التنظيمات المتطرفة في سوريا تحشد قواها مستغلة تعثرالمسار السياسي
التنظيمات المتطرفة في سوريا تحشد قواها مستغلة تعثرالمسار السياسيالتنظيمات المتطرفة في سوريا تحشد قواها مستغلة تعثرالمسار السياسي

التنظيمات المتطرفة في سوريا تحشد قواها مستغلة تعثرالمسار السياسي

أكدت مصادر المعارضة السورية المعتدلة أن تعثر الجهود السياسية بشأن الازمة السورية والانتقال السياسي السلمي، بدأ يلقي بظلاله في الميدان. حيث تؤكد المصادر الميدانية ان مقاتلي  التنظيمات المتطرفة بمن فيهم مقاتلو تنظيم القاعدة  يعملون على حشد قواتهم من جديد لحرب شاملة بالاستفادة من انهيار محادثات السلام للتفوق على المعارضة الوطنية التي وافقت على هدنة متعثرة.

 وفي تقر ير ميداني لها نسبت وكالة رويترز لقائد في الجيش السوري الحر قوله  أن الدور البارز الذي لعبته جبهة النصرة في المعارك الأخيرة "مؤشر خطير" لمسار الحرب إذا فشلت الدبلوماسية بالكامل.وقال القائد الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن جبهة النصرة استغلت الظروف في إظهار مدى قيمتها كبديل لفشل الدبلوماسية.وأضاف "يوجد كلام على إعادة هيكلة جيش الفتح خاصة بعد الانتصار الذي حققوه في خان طومان لأن غياب أفق الحل السياسي والمساعدات وأي شيء مريح للناس سوف يرجح نسبة فرص تشكيل جيش الفتح والتحالف مع جبهة النصرة."

للتطرف مكان

وفي تقديرنوح بونزي المحلل الكبير لدى مجموعة الأزمات الدولية إن عودة جيش الفتح مؤشر على المناخ السياسي في المعارضة وإدراكها أن وقف القتال ليس قابلا للاستمرار.كما أن استئناف القتال  سيكون في صالح جبهة النصرة وقال إنه "يمنحهم مصداقية في حين أن وقف القتال يقلص مصداقيتهم فيما يبدو ويسلط الضوء على خلافات حقيقية بين النصرة وبقية المعارضة."ويرى المحلل إن قطاعا كبيرا من المعارضة يعتقد "أن النظام والميليشيات التي تدعمها إيران استطاعا الاستفادة منها وأنها بحاجة للانضمام إلى النصرة في إعادة تأكيد الضغط الهجومي."

 وومن المعروف ان تنظيم جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا لم يشارك في وقف إطلاق النار الذي أصبح ساري المفعول في فبراير شباط وفي محادثات السلام التي تبعته. وانهارت المحادثات الشهر الماضي .وتبادلت الحكومة السورية وخصومها الاتهامات بالمسؤولية عن التصعيد العسكري.فبعد أن كان نشاط جبهة النصرة محدودا في الأيام الأولى من تطبيق الهدنة ،قال قادة فيها ومعارضون آخرون إن الجبهة عاودت الظهور في ساحات المعارك مع انهيار المساعي الدبلوماسية وقادت هجمات في الآونة الأخيرة على ميليشيات إيرانية مؤيدة للحكومة قرب حلب.

اضعاف المعتدلين

ومن المحتمل أن تؤدي عودة جبهة النصرة للظهور إلى إضعاف جماعات المعارضة التي يدعمها الغرب والتي وافقت على اتفاق الهدنة وشاركت في مباحثات السلام بما يقنع الحكومة السورية وحلفاءها من الروس والإيرانيين بالمضي في الحرب التي وجهوا فيها ضرباتهم للمعارضة بكل ألوانها.

وقال أحد قادة جبهة النصرة واسمه أبو شيماء لرويترز من محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة عن إحياء التحالف الإسلامي المعارض "عاد جيش الفتح لكنه عاد قويا هذه المرة وهدفنا هو الانتشار على الجبهات الرئيسية في سوريا."وأضاف زاهر أبو حسن رئيس المؤسسة الإعلامية لجيش الفتح في إدلب "نسأل الله أن تعود الانتصارات بعودة جيش الفتح."

وقال مصدر كبير في المعارضة إنه رغم عودة جيش الفتح في إحدى المناطق فما زالت المحادثات تجري لإعادة إطلاق التحالف على نطاق أوسع.وأضاف "في خان طومان وجبهة الريف نعم ضمن هذه الجبهة صار في غرفة عمليات لكن الطموح تكرارها على كل الجبهات المشتعلة."

وفي العام الماضي نحت الفصائل الإسلامية التي تشكل جيش الفتح خلافاتها جانبا لإخراج قوات الحكومة السورية من محافظة إدلب قبل اختراق مناطق قرب الجبال الساحلية التي تشكل قلب الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

وساهم هذا التطور في حفز روسيا على اتخاذ قرار إرسال قوة جوية لقصف الأهداف لحساب الأسد الأمر الذي أدى إلى قلب ميزان القوى لصالحه بمساعدة تعزيزات إيرانية على الأرض.

روايات مختلفة

وروت مصادر المعارضة روايات مختلفة للمدى الذي ذهبت إليه جماعات جيش الفتح في إحياء تحالفها وبصفة خاصة مدى مشاركة جماعة أحرار الشام القوية التي يعتقد على نطاق واسع أن تركيا تدعمها في التحالف.

وكانت أحرار الشام من العناصر المهمة في التحالف العام الماضي وأيدت المسار السياسي لكنها نأت بنفسها شيئا فشيئا عن المساعي الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة والتي فشلت في ضمان وقف الضربات الجوية بالكامل أو إتاحة مساعدات الإغاثة الكافية أو إطلاق سراح المعتقلين.

وقد وحدت أحرار الشام وجبهة النصرة اللتان تتمتعان بوجود قوي في شمال غرب سوريا صفوفهما في هجوم أسفر عن السيطرة على مدينة علوية كانت تخضع لسيطرة الحكومة في محافظة حماة في 13 مايو أيار رغم أن ذلك لم يتم تحت راية جيش الفتح.

ونسب الفضل صراحة في انتزاع السيطرة على بلدة خان طومان جنوبي حلب في السادس من مايو أيار من أيدي فصائل شيعية مؤيدة للحكومة من بينها قوات إيرانية إلى جيش الفتح وقال معارضون إن من القوى الرئيسية في تلك العملية جبهة النصرة وجماعة أخرى اسمها جند الأقصى.

وتقول جماعات الجيش السوري الحر التي لعبت دورا بارزا في العملية السياسية التي أطلقت بمباركة من الولايات المتحدة وروسيا هذا العام إنها ما زالت لها اليد العليا على جبهة النصرة في مناطق مهمة من أبرزها مدينة حلب نفسها ومناطق في جنوب سوريا قرب الحدود مع الأردن.

وتحارب فصائل الجيش السوري الحر تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود التركية في الأسابيع الأخيرة وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لتجمع "فاستقم" إن هذه الفصائل صدت في الوقت نفسه ثلاث هجمات من جانب القوات الحكومية إلى الشمال من حلب مباشرة.

وتقول الفصائل إنها لن تعود إلى محادثات السلام حتى يتحسن الوضع على الأرض. ومما يعكس ضعف احتمالات نجاح المساعي الدبلوماسية أنه لم يتحدد موعد للمحادثات في اجتماع  فينا الدولي الذي عقد يوم الثلاثاء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com