حزب الله يلاحق الإعلامية كارول معلوف وسط مخاوف من اغتيالها
يشهد لبنان حالة من الجدل السياسي والأمني، في الأيام الأخيرة، بعد انتشار أنباء تفيد بنية "حزب الله" ملاحقة الإعلامية اللبنانية كارول معلوف بل واغتيالها، على خلفية المقابلة التي أجرتها مع أسيرين للحزب لدى جبهة النصرة بريف حلب السوري، وكعقاب لها على هجومها المتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الحزب وأمينه العام.
واشتعلت الأمور سخونة في لبنان بعد تقديم شخصية لبنانية تدعى الدكتور عباس مزهر، بلاغاً إلى النيابة العامة التمييزية في بيروت بحق الإعلامية اللبنانية كارول معلوف، على خلفية المقابلة التي أجرتها مع أسرى الحزب، قبل عدة أشهر.
وتضمن البلاغ الذي قدمه، مؤسس علم الأنتروستراتيجيا الدولية، اتهام معلوف "بانتهاك القوانين الدولية والإقليمية والوطنية، ودخولها الأراضي السورية خلسة، ومساسها بالسيادة الوطنية ومواقف لبنان من الإرهابيين، إلى جانب مساسها كذلك بصيغة العيش المشترك عندما استهدفت من مقابلتها مكوّناً لبنانياً أساسياً يتمثّل بالمقاومة في لبنان".
وأورد مزهر، الباحث الإستراتيجي المقرب من "حزب الله"، في بلاغه أن "معلوف تجاوزت قوانين الإعلام اللبناني الذي لا يجوز أن يتناول مادة تسيء لطائفة أو لمكون لبناني، عندما بثّت لقاءً تلفزيونياً باطلاً".
من جهته، أوضح المحامي اللبناني نبيل الحلبي، أن "كارول معلوف صحفية ولها كامل حرية نقل المادة والخبر وتداولهما، وأن التقرير لم يتضمن أي بروباغندا لجبهة النصرة خارج إطار المادة الصحفية"، بحسب موقع "جنوبية".
ولفت الحلبي إلى أن "مادة الإعلامية معلوف مع الأسرى لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي، الذي صنَّف جبهة النصرة تنظيمًا إرهابيًا، إلا أنّه لم يحظر على الصحفيين التواصل مع التنظيم".
من جهتها، علقت معلوف عبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر" على الموضوع قائلة: "أنا مجرد مرسال. ما عملت اكثر من واجبي المهني. الباقي تفاصيل.
وأضافت في تغريدة أخرى: "للحقيقة ثمن والأعمار بيد الله ... ليس مهما مهما أن نموت؛ لأنه لا خلود لأحد في الدنيا، المهم كيف نعيش".
وهاجمت الإعلامية اللبنانية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في تغريدات أخرى قائلة: "بعد ما كان يطل علينا أسبوعياً لتبرير قتال "حزب الله" في سوريا لم يعد يطل علينا السيد حسن نصر الله لأن السياسيين التهوا بفضائح فسادهم المالي".
وواصلت قائلة: "صار الكل يحكي بالفساد وما عاد حدا يحكي بالسلاح أو بقتال "حزب الله" في سوريا بسبب شُح عدد الأجبان وتقاصمها، سوكلين و أوجيرو ما عادوا يربحو".
ونشرت كارول معلوف، عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، أن بعض "الهكرز" قاموا باختراق مواقع إعلامية تابعة لحزب الله اللبناني، وتحويل المواقع الإلكترونية إلى صفحة أخرى تحمل صورتها ولا تزال المواقع مخترقة لهذه اللحظة، على حد قولها.
وتضامن عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الإعلامية اللبنانية، مؤكدين أنها أدت رسالتها الإعلامية كما يفترض بها، وأنها لم تخرج عن أصول المهنة، فيما رأى البعض أنها كانت بشجاعة الرجال حين غامرت بحياتها من أجل عملها، وهي تدفع ضريبة ذلك الآن.
