تقارير: واشنطن أنفقت 17.9 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب

logo
العالم العربي

"مسمار في نعش السلام".. البرهان يصعّد في الخرطوم بأوامر من "الإخوان"

"مسمار في نعش السلام".. البرهان يصعّد في الخرطوم بأوامر من "الإخوان"
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهانالمصدر: (أ ف ب)
28 سبتمبر 2024، 8:46 م

توقع محللون سودانيون أن تقطع المعارك العسكرية المحتدمة في العاصمة السودانية الخرطوم، منذ يوم الخميس، الطريق أمام جهود الوساطة الإقليمية والدولية لاستئناف التفاوض بين  الجيش وقوات الدعم السريع لوقف الحرب وتحقيق السلام.

وتجددت المعارك العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اليوم السبت، في العاصمة الخرطوم، بأكثر من موقع، وفق شهود عيان.

وقال الشهود لـ"إرم نيوز" إن المعارك احتدمت في منطقة المقرن بالخرطوم، بعدما تقدم الجيش من جهة أمدرمان في محاولة منه لليوم الثالث على التوالي للتوغل نحو مواقع سيطرة قوات الدعم السريع في منطقة السوق العربي.

وتأتي هذه المواجهات في الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتطلع إلى عودة الأطراف المتحاربة إلى طاولة التفاوض لوقف الحرب في السودان.

أخبار ذات علاقة

تجدد المعارك العنيفة في الخرطوم

مسمار في نعش السلام

وعدّ المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن المعارك التي احتدمت بشكل مفاجئ في العاصمة الخرطوم، بمثابة مسمار في نعش الجهود الدولية والإقليمية الرامية لاستئناف التفاوض بشأن وقف الحرب بالسودان.

وقال جمعة لـ"إرم نيوز" إن الجيش السوداني يبدو أنه أعدّ لهذه العملية منذ وقت مبكر بعد أن حصل على السلاح الذي ساعده على الاستمرار في المعارك لليوم الثالث على التوالي، وهو ما يجعله يتمسك أكثر برفض التفاوض مع قوات الدعم السريع.

وأوضح المحلل السياسي أن المعارك التي تزامنت مع الجهود الدولية الأخيرة لدفع طرفي الحرب إلى التفاوض تشير إلى أنها خطة التيار الرافض للسلام لقطع الطريق أمام أي محاولات قد تدفع الجيش للذهاب إلى المفاوضات.

وأضاف جمعة أن "دعاة الحرب من الإسلاميين المتغلغلين داخل الجيش هم من قادوا هذا الهجوم ليقولوا إنهم موجودون على الأرض وأنهم قادرون على حسم المعركة عسكريًا".

وأشار المحلل السياسي إلى أن هذا الموقف الرافض للسلام والمتمسك باستمرار المعارك العسكرية، ظهر في خطاب قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل يومين، حيث أكد فيه بوضوح أنه مستمر في القتال، إضافة إلى مطالبته بخروج قوات الدعم السريع من المدن وتسليم أسلحتها.

وأكد جمعة أن الجيش، حتى لو انتصر في معارك الخرطوم، لا ينتظر منه الذهاب إلى التفاوض، بل سيجد انتصاره محفزًا له للاستمرار في الحرب، وسيختلق حججًا جديدة ليقدمها إلى العالم حيال رفضه السلام.

وشهدت الأيام الماضية تحركات مكثفة من الولايات المتحدة الأمريكية مع الوسطاء وأطراف الصراع العسكري في السودان، بهدف محاصرة تمدد الحرب، والعمل على وقفها من خلال العودة إلى طاولة التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

قوى خارقة

من جهته، يرى المحلل السياسي عمار الباقر أن جهود إنعاش التفاوض لوقف الحرب بالسودان، عمليًا توقفت الآن بعد هذا التطور العسكري على الأرض.

وقال الباقر لـ"إرم نيوز" إن المعارك التي اندلعت يوم الخميس بشكل مختلف عن سابقاتها، يتوقع أنها ستستمر لفترة طويلة إلا إذا كانت هنالك قوى خارقة لأحد الطرفين مكنته من حسمها سريعًا.

وأضاف المحلل السياسي أنه "إلى أن تنتهي هذه الجولة من المعارك ستظل عملية السلام متوقفة في انتظار ما ستسفر عنه نتائج القتال الجاري، لينشط بعدها الوسطاء في دفع الأطراف لطاولة التفاوض".

وذكر الباقر أن طرفي الحرب بالسودان يسعيان من خلال هذه المعارك لكسب مساحات جديدة لتعزيز وضعية السيطرة، حتى يتمكن كل طرف من تعزيز موقفه التفاوضي في أي عملية محادثات مقبلة قد تحدث.

وكان الوسطاء الدوليون بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، عقدوا في أغسطس/ آب الماضي محادثات في سويسرا بشأن وقف إطلاق النار في السودان، قاطعها الجيش السوداني بينما شاركت فيها قوات الدعم السريع.

وكان الجيش السوداني كثّف سلسلة غاراته الجوية اليومية على مواقع مختلفة في إقليم دارفور غربي البلاد، الواقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مما تسبب بمقتل عشرات المدنيين.

وبحسب مراقبين، يبدو أن البرهان يواجه تحديات وضغوطًا داخلية من الإخوان المسلمين، الذين يحرصون على استمرار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية، مما يجعله مضطرًا للعب على الحبال بين قبول الضغوط الأمريكية وبين إرضاء القوى المتشددة التي تحيط به.

أخبار ذات علاقة

إنذار أخير.. هل تدفع دعوة بايدن نحو وقف الحرب بالسودان؟

وتظل مسألة التفاوض ووقف الحرب في السودان محكومة بالتحركات الدولية والإقليمية، ولكن في ظل إصرار البرهان على اللعب على التوازنات، فإن نتائج هذا اللقاء قد لا تلبي درجة طموح السودانيين لإحلال السلام.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا طرفي الصراع في السودان إلى العودة إلى طاولة التفاوض لإنهاء الحرب المستمرة في البلاد لما يزيد على عام ونصف.

وقال بايدن في بيان: "ندعو أطراف هذا الصراع جميعهم إلى إنهاء هذا العنف، والتوقف عن إذكائه؛ من أجل مستقبل السودان والشعب السوداني كاملًا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC