أحلام الصين بإنعاش طريق الحرير لا تزال متعثرة (صور)
أحلام الصين بإنعاش طريق الحرير لا تزال متعثرة (صور)أحلام الصين بإنعاش طريق الحرير لا تزال متعثرة (صور)

أحلام الصين بإنعاش طريق الحرير لا تزال متعثرة (صور)

تشير الأنباء الواردة من الصين إلى أن مشروعها الساعي لإحياء طريق الحرير القديم لا يزال يواجه عثرات وتحديات، ومن أبرزها تحول المدينة الماسية إلى مدينة أشباح.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن مدينة "لانتشو نيو إريا" الصينية، التي كان من المفترض أن تكون جوهرة "الماس" على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الصيني، وهي مدينة جديدة تم اقتطاعها من الجبال الواقعة في منطقة قاحلة بشمال غرب البلاد، تبدو كمدينة أشباح في طور التكوين.

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها بأن هذه المدينة الجديدة، الواقعة في مقاطعة قانسو، تجسد أحلام الصين المزدوجة بإلحاق المناطق الغربية الفقيرة، ضمن مسار التطور الاقتصادي من خلال الإنفاق على البنية التحتية وتدعيم مكانتها في قلب آسيا بإحياء طريق الحرير القديم.

وبعد أن قامت الجرافات بتسوية المئات من التلال الواقعة على "هضبة لوس" الجافة الرملية لإنشاء المدينة التي تبلغ مساحتها 315 ميلاً مربعًا، توقفت الرافعات عن العمل في المناطق الصناعية المخطط لها، في حين تبدو الكتل السكنية التي بُنيت حديثًا، فارغة والشوارع شبه مهجورة.

هذا المشروع يلخص الشيء الخطأ في النموذج الاقتصادي للصين، ويقول خبراء أجانب كيف ترتفع الديون إلى مستويات تنذر بالخطر في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة دعم نمو الاقتصاد المتباطئ بمشاريع قليلة أو عديمة الأهمية من الناحية التجارية.

وقال رودني جونز، مؤسس شركة ويجرام كابيتال للاستشارات في بكين: "أينما تذهب قانسو ستذهب الصين.. لقد توسعتم في منح الائتمان بشكل كبير وبالاستثمار في مشاريع لا تحقق عائداً اقتصادياً".

وأطلقت الصين حملة طموحة تحمل اسم  "اذهب غرباً في مطلع الألفية الثالثة"، والتي تهدف إلى تضييق الفجوة في الدخل بين مناطق الساحل الشرقي المزدهر والمناطق الغربية البعيدة، وذلك من خلال إنشاء بنية تحتية حديثة، واستغلال الموارد الطبيعية في المناطق الغربية.

وقال اقتصاديون صينيون إن مشروع قانسو، يخلق عثرات اقتصادية أساسية، حيث يشهد ضخ استثمارات في صناعات ثقيلة في وقت تشهد فيه هذه الصناعات وفرة عالمية كما يتم تنفيذ مشاريع في البنية التحتية في حين ينبغي عليها أن تخفض من حجم ديونها.

وقال دينغ وينفنج، أستاذ الاقتصاد في الأكاديمية الصينية للحوكمة: "هذا يمثل بالضبط نسخة من النموذج القديم للتنمية، دون أخذ الواقع المحلي بعين الاعتبار"، وحث وينفنج الحكومة على التوقف عن ذلك.

ووافق على ذلك باو كنكوان، أستاذ العلوم البيئية في جامعة فودان بشنغهاي، قائلاً إن المقاطعات الشمالية الغربية الفقيرة مثل قانسو عاشت عادة على تصدير الناس إلى أجزاء أكثر ثراء في الصين، وليس من خلال جذب الناس إليها.

وأضاف أن "الناس سوف يصوتون بأقدامهم .. فإن لم يكن المكان جيداً بما فيه الكفاية، فلن يأتي أحد بغض النظر عن عدد المنازل التي تم بناؤها، أينما يذهب الناس يجب أن يتم تخصيص رأس المال والموارد تبعاً لذلك".

يبلغ نصيب الفرد من الدخل سنوياً في مقاطعة قانسو 4000 دولار فقط، والقليل من التجارة مع العالم الخارجي، ويعزو النمو الاقتصادي، الذي تشهده إلى صناعة الفلزات والمعادن الأخرى، فضلاً عن العقارات، ولكن اقتصادها يعاني من الآثار السلبية لتباطؤ الاقتصاد الصيني وهبوط أسعار السلع الأساسية عالمياً.

هناك مشاكل أخرى تصاحب مشروعات على شاكلة مدينة "لانتشو نيو إريا"، حيث حذر ثلاثة علماء صينيين في دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" في العام 2014 من الآثار البيئية المترتبة على هذه المشروعات.

يذكر أنه تم وقف تنفيذ مشروع لانتشو في العام 2013 بسبب مشاكل تتعلق بتلوث الهواء إلى حين البت في مسألة التقييم البيئي، وبعد مرور أربعة أسابيع، تم استئناف العمل بالمشروع بدون تقييم نظراً لتزايد تكاليف الشركات المتعاقدة.

وقال قاو ينغ، من أكاديمية شنغهاي للعلوم البيئية، إن مصانع البتروكيماويات، المزمع إقامتها في المدينة الجديدة، يمكن أن تسبب تلوثًا خطيرًا للبيئة وللهواء، وأنها سوف تستهلك كميات هائلة من المياه في منطقة ضعيفة وقاحلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com