قيادي بحزب الله عن مصير صفي الدين: إسرائيل لا تسمح بتقدم عملية البحث في الأنقاض
أطلق الاتحاد الأوروبي في 19 من فبراير/شباط 2024، عملية "أسبيدس" وهي عملية عسكرية بحرية لحماية السفن والملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب ومضيق هرمز والخليج العربي، من الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي، وذلك عبر أسطول يتكون من سفن وفرقاطات حربية، وطواقم بحرية من 19 دولة.
ووصف محللون سياسيون وخبراء عسكريون العملية "أسبيدس"، بأن "لا جدوى منها" وأنها "بعيدة عن تحقيق أهدافها"، واستدلوا على ذلك في تصريحاتهم لـ"إرم نيوز"، بتزايد العمليات الإرهابية الحوثية البحرية ضد السفن والملاحة البحرية، وتبجحها بامتلاكها ترسانة متطورة ساعدتها على شن هجمات أكثر فتكًا.
واعتبر المحللون أن استمرار تهريب الصواريخ والأموال والأسلحة لهذه الميليشيات عبر البحار التي تشرف عليها قوات هذه العملية العسكرية، دليل على الفشل. ورأوا أن الحل العملي والواقعي، في دعم القوات المسلحة التابعة للشرعية، وكذا القوات البحرية ممثلة بخفر السواحل اليمنية.
وقال الدكتور سامي محمد قاسم رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في عدن، إن "تأثير العملية العسكرية أسبيدس جاء عكسيا"، مضيفا "فقد زاد تجرأ الحوثيين وازدادت هجماتهم، وتطورت نوعية الأسلحة التي يستخدمونها".
وأضاف في تصريح ل"إرم نيوز"، أن "هذه العملية أعطت المليشيات الحوثية مبررا وهميا وزخما شعبيا، تحت مبرر أنها تدافع عن الشعب الفلسطيني وتحمي البحر الأحمر".
وقال الباحث السياسي فؤاد مسعد، إن "العملية الأوروبية ركزت بدرجة كبيرة على المراقبة وحماية السفن والملاحة الدولية، لكن عمليات الاستهداف الحوثي استمرت خلال الفترة الماضية ولم تسلم السفن التجارية من هجمات الحوثيين بما فيها السفن الأوروبية وآخر ضحايا الهجمات كانت السفينة اليونانية سونيون".
واعتبر في تصريح لـ"إرم نيوز" أنه "إذا كانت العملية الأمريكية البريطانية بما تضمنت من ضربات جوية ضد أهداف الحوثيين لم ينتج عنها توقف اعتداءاتهم ضد حركة النقل والملاحة الدولية، فلا شك أن عملية أسبيدس أقل حسما في مواجهة ترسانة الحوثيين التي تتطلب موقفا دوليا قادرا على كبح جماح الحركة الحوثية وداعميها الإيرانيين".
دعم القوات اليمنية
من جانبه، رأى المحلل العسكري العقيد عبدالباسط البحر، أن "العملية أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي دون جدوى كبيرة، بعد استمرار التهريب وإطلاق المسيرات والصواريخ مستهدفة الملاحة البحرية". متسائلا عن الخسائر النوعية التي خسرتها الميليشيات الحوثية نتيجة العملية.
وبيّن المحلل العسكري في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "هناك وُجودا لقطع بحرية ومدمرات وسفن وفرقاطات وغيرها في مضيق باب المندب لأول مرة، لكن النتائج المتوخاة ليست بالمستوى المأمول"، وذهب إلى أنه "لا توجد نية حقيقية لذلك"، معتبرا أن المقصود من العملية "مجرد تخفيض للأعمال العدائية وتحجيم ميليشيات الحوثي، ولكن ليس القضاء عليها وعلى تهديداتها".
وتابع أنه وبسبب ذلك "استمرت العمليات الحوثية، وربما توقفت في الفترة الأخيرة أو انخفضت، لكن ليس نتيجة عملية أسبيدس، ولكن لحسابات سياسية لدى الميليشيات الحوثية لا أكثر، ومع تغير السلطة الرئاسية الإيرانية والأجندات الإيرانية لما يسمى محور المقاومة".
وأكد أن "المطلوب من العملية؛ الجدية في التعامل مع الميليشيات الحوثية والقرصنة"، مشددا على أن الاتحاد الأوروبي لديه من الإمكانيات ما يستطيع بها القضاء على هذه الميليشيات وتهديداتها بشكل حاسم ونهائي".
وخلص إلى أن "هناك سبلا أخرى لمواجهة الميليشيات الحوثية، بدعم القدرات اليمنية، وخاصة القوات البحرية على الأرض، وكذلك دعم خفر السواحل اليمني بالأجهزة والإمكانيات المادية وأجهزة المراقبة".
بدوره، قال العقيد وضاح الدبيش الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة بالساحل الغربي، أن العملية أسبيدس "أخفقت ولم تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أنها "بعيدة عن القضاء على تهديدات الميليشيات الحوثية، ونراها مجرد مسرحيات هزلية".
وشدد على أن "الحل العملي والواقعي الذي سيحقق أهدافا عالية، ويحد من مخاطر الميليشيات ويكبدها خسائر فادحة هو القضاء على رؤوسها المعروف أماكن تواجدها في جزيرتي كمران والصليف وفي صنعاء، وكذا دعم القوات الحكومية اليمنية للسيطرة وتحرير ميناء الصليف وساحل العرج وجزيرة كمران".