مقتل متمرد سوري في تركيا يشير إلى الانتشار الواسع والمميت لداعش
مقتل متمرد سوري في تركيا يشير إلى الانتشار الواسع والمميت لداعشمقتل متمرد سوري في تركيا يشير إلى الانتشار الواسع والمميت لداعش

مقتل متمرد سوري في تركيا يشير إلى الانتشار الواسع والمميت لداعش

كشف مقتل معارض سوري جنوب تركيا على يد داعش عن مدى انتشار منتسبي التنظيم وخطورة قدراته في الأراضي المحاذية للحدود مع الجارة المضطربة منذ سنوات.

حيث لاحق متشدد من تنظيم داعش قيادياً سورياً معارضاً يبلغ 36 عاماً إلى زقاق في مدينة غازي عنتاب التركية وأطلق النار على رأسه وأرداه قتيلاً. ليصبح زاهر الشرقاط رابع أبرز المعادين لقوات الأسد وتنظيم داعش المقتولين خلال الأشهر الستة الأخيرة في جنوب تركيا، في مكان بعيد عن معقل المتشددين في سوريا.

وحضر جنازة الشرقاط في مدينة نيزيب القريبة من غازي عنتاب العديد من رفاقه في المعارضة السورية حيث قال أحدهم رافضاً الكشف عن هويته لخشيته من داعش لصحيفة "واشنطن بوست" " لسنا آمنين هنا في تركيا. فداعش تقوم بمراقبتنا".

وهرب الشرقاط إلى جنوب تركيا بحثاً عن الأمان بعد أن برز كقائد لواء للمعارضة المسلحة وبعدها كمضيف برنامج تلفزيوني. لكنه لم يتمكن من الخلاص من يد المتطرفين الإسلاميين حتى وهو في منفاه في تركيا.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن اغتياله، وهو هجوم يؤكد أن الجماعة تستطيع أن تضرب خارج معقلها بالرغم من خساراتها المتراكمة للعديد من القوات على أرض المعركة في سوريا والعراق. حيث نفذ مقاتلوها هجمات هزت باريس، وبروكسل، وبيروت. كما أدت العمليات الانتحارية المتعددة للتنظيم في تركيا إلى قتل العشرات.

لكن من الظاهر أن التنظيم يشن حملة من نوع آخر ضد الصحفيين والنشطاء والمعارضين السابقين من السوريين الذين أمضوا وقتهم في منفاهم في تركيا سعياً لفضح جرائم التنظيم الدموية. فيظن الكثيرون منهم أن التنظيم يوظف شبكة من المخبرين والقتلة المأجورين الذين يقومون بمراقبة المعارضين للنظام ثم يقطعون رؤوسهم في بيوتهم أو يطلقون عليهم النار في الأزقة.

فخلال السنة الماضية، شن المسؤولون الأتراك حملة أمنية استهدفت منافذ على الحدود السورية، الممتدة مسافة 500 ميل تقريباً، استخدمها اللاجئون في السابق  لمحاولة وقف تدفق المسلحين المتشددين. لكن المخاوف تزايدت من أن تكون الجماعة تعمل في الداخل من خلال مليوني سوري لاجئ موجودين في تركيا وكذلك من خلال المواطنين الأتراك.

وقال ناشط من المجموعة الإعلامية السورية "الرقة تذبح بصمت" حسام عيسى، الذي غادر من تركيا إلى ألمانيا بسبب التهديدات " كانوا بالفعل يحاولون تخويفنا في تركيا وترهيبنا.. كانوا يعلمون أين نقطن في تركيا، وأين نعمل، حتى أنهم لاحقوا زملائي الصحفيين".

وفي حادثة قتل وقعت في تشرين الأول الماضي، قام عضو من داعش بإطلاق النار وقتل ناشطين في شقتهم بمدينة سانليورفا ثم قام بعدها بقطع رؤوسهم. أحد الضحايا كان يعمل مع عيسى في المجموعة الإعلامية، وفاز بجوائز عديدة لمخاطرته الشديدة في سبيل توثيق جرائم التنظيم.

في السياق ذاته، قال أصدقاء وعائلة الشرقاط إنه خلال الأشهرالسبعة التي عاشها في تركيا، تلقى دفقاً مستمراً من المكالمات الهاتفية والرسائل النصية المتوعدة بالقتل. وقالوا إن بعض التهديدات كانت من الحكومة السورية، والبقية من داعش.

وسبق للشرقاط أن قُتِل صديقه الصحفي ناجي الجرف في كانون الأول الماضي، رمياً بالرصاص في وسط مدينة غازي عنتاب من قبل معتد استخدم مسدساً كاتما للصوت. وكان الجرف قد أنتج فيلماً وثائقياً يوضح عمليات القتل المنظم من قبل تنظيم داعش للناشطين المعارضين للحكومة في مدينة حلب. لكن ذلك لم يمنع الشرقاط ورفاقه من الحديث علناً عن التفسيرات المتشددة للإسلام من قبل التنظيم، والهجمات على القوات المتمردة المعتدلة.

وكان الشرقاط مضيفا لبرامج في القناة التلفزيونية الداعمة للمعارضة تدعى "حلب اليوم" على مدى العامين الماضيين، ويستضيف عادة ضيوفاً يتهمون تنظيم داعش بالتخريب على المعارضين في مواجهتهم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. حيث قابل الشرقاط في برنامج أذيع قبل عدة أيام من اغتياله قائداً معارضاً وصف حكومة الأسد بـ"الراعي الأكبر" للجماعة المتشددة. وأشار خلال البرنامج إلى إطلاق الحكومة سراح المتطرفين الإسلاميين من سجونها، ضمن خطة لها لتقوية المتطرفين لقتال قوات المعارضة.

وبدأت خلافات شرقاط مع داعش منذ أعوام سابقة في مدينة الباب، حيث أنشأ مجموعة مكونة من معارضين في المراحل الأولى من الانتفاضة السورية. وكانوا يقاتلون في البداية باستخدام بنادق الصيد، وطرد لواؤه قوات الحكومة من مدينة الباب ثم انضم لمجموعات معارضة مسلحة أخرى أثناء هجومهم على المدينة القريبة "حلب".

وفي أواخر عام 2013، بدأ المقاتلون مع شرقاط بقتال مسلحي تنظيم داعش بعد أن زادت قوتهم. حتى أنه اضطر للمواجهة مع التنظيم المسيطر على المسجد الرئيسي لمدينة الباب، ونتج عن ذلك وقوف الأغلبية الساحقة من أهل المدينة معه.

لكن المعتدلين من مدينة الباب لم يستطيعوا الصمود أمام القوة العسكرية المتفوقة لداعش وقسوتهم المطلقة.

فقام التنظيم بدفعهم للخروج من المدينة، وإثر ذلك انتقل شرقاط إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب. ووفقاً لعائلته وأصدقائه، واجه الشرقاط في حلب محاولات عديدة لاغتياله وخطفه، مما دفعه للانتقال لمدينة غازي عنتاب التركية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com