بوادرُ خلافٍ عراقيّ أمريكيّ بشأن الحرب على داعش
بوادرُ خلافٍ عراقيّ أمريكيّ بشأن الحرب على داعشبوادرُ خلافٍ عراقيّ أمريكيّ بشأن الحرب على داعش

بوادرُ خلافٍ عراقيّ أمريكيّ بشأن الحرب على داعش

أدى ارتفاع وتيرة التفجيرات وأعمال العنف التي شهدها محيط العاصمة العراقية بغداد، خلال الأيام الماضية، ظهور بوادر خلاف بين الحكومة العراقية وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، وسط حديث عن اتهامات للجانب الأمريكي بتعمد تعطيل تحرير مدينة الفلوجة وقضاء الكرمة لإبقاء العاصمة تحت الضربات الإرهابية.

وكشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الأحد عن قرب انطلاق عملية عسكرية وصفها بـ"الكبرى"لتحرير الفلوجة.

وقال العبادي في كلمة ألقاها على هامش انطلاق ملتقى الحوار المشترك ببغداد إن حكومته "بدأت بتهيئة عملية تحرير الفلوجة، وهنالك عملية عسكرية ستنطلق قريبًا لتحريرها" مضيفًا  أنه ما زال يأمل القضاء على داعش هذا العام، وهو الوعد الذي كان قطعه مطلع العام الجاري.

خلاف في الأولويات

ويأتي كلام العبادي عن تحرير الفلوجة خلافا لما أعلنه المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش العقيد ستيف وارن الجمعة الماضي، والذي قال إن أولوية الجيش العراقي والتحالف الدولي هي تحرير مدينة الموصل أولا.

وقال وارن في تصريحات عبر الفيديو من بغداد إن "الفلوجة كانت أول مدينة يسيطر عليها تنظيم داعش بالكامل منذ أكثر من عامين، وبالتالي هو متغلغل فيها بعمق" مضيفاً أن "هذه عقدة صعبة بالنسبة للتحالف وللقوات العراقية".

ولفت المتحدث باسم التحالف الدولي، إلى أن دحر المتطرفين في الفلوجة لا يمثل أهمية عسكرية حاليا، لأن الأولوية هي لدحرهم في الموصل، كبرى مدن شمال العراق، وتابع "ليس هناك أي سبب عسكري يدفع القوات العراقية لتحرير الفلوجة قبل تحرير الموصل".

ضغوطات الحشد الشعبي

ويرى المستشار العسكري، العميد الركن خليل محمد عذّاب أن"بوادر الخلاف بين بغداد وواشطن ازدادت مع تصاعد وتيرة أعمال العنف، لاسيما في محيط العاصمة بغداد، والتي تمثل بعض مناطقها لاسيما الغربية المتاخمة للفلوجة، خواصر رخوة وملاذات لدخول المسلحين المتطرفين".

ويضيف عذّاب في تصريح لـ"إرم نيوز" إن أساس الخلاف ليس بين القيادة العامة للقوات المسلحة التي يمثلها العبادي والأمريكان الذين يقودون التحالف الدولي، بل إن رئيس الحكومة مضطر للاستجابة إلى ضغوط قيادات ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية، التي تصر على تأمين محيط العاصمة.

ويستبعد مراقبون للشأن العراقي أن يشن الجيش العراقي أي عملية عسكرية ضد داعش في الفلوجة، من دون التنسيق والدعم الذي يقدمه التحالف الدولي لاسيما من الجو، مع استمرار إصرار الجانب الأمريكي على تحرير الموصل أولاً، لإضعاف داعش من خلال ضربه في مركزه القوي والمحصن.

وفي سياق متصل اتهم قيادي في ميليشيا كتائب حزب الله العراقية أطرافاً سياسية لم يسمها بـ"الخضوع للرؤية الأمريكية فيما يتعلق بالسياسات الأمنية، والتي باتت تهدد أمن العاصمة بغداد، من خلال تأجيل عمليات تحرير الفلوجة وماتوفره لمتطرفي داعش من حرية للتحرك في المحورين الغربي والجنوبي للعاصمة، وإدخال عشرات الانتحاريين والسيارات المفخخة من تلك المحاور"على حد وصفه.

وقال أنور عبد لكش في تصريح لموقع إرم نيوز إن "فصائل الحشد بينت موقفها أكثر من مرة، وآخرها ما أعلنه القيادي في هيئة الحشد الشعبي ناظم الأسدي من استعدادنا لمسك ملف تحرير الفلوجة في مدة زمنية لاتتعدى 7 أيام، ولدينا قدرات استخبارية وقتالية عالية لتنفيذ المهمة من دون الحاجة لإسناد من التحالف الدولي".

من جانبه اتهم المتحدث باسم ميليشيا"العصائب"جواد الطليباوي الولايات المتحدة بتعمد تعطيل تحرير مدينة الفلوجة وقضاء الكرمة لإبقاء العاصمة بغداد تحت الضربات الإرهابية، على حد تعبيره.

واعتبر الطليباوي في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن"مناطق حزام بغداد ستبقى معرضة للاختراقات الأمنية بدون تحرير مناطق الأنبار وأهمها الفلوجة والكرمة" مبيناً أن "الحشد الشعبي أكمل وضع الخطط اللازمة لتحرير الفلوجة من داعش" مطالباً الأجهزة الأمنية بتعزيز إجراءاتها في مناطق حزام بغداد لما قال إنه "ورود معلومات تفيد بشن تنظيم الدولة للمزيد من العمليات الإرهابية فيها".

ويشهد محيط العاصمة العراقية ومناطق متفرقة منها، سلسلة هجمات وتفجيرات انتحارية، آخرها استهداف معمل للغاز في منطقة التاجي شمال بغداد بسيارة مفخخة و6 انتحاريين الأحد، ما أسفر عن مقتل وإصابة 27 بينهم عناصر من حماية المصنع، وفقاً لما أعلن مصدر أمني عراقي.

وكانت سيارة مفخخة استهدف رتلا للجيش العراقي في منطقة اللطيفية جنوب بغداد يوم الأحد، ما تسبب في مقتل مدنيين اثنين وإصابة 9 آخرين بينهم جنود عراقيون، بحسب ما أعلنت قيادة عمليات بغداد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com