logo
العالم العربي

السودان.. قوات الدعم السريع تحشد للسيطرة على الفاشر

السودان.. قوات الدعم السريع تحشد للسيطرة على الفاشر
جنود في قوات الدعم السريع
04 سبتمبر 2024، 4:52 م

كشفت مصادر متطابقة عن حشود عسكرية مكثفة لقوات الدعم السريع؛ لحسم السيطرة على مدينة الفاشر شمالي دارفور.

وأشارت المصادر إلى أن الأمر ذاته قد يتكرر في الخرطوم، التي يتوقع أن تشهد بدورها معارك ضارية الفترة المقبلة.

وقالت لـ"إرم نيوز" إن قوات الدعم السريع في جبهة الفاشر تعمل في الوقت الراهن على تنسيق المهام بين المستنفرين الذين يقاتلون في صفوفها وقواتها النظامية، قبل بدء الهجوم على الفاشر .

وأكدت أن التحضير للهجوم القادم على الفاشر قطع شوطًا كبيرًا، بعدما تم توفير كل المساعدات اللوجستية المطلوبة من سلاح ووقود وغيره، ويتوقع أن تبدأ المعارك خلال الأيام المقبلة.

أخبار ذات علاقة

تحاصرها قوات الدعم السريع.. ما أهمية مدينة الدمازين السودانية؟

 

وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع في حال تمكنها من السيطرة على الفاشر قد تكرر الأمر ذاته في العاصمة الخرطوم، التي تتقاسم فيها السيطرة مع الجيش السوداني، حتى تكون مستعدة لأي سيناريوهات مستقبلية حال تعثر فرص التسوية.

وكانت مناطق "شمال الخرطوم بحري" في العاصمة السودانية قد شهدت، يوم الاثنين، اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في أول معارك ميدانية بعد فترة طويلة.

وقال شهود عيان لـ"إرم نيوز" إن المعارك وقعت في منطقتي "حطاب والكدرو"، شمالي مدينة الخرطوم بحري التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، عدا مواقع عسكرية محددة تابعة للجيش السوداني.

ويحتفظ الجيش السوداني حتى اليوم بمقر سلاح الأسلحة في منطقة "الكدرو"، كما يحتفظ بمعسكر حطاب، وهما معسكران قريبان جغرافيًّا من بعضهما البعض.

وتداولت حسابات مرتبطة بقوات الدعم السريع على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تُظهر جانبًا من المعارك العسكرية في منطقة حطاب، وسط تناثر جثث الجنود على الأرض.

وأكد جنود في قوات الدعم السريع، في الفيديوهات المتداولة، أنهم دخلوا إلى معسكر حطاب بعد قتل وأسر عدد من الجنود التابعين للجيش السوداني، فقد أظهرت المقاطع المتداولة بعض عناصر الجيش وهم في قبضة قوات الدعم السريع.

مناورة

ويتداول على نطاق واسع في السودان أن قوات الدعم السريع قد تتجه إلى تشكيل حكومة موازية لسلطة الجيش في بورتسودان، حال تمكنت من حسم الصراع في الفاشر والخرطوم، وقد سبق أن لوّح بذلك المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق.

ويرى الصحفي المراقب لنشاط "الدعم السريع"، محي الدين زكريا، أن الحديث عن تشكيل حكومة في الخرطوم مناورة سياسية للضغط على الجيش حتى لا يفكر في تشكيل حكومة في بورتسودان.

وبشأن الأوضاع العسكرية في الميدان، توقع زكريا أن تحتدم المعارك في الفاشر خلال الأيام المقبلة، بيد أنه استبعد حدوث تقدم لقوات الدعم السريع في الخرطوم.

ورجّح أن تتجنب قوات الدعم السريع توسيع المعارك والمحافظة فقط على مواقعها في الخرطوم؛ لأن الجيش يتحصّن داخل مواقعه بشكل جيد، ولديه أجهزة تشويش على المدافع والمسيّرات.

وأشار إلى أن الجيش بدوره لن يتقدم خطوة إلى الأمام في الخرطوم؛ لأن قوات الدعم السريع لديها دفاعات حصينة.

وأضاف أنه "من المتوقع أن تتقدم قوات الدعم السريع باتجاه مدينة الفاشر، وفي حال حسم السيطرة عليها، قد تتوسع إلى مناطق بديلة في ولايات نهر النيل والنيل الأزرق".

وأشار إلى أن التقدم العسكري لمتمردي مجموعة "فانو" الإثيوبية على الحدود السودانية الشرقية قبل يومين هو خطوة استباقية لمنع أي إمداد لقوات الدعم السريع من الجهة الشرقية حال سيطرتها على مدينة الدمازين.

وكانت ميليشيا فانو الإثيوبية سيطرت خلال اليومين الماضيين على بلدة المتمة الحدودية، مما دفع السلطات السودانية إلى إغلاق المعابر ووقف حركة السفر.

أرض جديدة

أخبار ذات علاقة

السودان.. ماذا تعني سيطرة "قوات الدعم السريع" على الفولة؟

 

وتوقع المحلل السياسي، علاء الدين بابكر، أن تشتعل جبهات الصراع العسكري في الفاشر والخرطوم خلال الأيام المقبلة؛ لأن أطراف الصراع عادة ما تحاول كسب أراضٍ جديدة عقب انهيار أي مفاوضات.

وقال بابكر لـ"إرم نيوز" إن طرفي الصراع سيسعيان لتعزيز السيطرة الميدانية لأجل تحسين الموقف التفاوضي في أي عملية محادثات مقبلة، حتى يتمكن كل طرف من فرض أجندته على طاولة المفاوضات.

وأكد أن قوات الدعم السريع تخطط لحسم السيطرة على مدينتي الفاشر والخرطوم وإخراج الجيش والحركات منهما، متوقعًا أن تشهد المدينتان خلال الأيام المقبلة معارك عنيفة بين الأطراف.

وقال إن مدينة الفاشر تشهد هذه الأيام عمليات تحشيد واسعة من قبل قوات الدعم السريع، ما يشير إلى احتدم المعارك مستقبلًا، كما أن المعارك التي وقعت في مدينة الخرطوم بحري قادتها قوات الدعم السريع التي هاجمت معسكرات الجيش فيها، وفق بابكر.

وأشار إلى أن الجيش السوداني بدوره صعّد عملياته العسكرية، بيد أنها اعتمدت على القصف الجوي، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب لا يحسم معركة.

وكان الجيش السوداني كثّف سلسلة غاراته الجوية اليومية على مواقع مختلفة في إقليم دارفور غربي البلاد، الواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع؛ ما تسبب بمقتل عشرات المدنيين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC