عناصر حزب الله  في سوريا يقاتلون كموظفين في شركة تجارية
عناصر حزب الله في سوريا يقاتلون كموظفين في شركة تجاريةعناصر حزب الله في سوريا يقاتلون كموظفين في شركة تجارية

عناصر حزب الله في سوريا يقاتلون كموظفين في شركة تجارية

"توارى الإخلاص، واضمحل الاندفاع أو التضحية في سبيله، لقد اختفت الدوافع لدى مقاتلي حزب الله، وخمدت الأحاسيس التي اعتدت أن أراها في عيون الرجال، حين كنت يافعة وأسكن الجنوب"، هكذا وصفت الصحفية اللبنانية حنين غدار، عددا من مقاتلي حزب الله.

هذا الوصف، جاء عبر حوار أجرته غدار مع عدد من مقاتلي الحزب، ونشر على موقع "Now"، الناطق باللغة الإنجليزية، بينت من خلاله أن "عيون مقاتلي حزب الله، كانت خاوية، وملأى بالهموم ومثقلة بالتعب".

ونقلت غدار عن المقاتلين، أنهم اعتبروا أن مهامهم في سوريا من باب العمل، أي كأنهم عمال أو موظفون في شركة تجارية، ينتظرون رواتبهم نهاية الشهر، وليسوا مجاهدين أو مقاومين من أجل الفوز بالجنة.

ومن باب، إذا عرف السبب بطل العجب، ولتوضيح دوافع القتال لدى أولئك الشبان اليافعين المقاتلين، فإن غدار توضح أن معظم هؤلاء المقاتلين، ينحدرون من أفقر أحياء الضواحي التي تقع جنوب بيروت، حيث تشيع البطالة وتنخفض مستويات التعليم مقارنة بنظيراتها من ذات المنطقة.

بالمقابل، لفتت الصحفية اللبنانية، إلى أنه من المفروض، حين تجري مقابلة مع مقاتلي حزب الله، أن تتقاطر إلى ذهنك صور الحماس والاندفاع المنبثقة من الأدوار التي يؤدونها  في معركتهم الوجودية، أو المقدسة، التي يخوضونها في سوريا .

وتابعت أن المحاور صحفي، يفترض أن مقاتلي الحزب، موجودون في سوريا للدفاع عن المقاومة، أو للذود عن حمى لبنان في وجه المتطرفين، إضافة إلى  قطع أذناب المؤامرة الصهيونية الساعية لتدمير الحزب المقدس.

تستدرك غدار، بقولها "يؤكد المقاتلون حقا على كافة  تلك القضايا في المقابلات الأولى، ولكن كلما تحدثوا أكثر ازدادوا شعورا بالطمأنينة، وبعد ذلك تلحظ أنهم ليسوا بذلك اليقين الذي تسمعه دائما في خطابات و تصريحات قادة حزب الله، وتدرك في النهاية أن المال يلعب جزءا كبيرا في دفعهم للانخراط بالقتال في سوريا".

بالمقابل، بدأت غدار من خلال حوارها، في الحديث عن الأسباب المفروضة التي من أجلها يقاتل مقاتوا الحزب، بقولها "يتوافد المتطوعون على أبواب حزب الله، بأعداد تفوق الساعين للبحث عن عمل، أراد بعضهم القتال طلبا للحرية أو الموت في سبيلها، أما حزب الله فقد أرهف الجيب وأغدق الدينار على الجميع لعلمه أنه الطريق الأمثل لبناء قوام جيشه وانتزاع الولاء له وبقاءه".

بناء على ذلك، رأت الصحفية اللبنانية إلى أنه "تم بناء الهوية الشيعية اللبنانية تدريجيا لتربط التاريخ الجمعي لكربلاء بالاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني، لقد أصبح شعار في كل يوم كربلاء، شعارا يصوغ الحياة اليومية لشيعة الجنوب، وذلك لتجسيده المعركة ضد الظلم، والتذكير بموقعة كربلاء و تشكيل هوية شيعية لبنانية، ترتبط بولاية الفقيه".

تستشهد غدار في مقابلتها الصحفية، على أن دوافع مقاتلي حزب الله دنيوية، وليست دينية، وذلك من خلال مقابلة مع أحد مقاتلي الحزب، يدعى مهدي، ويبلغ من العمر 25 عاما، حيث قال: "أنتظر فقط انتهاء عقدي، وبعد ذلك أنا خارج الأمر برمته ".

بعد تصريح مهدي المقتضب، أوضحت الصحفية اللبنانية، أن "أمثال مهدي كثيرون، أولئك الذي أبرموا عقودا مدتها سنتين براتب شهري يتراوح بين 500 دولار إلى 1200 ، مضافا إليها حزمة من المزايا التي يتلقونها".

وأشارت غدار إلى  ملاحظة مهمة، وهي أنه في العقود المبرمة بين حزب الله والمقاتلين، لا يجوز فسخها إلا بعد إنفاذ مدة العقد"، موضحة أن مهدي قال لها "إذا غادرتُ قبل انتهاء مدة العقد، سأمثل أمام المحكمة العسكرية لحزب الله، وفي نهاية المطاف سيزج بي في أحد سجونهم، لأمضي مدة عقدي هناك، لذلك أفضل أن انتظر حتى غنتهاء مدة العقد".

تعود الصحفية وتكشف جانبا من حوارها مع المقاتل مهدي، بقوله "لم يعد حزب الله، يدفع تعويضات لعائلات الشهداء، كما اعتاد منذ سنتين، حيث كانت عائلات الشهداء تحصل على  40 ألف دولار".

تنتقل غدار إلى مقاتل آخر، يدعى مصطفى، ويبلغ من العمر 23 عاما، إذ قال: "لقد فقدت الكثير من رفقائي في سوريا، ولن يكون تركي لأرض المعركة أمرا سهلا، حتى و إن كنت متعبا ومحبطا، سيحاصرني الشعور بالخيانة، لن أقوى على مسامحة نفسي ".

ووصف مصطفى أن من يذهب من الشيعة اللبنانيين إلى القتال في سوريا بالغزاة.

تنهي الصحفية االبنانية حوارها الصحفي مع عدد من مقاتلي حزب الله، بقولها "في الحقيقة، أدرك العديد من أعضاء حزب الله، أنهم أصبحوا مرتزقة لولاية الفقيه، ينفذون أجندة إيران بالمنطقة، لقد استحالت المقاومة إلى شركة، واستبدلت معتقدات التحرير والحرية بطموحات نحو أوضاع أفضل ومنابر أمتن، سيكون من الصعب جدا على حزب الله أن يخرج من كل هذا خال الوفاض".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com