ضغط كردي لتمويل واشنطن الحرب على داعش
ضغط كردي لتمويل واشنطن الحرب على داعشضغط كردي لتمويل واشنطن الحرب على داعش

ضغط كردي لتمويل واشنطن الحرب على داعش

تسعى حكومة كردستان العراق لكسب تأييد النخب السياسية الأمريكية لتمويل حربها ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة من الإقليم.

وحسبما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن إقليم كردستان العراق يعاني من شح الموارد المالية، لا سيما مع انخفاض أسعار النفط، وتكاليف موجات اللاجئين، وهو ما يدفع الحكومة لطلب التمويل من الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة.

وكشفت الصحيفة الأمريكية عن لقاء في شركة "دينتون" للاستشارات القانونية تجتمع فيه نخبة العاصمة الأمريكية من الساسة، بحضور نائب رئيس وزراء حكومة كردستان قباد طالباني.

وبين طالباني خلال اللقاء عجز حكومته عن الانتصار على داعش بسبب الإفلاس، مطالبا بالدعم المالي للتمكن من الوقوف من جديد والقتال بكفاءة.

مكتب للتنسيق في غياب السفارة 

وبينما لا تملك كردستان سفارة رسمية في واشنطن، يقوم فريقها الصغير، ذو الصلات الجيدة بدلاً من ذلك بالعمل على التنسيق مع شركات ضغط لتمرير مقترحات الدعم، من بيت ريفي شبيه بالسفارة، يقع على بعد عدة مباني من البيت الأبيض، تعتليه أعلام كل من العراق وكردستان.

ورغم لقاء طالباني مع مسؤولين من البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون، تشير الصحيفة إلى أن نائب رئيس إقليم كردستان ووفده الصغير استخدموا في واشنطن تكتيكات مشابهة لتكتيكات شركات منفقة لملايين الدولارات لرشوة أصحاب السلطة، مستخدمين 5 شركات لتوصيل قضيتهم.

وتضيف الصحيفة أن الوفد نجح في مهمته، حيث كسب تأييد مزيج نادر من العسكريين البارزين، والجمهوريين المحافظين، ومجموعة من الديمقراطيين الليبراليين في الكونغرس، وتمكنوا من الحصول على التزام بتقديم مساعدات إضافية بقيمة 415 مليون دولار لدعم قوة ميليشيات البيشمركة الكردية.

فريق ضغط

وبدأت مجموعة الضغط الكردية في واشنطن تحركاتها في الصيف الماضي، فأقيمت مجموعة من اللقاءات السرية مع مشرعين من ضمنهم الجمهوري من أريزونا السيناتور جون ماكين، والديمقراطي من غرب فيرجينيا جو منشين الثالث، لحشد الأصوات لطرح اقتراح في مجلس الشيوخ بتقديم الدعم العسكري المباشر للأكراد، متجاوزين بغداد.

وأنفقت حكومة إقليم كردستان قرابة 6 ملايين دولار على شركات الضغط الخارجية وشركات العلاقات العامة في واشنطن منذ عام 2010 بشكل يفوق بلدانا أخرى مثل كازاخستان وباكستان.

وعلى الرغم من معارضة إدارة أوباما على المقترح، لقيت دعوات الأكراد شعبية كافية لكسب 54 صوتاً، وهو أقل بقليل من الـ60 صوتاً الضروريين للتحرك، مرسلين بذلك رسالة واضحة بأن الأكراد يحظون بدعم واسع من الكونغرس. 

وقال مسؤول سابق في وزارة الخارجية يساعد في قيادة فريق ضغط "دينتون" لدعم كردستان ديفيد إم تافوري إنه أصبح من السهل على الأكراد الترويج لقضيتهم، حيث أصبح أناس كثر في الولايات المتحدة يدركون من هم الأكراد وما يقومون به.

وأفاد الممثل الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا، وعضو التجمع الأمريكي - الكردي في الكونغرس الذي ساهم في إنشاء فريق الضغط في البيت الأبيض جيرالد إي كونولي إن الأكراد راغبون ومستعدون للقتال، فهم الجماعة الوحيدة التي حققت انتصارات مستمرة على أرض المعركة.

ويقول المسؤولون الأكراد إنهم سيستمرون في الضغط لحشد المزيد من المال للذخيرة والعربات المدرعة والواقيات ضد الأسلحة الكيميائية، وهي مطالبات يقول المشرعون الأمريكيون إنهم يبحثون عن سبل لتلبيتها.

ويعد نجاح الأكراد في حشد دعم الكونغرس رغم أجواء التقشف في الأخير، من أبرز الأمور الملاحظة حالياً، حيث أدى الاستقرار النسبي في كردستان وعاصمتها أربيل، رغم الفوضى في بغداد، الذي بات واضحاً مع اقتحام المتظاهرين لمبنى البرلمان العراقي السبت إلى تعزيز موقف الأكراد في واشنطن، بالرغم من أن منطقتهم تحت تهديد مستمر، حتى على القوات العسكرية الأمريكية، حيث قتل جندي بنيران داعش قرب أربيل.

تنسيق مع اللوبي اليهودي

وأرسلت الحكومة الكردستانية مجموعة من أبرز المسؤولين الأكراد إلى واشنطن من بينهم شرزاد ممساني، والذي عين مؤخراً مديرا للشؤون اليهودية في كردستان كنداء مفتوح لحشد الدعم في إسرائيل للجهد الكردي.

وحصلت كردستان سابقاً على بعض الدعم الخفي من المستشارين السياسيين في واشنطن الذين يعملون لصالح إسرائيل، ويرى الأكراد في اليهود حلفاء غير تقليديين، يمكن التنسيق معهم، إلا أن رئيس الوفد الكردي في واشنطن يرى أنها علاقة حساسة، إذ من الصعب على الأكراد إظهار تحالف وثيق مع إسرائيل، دون التسبب بتوترات مع الدول المجاورة.

ويعلق المستشار السياسي الذي انتقل إلى واشنطن من إسرائيل في شهر أبريل/ نيسان للمساعدة في جهود الضغط الكردية زاك هاف بالقول "هنا في واشنطن، إن كانت المصالح الموالية لليهود والمؤيدة لإسرائيل ترى أن الأكراد هم أصدقاء للجالية اليهودية، عندها يرجح أن يصبح الكونغرس أكثر حزماً في دعمه لحكومة إقليم كردستان"، وكانت زيارته تضمنت اجتماعاً مع لجنة أمريكا للشؤون العامة الإسرائيلية المعروفة بقوتها، من أجل طلب مساعدتهم.

تحمس أمريكي 

أعلن ممثل الحزب الجمهوري في أريزونا ترينت فرانكس لمسؤولين أكراد الشهر الماضي إنه مستعد لبذل كل الجهود الممكنة لدعم دورهم "النبيل" مؤكداً "نحن لن نستسلم أبداً". 

وقدم اثنان من مشرعي البيت البيض، هما ممثلة الحزب الجمهوري في فلوريدا إليانا روسليهتينين وممثل الحزب الديمقراطي من كاليفورنيا براد شيرمان قرارا من جانبهما، يطلب من وزارة الخارجية إرسال المساعدات العسكرية للأكراد.

وبلغت قوة الضغوطات الكردية حد وصول سجلات الكشف المودعة لدى وزارة العدل في النصف الأخير فقط من العام 2015، إلى أكثر من 2300 اتصال مع أعضاء الكونغرس، من خلال البريد الألكتروني، والاتصالات الهاتفية، واللقاءات، والفعاليات الأخرى، كلها وتضمنت محادثات سرية مع 6 أعضاء على الأقل من مجلس الشيوخ الأمريكي.

وتأتي الحملة متزامنة مع خطط كردستان لطرح استفتاء على اقتراح لتأسيسها كدولة مستقلة عن العراق، ما نتج عنه زيادة حدة التوترات بين واشنطن وبغداد، فالمسؤولون العراقيون يشاركون أيضاً في جهودهم الديبلوماسية الخاصة المدعومة من قبل مجموعة "ذا بوديستا" وهي شركة ضغط أخرى.

وبالإضافة للضغط للحصول على المزيد من الأموال لقواتهم، عمل الأكراد بجانب شركات الضغط في الآونة الأخيرة على إقناع الولايات المتحدة بإزالة اثنين من الأحزاب السياسية البارزة في كردستان، من قائمة الجماعات الإرهابية المحتملة.

وفي ذات السياق قال رئيس الوفد الكردي الديبلوماسي غير الرسمي في واشنطن بيان سامي عبدالرحمن "علينا أن نقاتل في سبيل الحصول على حقوقنا، فنحن لا نملك أي خيار بديل عن ذلك".

وتعاني حكومة كردستان من أزمة مالية خانقة لدرجة أن الحكومة تأخرت في دفع مستحقات قوات البيشمركة، مما أدى إلى تعقيد جهود الضغط، الذي تعرقلت مع دفع الأكراد أقل مما هو منصوص عليه، وفق عقود الشركات المنسقة لجلسات كسب التأييد والضغط السياسي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com