الاستسلام والتطرف.. خياران أحلاهما مر للمعارضة السورية
الاستسلام والتطرف.. خياران أحلاهما مر للمعارضة السوريةالاستسلام والتطرف.. خياران أحلاهما مر للمعارضة السورية

الاستسلام والتطرف.. خياران أحلاهما مر للمعارضة السورية

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الكثير من فصائل المعارضة السورية المعتدلة، ربما تجد نفسها مضطرة للاختيار بين الاستسلام لقوات النظام، أو الانضمام إلى الجماعات المتطرفة، في ظل حالة "الضعف والإرهاق" التي تمر بها نتيجة استمرار القصف الروسي ضدها.

وقالت الصحيفة، إن "محادثات السلام انتهت الشهر الماضي، دون إحراز أي تقدم ملموس، وسط تصاعد كبير في الهجمات العنيفة من قِبل طائرات النظام وروسيا، في مدينة حلب شمال البلاد، فيما استهدفت الجماعات الإسلامية المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري في المدينة بالصواريخ وقذائف المورتر ونيران القناصة بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار في حلب".

وأجرت الصحيفة حوارًا مع معارض سوري، يدعى علي عثمان، قالت إنه "يقبع في الجبال في بلدة حدودية تواجه خيارًا مؤلمًا.. إما قبول تسوية مع النظام السوري الذين يقاتلونه، أو القتال إلى جانب حلفاء تنظيم القاعدة في سوريا".

وقال عثمان، المنشق عن الجيش السوري، "إنه ورفاقه يعانون من الضعف والإرهاق بعد عدة أشهر من القصف الروسي الجوي المستمر لمساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد".

وشددت الصحيفة على أن "مصير المعارضين المعتدلين في سوريا، أمر بالغ الأهمية للجهود الأمريكية في المنطقة"، محذرة من "أنهم إذا قرروا الاستسلام أو الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تقاتل النظام، فإن الولايات المتحدة ستفقد قدرتها على تحديد الوضع السوري في نهاية الحرب".

كما حذر قياديون في المعارضة تربطهم صلة وثيقة بالولايات المتحدة، من أن "الجمود الدبلوماسي وتجدد الغارات الجوية على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ستدفعهم إلى أحضان الجماعات المتطرفة، ومن بينها جبهة النصرة".

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، شدد الثلاثاء الماضي، على أن "وقف إطلاق النار لن ينجح إلا إذا ابتعدت عناصر المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة وغيرها من الجماعات التي تعارض مباحثات التسوية"، على حد تعبيره.

محاولات لإغراء المعارضين

ونقلت الصحيفة عن قياديين في جبهة النصرة، أنهم "ينسقون مع ست مجموعات معارضة في شمال سوريا، لإعادة إنشاء مركز قيادة مشترك للانتقام من اعتداءات النظام السوري"، على حد وصفهم.

وقالت الصحيفة إن "كلًا من النظام السوري والجماعات المتطرفة، يحاولون إغراء المعارضين المعتدلين، للانضمام إلى صفوفهم".

وقال علي عثمان إن "النظام كان قد عرض العفو في وقت سابق، على المنشقين عن الجيش السوري، إلا أن صديقه عندما استسلم أواخر العام 2014 وسلم نفسه، اعتُقل في مكان مجهول".

وأضاف أن "جبهة النصرة بدورها تحاول تجنيد المعارضين عبر مقاطع الفيديو، فيما يواصل النظام إلقاء منشورات في عدد من القرى لمطالبة المواطنين بالانضمام إليه".

وأشار إلى أن "جماعته التي تدعمها الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وتركيا، وصل عدد مقاتليها الآن إلى أقل من 500 مقاتل، بعد أن كانت تضم نحو ألفين و 800 مقاتل في العام الماضي".

وأوضح أن "الكثير من مقاتلين جماعته قُتلوا أو تعرضوا لإصابات بليغة.. لا نستطيع أن نحارب بمفردنا، وهذا يحتم علينا ضرورة التعاون بين الفصائل الإسلامية مثل النصرة، بالرغم من أنه وآخرين يخشون الانضمام إلى هذه التنظيمات".

وأشارت الصحيفة إلى أن "معظم المعارضين يترددون في محاربة جبهة النصرة، لأن صفوفها مليئة بجيرانهم من مدنهم وقراهم، التي تقطنها أغلبية مسلمة سنية".

تغير الأحوال

وأكد عثمان أن "فرقته كانت تنتصر في كل مواجهاتها مع الجيش السوري، لكن في أوائل 2013، بدأ المقاتلون الأجانب في جبهة النصرة وتنظيم داعش، في التدفق على نفس الجبال، ما ساهم في جذب العديد من المقاتلين إلى صفوف التنظيمات ذات الخلفية الدينية".

وأضاف أن "جماعته سيطرت على مزيد من الأراضي في محافظة اللاذقية، كما حققت جبهة النصرة وحلفاؤها الإسلاميون، انتصارات عديدة ضد النظام السوري، خلال الصيف الماضي، ما أظهر مدى ضعف النظام في مواجهة مقاتلي المعارضة".

لكن وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، تدخلت موسكو في الحرب السورية لصالح النظام، ما أضعف موقف جماعة عثمان، وغيرها من الجماعات المعارضة.

وشدد عثمان على أنه "يجب أن تقدم الدول الداعمة لنا على الأقل أسلحة مضادة للطائرات بعد التدخل الروسي في الحرب"، قائلًا "أنتم تقولون إنكم تدعموننا، فإما تدعموننا دائمًا وفي كل وقت، أو لا تدعموننا من البداية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com