صندوق النقد الدولي: تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له عواقب اقتصادية كبيرة
وسط مخاوف من تصعيد إقليمي أوسع نطاقًا، تعقد حركة حماس وإسرائيل في 15 أغسطس/ آب الجاري، جولة مفاوضات جديدة بوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن، في لقاء يراه محللون بمنزلة "الفرصة الأخيرة"، لإنهاء الحرب لعدة أسباب.
وقال المحللون، إن أبرز الأسباب الذي يجعل هذه الجولة حاسمة في مصير الحرب، هو استعداد الإدارة الأمريكية الحاليّة للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل، إذ ينصب جهد الإدارة على الحملة الانتخابية، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير بين المرشحين.
واتفقت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الجولة التي لم يحدد مكان عقدها حتى الآن "حاسمة"، لإعادة المحتجزين الإسرائيليين أحياء، وحذرت من ضياع "الفرصة الأخيرة" التي قد تمنع العودة إلى طاولة المفاوضات في وقت قريب.
في تعليقه على ذلك، قال الخبير في الشأن السياسي الدولي رائد نجم، إن الإدارة الأمريكية أشبه بـ "بطة عرجاء" في العام الانتخابي، وفي ظل الوقت القصير المتبقي للوصول لموعد الاقتراع، فإن أقصى ما يمكن أن تفعله هو الضغط من أجل إنجاز صفقة تبادل وأخرى لوقف إطلاق نار مؤقت، إذ سيكون الأمر معتمدًا على سيد البيت الأبيض الجديد لاستكمال جهود الوساطة.
وأضاف نجم في حديث لـ"إرم نيوز"، أنه إذا "تم النظر إلى حجم الفجوة بين مطالب الطرفين، وفي حال التعنت الإسرائيلي أمام هذا المقترح، الذي يعد مقترحًا إسرائيليًا بالأساس، فإننا سنكون أمام حالة مستعصية لعدم المقدرة على إحداث أي اختراق في المفاوضات".
ويرى نجم "أن جهود الوساطة قد تفشل لعدة أسباب أخرى، أبرزها اعتبارات أيدولوجية لدى نتنياهو وأخرى للحفاظ على الائتلاف الحكومي، لا سيما تهديدات الوزيرين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير بالانسحاب من الحكومة في حال تم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق نار".
وأكمل الخبير السياسي "أن المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي يضغط على نتنياهو تجاه استمرار الحرب، لا سيما لقدرة الجيش على القيام بإنجازات عسكرية متتالية وسط حالة الضعف والتفكك التي تعتري الفصائل العسكرية، وعلى رأسها حماس بسبب توجيه ضربات عسكرية قاسية خلال فترة الحرب، إلى جانب حالة اليأس التي يشعر بها الغزّيون جرّاء عمليات النزوح من مكان لآخر".
ولفت نجم، إلى أن إسرائيل تعد أن ما تقوم به يندرج تحت مظلة الضغط العسكري الذي يمكن يحقق مطالبها بالإفراج عن الأسرى لإجبار حركة حماس على الإفراج عن الأسرى وفق شروط إسرائيلية أدنى بكثير مما كانت تطالب به.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي نزار البرغوثي أن الاستمرار في القتال والتقدم العسكري وتوجيه الضربات العسكرية لحماس واستمرار الإبادة الجماعية هو الطريق الأفضل بالنسبة لإسرائيل من الذهاب إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف البرغوثي في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "الوساطات الدولية برعاية أمريكية ستحاول بحسب بيانها الثلاثي تذليل العقبات أمام الأطراف من أجل التوصل إلى اتفاق، وهذا هو أقصى ما يمكن أن يقدمه الوسطاء، لا سيما إذا ركزت الإدارة الأمريكية على الانتخابات".
وأوضح، "يمكن أن يتم تمرير المرحلة الأولى من الصفقة في فترة الانتخابات الأمريكية، ثم تعود جولات المفاوضات، وتعود إسرائيل لوضع العصي بالدواليب وصولًا إلى إفشال جلسات التفاوض واستكمال جولات التصعيد العسكري".
وأشار المحلل السياسي إلى أنه "يمكن أن تدفع حالة الهشاشة الأمنية والعسكرية التي تعانيها حركة حماس علاوة على عدم ممانعة نتنياهو من الذهاب إلى تنفيذ المرحلة الأولى من المقترح بما يفضي بالسماح بتمرير الانتخابات الأمريكية والسماح بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وتخفيف الضغط الداخلي على نتنياهو، وبالتالي العودة مجددًا للصراع لعلم نتنياهو من أن مطالبه ستقابل في البداية بتعنت من قبل حماس، وهذا ما يبحث عنه لاستكمال الحرب".