الإسرائيلي، خدمتا في قاعدة "ناحال عوز"، وقالت إنهما من تبقيا من بين 25 مجندة وقعن في أسر حماس أو قُتلن.
ويجري الحديث عن مجندتين خدمتا في وحدة لمراقبة السياج الحدودي المحيط بقطاع غزة، ضمن دوريات مراقبة ممتدة على مدار 24 ساعة يوميًا ودون توقف، وباستخدام وسائل تكنولوجية حديثة، ما يؤشر على صعوبة الاقتراب من السياج، حتى من مسافات بعيدة داخل القطاع.
وبحسب شهادة المجندتين، ياعيل روتنبرغ ومايا ديسيانتك، اللتين نجيتا من الأسر أو القتل، على خلاف 23 مجندة أخرى بالقاعدة ذاتها، فقد شهدت الشهور الثلاثة الأخيرة نشاطات مريبة على مقربة من السياج، وقالتا إنهما "طالما أبلغتا عن تلك التحركات دون أن تحرك القيادة ساكنًا".
كما قالتا إن الفلسطينيين طالما أتوا بجرارات ومعدات وكانوا يقربونها أكثر فأكثر من السياج.
وقبل أسبوعين من "طوفان الأقصى" أبلغت إحداهما عن تحركات مريبة دون أن يأخذ تحذيرها بعين الاعتبار.
وقصَّت روتنبرغ وديسيانتك ما شاهدتاه في اللحظات الأولى من هجوم حماس، وقالت الأولى إن 200 جندي من حماس أتوا إلى السياج في المنطقة التي تقع تحت نطاق عملها، وكشفت أنه لم يكن هناك شيء مفاجئ "فعناصر حماس تموضعت عند السياج لفترة".
روتنبرغ التي أصيبت بالهلع وأبلغت القيادة، قالت لنفسها "لو بدأوا بالركض نحو السياج، إذن نحن ضائعون"، وفق شهادتها.
وشكَّكت الإعلامية رونيت زينغر ذاتها، وهي التي تقدم البرنامج، عبر حسابها على منصة إكس (تويتر سابقا)، بالتزامن مع نشر مقاطع من الحلقة، في أن يكون هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر قد حدث بشكل مفاجئ، وذكرت أن "شهادات المراقبات تدل على أن الجيش كان على علم".
وذكرت أيضًا: "حين تشاهدون التحقيق ستفهمون أنهن حذَّرْنَ من اقتحام وشيك منذ شهرين، شاهَدوا كل المؤشرات، وحتى التدريبات (على الاقتحام) لكن أحدًا لم يحرك ساكنًا، لقد استخفوا بالتقارير (أي القيادة)، وفي النهاية لدينا 23 جندية مراقبة، إمَّا قُتلت أو خُطفت".