وزارة الصحة: 25 قتيلا في غارات إسرائيلية على لبنان أمس
كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، اليوم السبت، تفاصيل العملية التي وصفتها بـ"السرية والمعقدة"، والتي أدت إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، في غارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.
ووفقًا للصحيفة، فإن التخطيط لاغتيال نصرالله بدأ بالفعل في 11 أكتوبر، عندما درس رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، آرون حاليفا، هذا الخيار استنادًا إلى معلومات استخباراتية متقدمة تم جمعها على مدى سنوات.
نضوج الظروف واتخاذ القرار
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية أن "الظروف السياسية والاستخباراتية والعملياتية" أصبحت ناضجة يوم الأربعاء الماضي، مما دفع الاستخبارات العسكرية إلى التوصية بتنفيذ عملية الاغتيال، حيث وافقت القيادة السياسية الإسرائيلية بعد أن اطلعت على المعلومات الاستخباراتية الحساسة.
تضيف "جيروزاليم بوست" أن التحضير لعملية الاغتيال بدأ الأربعاء، ولكن كان من الضروري انتظار معلومات استخباراتية دقيقة لتحديد لحظة اجتماع قيادة حزب الله.
خلال هذا الوقت، استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مناورة خداعية بالسفر إلى الولايات المتحدة، مما أدى إلى تهدئة قيادة حزب الله، وجعلهم يجتمعون في مقرهم تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت.
مشاورات أمنية على متن الطائرة
خلال رحلة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، جرت مشاورات أمنية على متن الطائرة، حيث تم تقديم تحديثات استخباراتية حول الأوضاع في لبنان، واستعداد الاستخبارات والقوات الجوية الإسرائيلية للهجوم.
يوم الخميس، عُقد اجتماع لمجلس الوزراء عبر الهاتف، حيث تمت مناقشة الاستعدادات الأخيرة، وتم تفويض نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بالموافقة على تنفيذ عملية الاغتيال.
قنابل خارقة
بحسب الصحيفة، في صباح الجمعة، جرت مشاورة أمنية أخرى بعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة قبل وقت قصير من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة. أعطت القيادة الإسرائيلية الضوء الأخضر لتسليح الطائرات بقنابل خارقة للتحصينات.
وأثناء ذلك، توجه رئيس الأركان ووزير الدفاع إلى "الحفرة"، وهي القاعدة تحت الأرض للجيش الإسرائيلي في تل أبيب، برفقة قيادات عسكرية واستخباراتية أخرى.
سقوط نصرالله
أُطلقت عشرات الطائرات المقاتلة، وبمجرد إعطاء الإشارة، بدأت في إسقاط القنابل واحدة تلو الأخرى على الهدف.
وبحسب الصحيفة، أرسلت طائرات بدون طيار صورًا حية إلى غرفة العمليات، حيث أظهرت انهيار المباني في قلب حي الضاحية.
وعلى عكس محاولة الاغتيال الفاشلة السابقة لعلي كركي، فإن هذه العملية كانت قاتلة، حيث قُتل نصرالله وقائد الجبهة الجنوبية لحزب الله علي كركي على الفور، إلى جانب شخصيات بارزة أخرى.