السراج في طرابلس.. رسالة تحدٍ للميليشيات وتمهيد لعمل حكومة الوفاق
السراج في طرابلس.. رسالة تحدٍ للميليشيات وتمهيد لعمل حكومة الوفاقالسراج في طرابلس.. رسالة تحدٍ للميليشيات وتمهيد لعمل حكومة الوفاق

السراج في طرابلس.. رسالة تحدٍ للميليشيات وتمهيد لعمل حكومة الوفاق

بعد مخاض طويل، نجح المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني من دخول العاصمة الليبية طرابلس، وفاءً بوعد قطعه رئيسه فايز السراج، الذي أكد أن الدخول للعاصمة قريب، ولن يتسبب في أي قتال، بل سيكون سلمياً.

ووصل السراج برفقة كامل المجلس الرئاسي باستثناء علي القطراني وعمر الأسود، حيث علقا عضويتهما بالمجلس، إلى العاصمة ونزلوا في القاعدة البحرية بطرابلس، بعد أن غادروا تونس عبر البحر، وهو أمر لم يتوقعه كثيرون.

اختيار قاعدة طرابلس

وأكد العميد أحمد الحسناوي الضابط السابق في الجيش الليبي في حديثه مع إرم نيوز الأربعاء، أن دخول المجلس الرئاسي عبر البحر ونزولهم في القاعدة البحرية، أمر خططت له لجنة الترتيبات الأمنية جيداً، من نواحي لوجستية وأخرى جغرافية.

وفسر الحسناوي موعد ومكان الدخول بالقول: "لقد عملت لجنة الترتيبات الأمنية التي يرأسها ضابط ذو خبرة كبيرة هو العميد عبد الرحمن الطويل، وهو شخصية قيادية محنكة وله اتصالات عديدة مع ضباط وعدد من قادة المجموعات المسلحة، طوال الفترة الماضية بصمت وهدوء بعيداً عن الإعلام، وهو أمر سهل مهمة دخول المجلس الرئاسي بعيدا عن الضوضاء والأضواء".

وعن أسباب اختيار القاعدة البحرية، موقعاً لمباشرة حكومة السراج مهامها من طرابلس، أجاب: "لعدة اعتبارات أهمها أن القاعدة من الناحية اللوجستية صعبة الاختراق وعملية تأمينها سهلة، كونها محاطة بالبحر من ثلاثة اتجاهات، ولها مدخل وحيد على العاصمة باتجاه الجنوب، إضافة إلى أن القطع البحرية الحربية جلها في القاعدة، ويمكنها ضرب أي تهديد مسلح قادم من البر أو البحر".

وتابع: "كما أن المنطقة الممتدة من أبو ستة حيث موقع القاعدة وحتى ضواحي طرابلس الشرقية، يقبع فيها العشرات من الكتائب المسلحة الموالية لحكومة الوفاق، وأهمها قوة النواصي وهي قوة خاصة، لا يفصلها عن القاعدة أقل من كيلومتر واحد، ما يعني أنها ستكون بمثابة قوة التدخل السريع، لضرب أي تهديد من كتائب متنافسة".

البحرية الليبية سهلت دخول السراج

من جهته، أكد رئيس لجنة الترتيبات الأمنية بحكومة الوفاق العقيد عبد الرحمن الطويل، بأن القوات البحرية الليبية، هي من سهلت دخول المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس، ولا صحة لأي أنباء عن تأمين الدخول من قبل قوات أجنبية.

وأضاف الطويل في تصريح لقناة ليبيا الفضائية، أن " القوات البحرية الليبية سهلت وأمنت دخول المجلس الرئاسي بالكامل ونقله إلى العاصمة طرابلس، بعد فشل محاولات دخول المجلس الرئاسي جوا، ومواجهتنا لعراقيل تضعها حكومة الغويل ونوري بوسهمين".

وشدد رئيس لجنة الترتيبات الأمنية، بأن القاعدة البحرية ستكون مقر المجلس الرئاسي المؤقت إلى حين استلامه مقره الرئيس، دون أن يسميه.

وأشار إلى أن القاعدة البحرية مقر ‫‏المجلس الرئاسي في أمان، والتشكيلات المسلحة المرتبطة بالمجلس جاهزة لصد أي هجوم على ‫‏القاعدة.

وكانت وسائل إعلام محلية وعربية، نشرت أخباراً نقلاً عن مصادرها، بأن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، دخل بحماية من قطع بحرية إيطالية.

من جانبه، أكد فتحي بن عيسى المستشار الصحفي لرئيس الحكومة، بأن عملية نقل أعضاء المجلس الرئاسي تمت على متن زورق ليبي اسمه (السدادة)، وبحماية قطع المراقبة التابعة للبحرية الليبية.

السراج يتحدى المليشيات

بدوره، يرى محمد عبد الله النائب في البرلمان الليبي، بأن دخول السراج وفريقه الرئاسي دون إحداث جلبة كبيرة، هو تحد صريح للمجموعات المسلحة الممتنعة عن دعم حكومة الوفاق، ورسالة واضحة لها بعد أن باتت محاصرة.

وأكد عبد الله في تصريح لـ إرم نيوز، بأن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ضمن ولاء معظم المجموعات المسلحة التي تتمتع بوزن كبير داخل العاصمة، وهو أمر يسهل مهمته كثيراً، وستكون ساحة المنافسة والمعارضة محدودة جداً، وبالتالي سيثبت حضوره داخل العاصمة بخطى ثابتة.

وعن التعامل مع حكومة طرابلس والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، أجاب: "لن يتمكنوا من مجاراة الواقع السياسي الجديد، خاصة أنهم استمروا كل هذه السنوات عبر دعم الميليشيات، واليوم انفرط عقد الدعم والحماية لهم، وباتوا أمام القبض عليهم بتهم جنائية أو الهروب"، منوهاً إلى أن عدداً من أعضاء المؤتمر بدأوا بمغادرة طرابلس فعلاً، خوفاً من أوامر قبض تصدر بحقهم  لانتحالهم صفات غير رسمية.

وقبيل دخول السراج طرابلس بساعات، توعد عضو المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، عبد القادر حويلي، المجلس الرئاسي لحكومة فايز السراج، إذا دخل العاصمة طرابلس، بمواجهته بالسلاح والقبض على أعضائه.

وقال حويلي في تصريح تلفزيوني، الأربعاء: "سيتم القبض على أي شخص ينتحل صفة غير رسمية، ويدخل بطريقة يريد بها الإخلال بالأمن الوطني".

وحمّل حويلي بعثة الأمم المتحدة المسؤولية في حال سفك دماء الليبيين، عند دخول المجلس الرئاسي لحكومة السراج إلى طرابلس .

وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، برئاسة فايز السراج، أعلن  في بيان بتاريخ 28  آذار/ مارس، للرأي العام الليبي والدولي بأن الترتيبات الأمنية لمباشرة عمل الحكومة من طرابلس قد استكملت، وقد بدأ المجلس في الانتقال إلى طرابلس لمباشرة مهامه.

وتشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من الترقب بعد إعلان فصائل مسلحة خلال بيانات رسمية أنها ستطلق حربا طويلة الأمد في حال دخلت حكومة الوفاق الليبية للعاصمة، التي يسيطرون عليها منذ شهر آب/أغسطس 2014.

يذكر أن فرقاء ليبيا المشاركين في الحوار السياسي، وقعوا اتفاقاً في الصخيرات بالمملكة المغربية، برعاية الأمم المتحدة في 17 ديسمبر/كانون الأول 2015، ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة فايز السراج، تقود مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية في حدود عامين كحد أقصى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com