حلب تتعرض للقصف والجيش السوري يبدأ "تهدئة" في مناطق أخرى
حلب تتعرض للقصف والجيش السوري يبدأ "تهدئة" في مناطق أخرىحلب تتعرض للقصف والجيش السوري يبدأ "تهدئة" في مناطق أخرى

حلب تتعرض للقصف والجيش السوري يبدأ "تهدئة" في مناطق أخرى

بيروت  - استهدفت نحو 30 غارة جوية مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب السورية يوم السبت في الوقت الذي سرت فيه "تهدئة" مؤقتة أعلنها الجيش السوري حول دمشق وفي شمال غرب البلاد.

وكان هذا تاسع يوم من القصف المدمر لحلب التي تحملت عبء تصاعد القتال والذي دمر تقريبا وقفا لإطلاق النار تم التوصل إليه في فبراير شباط وقتل نحو 250 شخصا في تلك المدينة الواقعة بشمال سوريا منذ 22 أبريل نيسان وذلك حسبما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان.

أعلن جيش النظام السوري في ساعة متأخرة من يوم الجمعة عن "نظام تهدئة" قال إنه يهدف إلى إنقاذ وقف إطلاق النار الأوسع.

ولم يوضح الجيش السوري بشكل مفصل الإجراءات العسكرية وغير العسكرية المترتبة على "نظام التهدئة" المعلن عنه.

وقال الجيش إن "نظام التهدئة يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة".

ورفضت عدد من جماعات المعارضة المسلحة رفض التهدئة الجزئية، التي أعلن عنها النظام من جانب واحد.

وقال بيان أصدرته عدد من فصائل المعارضة المسلحة من بينها "جيش الإسلام" الذي يسيطر على مناطق شرقي دمشق: "لن نقبل بأي حال من الأحوال بمبدأ التجزئة أو الهدن المناطقية".

وأضاف البيان أن هذه الجماعات ستعتبر أي اعتداء على أي منطقة يتواجد فيها أي فصيل من فصائلها بمثابة اعتداء على جميع المناطق، وأنها تحتفظ بالرد في الزمان والوقت الذي تختاره.

وانتقد البيان الولايات المتحدة لعدم بذلها جهودا كافية لوقف القصف الحكومي.

وبدأ وقف القتال حول العاصمة ومناطق بمحافظة اللاذقية الساحلية بشمال غرب سوريا متماسكا طوال يوم السبت ولكن القصف استمر في حلب التي استُبعدت من الخطة.

وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أنس العبدة إن الحكومة تنتهك اتفاق وقف الأعمال القتالية يوميا، مضيفا أن المعارضة مستعدة لإحياء الاتفاق، لكنها تحتفظ بحق الرد على الهجمات.

أمريكا تسعى للضغط

وأكد جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت أن بلاده تعمل على "مبادرات محددة" للحد من العنف في سوريا، وتعتبر وقف إراقة الدماء في حلب أهم أولوية.

وأضاف كيربي في بيان يُفصل اتصالات أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال اليومين الماضيين مع ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ومع رياض حجاب وهو مفاوض عن جماعات المعارضة السورية، إن كيري أوضح أن الولايات المتحدة تريد أن تمارس روسيا ضغوطا على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لجعلها توقف"الهجمات الجوية العشوائية" على حلب .

وأضاف كيربي أن " كيري أكد في الاتصالين أن الجهود المبدئية لتأكيد وقف العمليات القتالية في اللاذقية والغوطة الشرقية، ليست قاصرة على تلك المنطقتين، وأن الجهود لتجديد وقف القتال لابد وأن تشمل حلب".

وقالت الخارجية الأمريكية إن كيري سيتوجه لجنيف اليوم الأحد لبحث الصراع السوري مع نظيريه الأردني والسعودي، بالإضافة إلى دي ميستورا.

ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 5 أشخاص قتلوا في حلب، في وقت مبكر يوم السبت، في غارات جوية يُعتقد أن طائرات الحكومة السورية شنتها.

وقال المرصد إن من بين 250 شخصا قتلوا في حلب،  140منهم قُتلوا في قصف من قبل قوات متحالفة مع الحكومة، و96 في قصف لقوات المعارضة المسلحة، وأضاف أن من بين القتلى 40 طفلا.

هدوء نسبي

وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب، كانت "أهدأ نوعا ما" أمس السبت، لكن القذائف التي يطلقها مقاتلو المعارضة لا تزال تصيب هذه المناطق بشكل متقطع.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد سكان الغوطة الغربية التي يحاصرها النظام، أن القصف توقف على ما يبدو حول العاصمة في الساعات التي تلت بدء "نظام التهدئة" عند الواحدة صباح السبت بالتوقيت المحلي.

وأضاف المواطن: "حتى الآن لا توجد أنشطة عسكرية، ولا أصوات قصف في المناطق القريبة ولا أصوات قصف بطائرات حربية".

وذكر المرصد أن طائرات هليكوبتر سورية أسقطت عددا من البراميل المتفجرة، في وقت لاحق من يوم السبت جنوب غربي دمشق، لكن خارج نطاق المنطقة التي يشملها نظام التهدئة.

ودعت الأمم المتحدة موسكو وواشنطن لإحياء وقف إطلاق النار للحيلولة دون الانهيار الكامل للمحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وشرد الملايين.

وواصلت منظمات الإغاثة توصيل المساعدات إلى غرب سوريا، لكنها تقول إن السماح لها بدخول المناطق ليس منتظما بما يكفي، وإن الوصول للكثير من السوريين المحتاجين للمساعدات لا يزال عسيرا.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مساعدات جديدة بدأت الدخول لبلدتي الزبداني ومضايا حيث أشارت تقارير إلى وقوع مجاعة في وقت سابق هذا العام بسبب حصار تفرضه القوات الحكومية والمتحالفون معها.

وبالتزامن مع ذلك دخلت شاحنات إلى الفوعة وكفريا اللتين تحيط بهما قوات المعارضة في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

وحلب أكبر المدن السورية قبل الحرب مقسمة منذ سنوات بين مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وأخرى تسيطر عليها الحكومة. والسيطرة بشكل كامل على حلب ستكون جائزة كبيرة للأسد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com