إيران تسعى لتشكيل ميليشيات سنية موالية لها في العراق
إيران تسعى لتشكيل ميليشيات سنية موالية لها في العراقإيران تسعى لتشكيل ميليشيات سنية موالية لها في العراق

إيران تسعى لتشكيل ميليشيات سنية موالية لها في العراق

كشف سياسيون وإعلاميون عراقيون عن جهود إيرانية تهدف إلى تشكيل واجهة سياسية وإدارية موالية لطهران في قلب المدن السنية المحررة من تنظيم داعش في العراق.

وبحسب هؤلاء، فإن الحرس الثوري الإيراني الذي تغلغل في المؤسسات المحلية والأمنية داخل المدن السنية العراقية، يهدف إلى تشكيل "ميليشيا مسلحة سنية" بحجة الدفاع عن المدن وحمايتها من تنظيم داعش، إلا أن مهمة تلك الميليشيات تكمن في "ترسيخ السيطرة الإيرانية على المدن السنية".

وقال المحلل السياسي فلاح كانو متحدثاً لـ"إرم نيوز" من مدينة مانشسر في بريطانيا، "نعم، إيران البراغماتية تسعى وتعمل وبقوة لتجنيد الشيعة والسنة والكرد والتركمان والمسيحيين في العراق، ليكونوا تحت جناح الولي الفقيه من أجل خدمة مصالحها وتعزيز أمنها القومي ومن أجل أن يكون لها صوت في كل ملفات المنطقة المترابطة والمتشابكة مع بعضها البعض لجني المزيد من المكاسب".

وأضاف كانو "في عام 2006 طلب منا أحد صقور قائمة التوافق السنية مساعدتهم لفتح قناة لهم مع إيران رغم علمه ويقينه بأننا نختلف مع إيران، لكنهم كانوا يبحثون عن أي وسيلة توصلهم إلى طهران، كونها بوابتهم للسيطرة على المناطق ذات الغالبية السنية وبعيداً عن القوى السنية الأخرى".

دعم في الخفاء

من جهته، يقول الإعلامي سلام الدليمي "الدعم الإيراني في الأنبار لن يكون معلناً بسبب الرفض الشعبي لأي دور إيراني في تلك المناطق، ولكنه يحدث عن طريق بعض شيوخ العشائر القريبة من الحشد الشيعي، أمثال البوفهد والجغايفة والعبيد".

ويستطرد الدليمي في حديث لـ"إرم نيوز"من بغداد، "كما يوجد دعم من مرجعية كربلاء للشيخ عبد القادر بهجت الآلوسي زعيم رابطة ما يعرف بـ (الإسلام المحمدي) في مدينة حديثة، حيث يقوم بعملية تشييع مبطنة تحت مسمى حب أهل البيت، وهذا الأمر أصبح معروفاً لدى أهل الأنبار من خلال استخدام أسلوب الترغيب بالتعيينات في قوى الأمن والترهيب من الاتهام بالانتماء لتنظيم داعش لاستقطاب الشباب السنة".

محاولة استقطاب لسنة العراق

وكشف مصدر سياسي عراقي، عن توجهات إيرانية جديدة بعد اجتماع السفارة الإيرانية في بغداد بمناسبة ما يسمى ذكرى الثورة الإسلامية في إيران، قبل نحو شهرين.

وبحسب المصدر، فقد تم الاتفاق مع بعض القادة السُنة من الموالين للصحوات والمقربين للحزب الإسلامي على تشكيل ميليشيات سنية موالية لطهران، وتم اختيار بعض قيادات الصحوات المقربة من المالكي ضمن حلف ٢٠١٣ قبل سقوط المدن والمحافظات السنية بيد داعش.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد الياسين، أن "الإستراتيجية الإيرانية منذ احتلال العراق وخاصة خلال السنوات التي أعقبت الانسحاب الأمريكي العسكري، تبنت سياسة بناء التحالفات ليس فقط مع قوى سياسية وعشائرية واجتماعية شيعية، إنما تخطى الأمر ذلك البعد نحو قوى وشخصيات من السنة تحديدا، بهدف برمجتهم على تبني سياسات إيران".

ويشرح الياسين لـ "إرم نيوز" أبعاد الدور الإيراني في المناطق السنية قائلاً "عدد كبير من السياسيين السنة سواء داخل أو خارج المنظومة الحكومية، تبنوا مواقف لصالح السياسة الإيرانية ، كذلك السياسيون الذين عادوا للعراق من سوريا بعد اندلاع الحرب هناك، نتيجة صفقات عقدت ومرت من داخل الأجهزة الاستخباراتية السورية والإيرانية، واليوم يمارسون دورا يكرس نفوذ السياسة الإيرانية داخل الوسط السني".

تحجيم للوصول إلى الهيمنة

وعن الأهداف الإيرانية من تشكيل واجهة سنية موالية لها داخل الوسط السني العراقي، يقول الباحث عبد المطلب السماوي "ما تريده إيران تحديدا في حسم العمليات العسكرية داخل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، هو تحجيم أي دور أمريكي أو عربي مدعوم دوليا في تحرير تلك المناطق ، وتقديم حلفائها السنة مع الحشد الشعبي (كنموذج وحيد) وخيار أمثل لسيناريو تحرير المدن، بهدف ضمان فرض نفوذها الذي سيكون الأقوى على تلك المناطق".

ويسترسل السماوي في معرض رده على سؤال لـ "إرم نيوز" بشأن الأهداف الإيرانية "القوى السنية التي بدأت بالتشكل والبروز بدعم إيراني، لا تتعلق بالهيمنة على الأرض والقرار المحلي في المدن السنية، إنما لها علاقة بمجمل العملية السياسية من خلال الهيمنة على قرارات الناخبين في تلك المناطق بأي انتخابات مقبلة وبالتالي تضمن إيران الوسط السني السياسي بنسبة عالية بعد أن ضمنت الناخب الشيعي من خلال أذرعها في الميليشيات؛ ما يعني هيمنة إيرانية مطلقة على مجالس المحافظات ومجلس النواب".

ويوجز المحلل والكاتب السياسي عمر المحمدي، الطريقة الإيرانية في إدارة ملفات المناطق السنية، فيما يتعلق بالجوانب "الإدارية والأمنية" من خلال تعيين مسؤولين تنفيذيين من الوجوه الجديدة الباحثة عن السلطة في تلك المناطق والموالين لإيران واستبعاد كل الشخصيات التي لا تدين بالولاء إلى قيادات الميليشيات الشيعية، التي تقوم بتزكية شخصيات قيادية لمناصب رئاسة وعضوية مجالس المحافظات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com