تساؤلات بشأن زيارة وفد صحفي إندونيسي إلى إسرائيل
تساؤلات بشأن زيارة وفد صحفي إندونيسي إلى إسرائيلتساؤلات بشأن زيارة وفد صحفي إندونيسي إلى إسرائيل

تساؤلات بشأن زيارة وفد صحفي إندونيسي إلى إسرائيل

تحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية تضخيم زيارة وفد من الصحفيين الإندونيسيين إلى تل أبيب، وتستغل اللقاء الذي جمعهم يوم أمس الاثنين برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، للإيحاء بأن ثمة احتمالا لإرساء علاقات إسرائيلية مع الدولة الإسلامية الأكبر، التي يبلغ عدد سكانها قرابة 250 مليون نسمة.

وتأتي زيارة الوفد الصحفي الإندونيسي إلى تل أبيب، بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من منع السلطات الإسرائيلية وزيرة الخارجية الإندونيسية "ريتنو مارسودي" من زيارة رام الله، ودعوة الرئيس "جوكو ويدودو" خلال كلمة ألقاها في القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في جاكرتا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهو ما يضع علامات استفهام بشأن أسباب تلك الزيارة.

لكن مصادر إسرائيلية زعمت أن زيارة الوفد الصحفي جاءت بناء على دعوة وجهتها الخارجية الإسرائيلية، كما أن الوزارة التي يقف على رأسها نتنياهو نفسه، هي من تستضيف الوفد وتوفر له الإقامة وتنظم مشاركته في فعاليات مختلفة، والتي كان أبرزها اللقاء الذي جمع أعضاء الوفد برئيس الحكومة الإسرائيلية.

وخلال اللقاء ذكر نتنياهو للوفد الإندونيسي، أنه "آن الأوان لإرساء علاقات رسمية متبادلة بين البلدين، وأن إسرائيل منفتحة على مد جسور التعاون مع البلد الإسلامي الأكبر"، مضيفا أمام الصحفيين الذين وصفتهم مواقع إخبارية عبرية بـ "الكبار"، أن لديه العديد من الأصدقاء على موقع فيسبوك من إندونيسيا.

ولفت رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى أن الأسباب التي منعت إقامة علاقات طبيعية بين تل أبيب وجاكرتا لم تعد قائمة، ولم يعد هناك مجال للتمسك بها حاليا، داعيا الصحفيين الإندونيسيين للبدء بالمساهمة في إرساء علاقات طبيعية بين البلدين، ما يعني حثهم على تحسين صورة إسرائيل في وسائل الإعلام التي يعملون بها في بلدهم.

وتابع نتنياهو أن فرصا كبيرة لدى إسرائيل وإندونيسيا للتعاون المشترك في مجالات مختلفة، وضرب أمثلة على هذه المجالات حين أشار إلى التعاون في مجال المياه وفي الحقل التكنولوجي، مضيفا أن لدى بلاده علاقات "ممتازة" مع العديد من الدول الآسيوية، وعلى رأسها الصين واليابان والهند وفيتنام، مشددا على "ضرورة بدء صفحة جديدة وتغيير طبيعية العلاقات مع إندونيسيا".

وفي الأسبوعين الماضيين قدم عضو الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي استجوابا لنائبة وزير الخارجية الإسرائيلي "تسيبي حوتوفيلي"، بشأن منع السلطات الإسرائيلية دخول وزيرة الخارجية الإندونيسية إلى رام الله، للمشاركة في حفل افتتاح قنصلية فخرية لجمهورية إندونيسيا لدى السلطة، وطلب منها توضيح أسباب هذه السياسات.

واعتلت "حوتوفيلي" منصة الكنيست وبدأت في تبرير أسباب المنع، وقالت إن رئيس قسم آسيا بوزارة الخارجية الإسرائيلية كان قد زار جاكرتا، وخلال الزيارة تم التوصل إلى تفاهمات واضحة بين الجانبين، على أن تشمل زيارة وزيرة الخارجية الإندونيسية إلى رام الله زيارة أخرى إلى القدس، وعقد لقاء مع مسؤولين كبار بالخارجية الإسرائيلية، لكن الجانب الإندونيسي هو من انتهك التفاهم، محملة وزيرة الخارجية "مارسودي" المسؤولية.

لكنها مع ذلك تحدثت عن علاقات بين البلدين، بغض النظر عن عدم وجود منظومة علاقات دبلوماسية رسمية معلنة، وقالت إن هناك علاقات تجمع تل أبيب وجاكرتا في المجالات السياسية والاقتصادية منذ سنوات طويلة.

وشهدت العلاقات الإسرائيلية الإندونيسية تحسنا إبان تشكيل إسحاق رابين حكومته الثانية في الفترة مابين 1992 – 1995، حيث أجريت للمرة الأولى لقاءات بين مسؤولين من البلدين على خلفية اتفاقيات أوسلو، فيما تزعم تقارير إسرائيلية أن السنوات الأخيرة شهدت تعاونا بين البلدين في مجالات اقتصادية، وتأسس في تل أبيب العام 2009 أول مكتب للتمثيل التجاري الإندونيسي.

لكن إلغاء زيارة وزيرة الخارجية الإندونيسية إلى رام الله منتصف الشهر الجاري، واضطرارها لإلغاء اجتماع بينها وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدم مشاركتها في افتتاح قنصلية فخرية لجمهورية إندونيسيا لدى السلطة، عكس حقيقة بأن العلاقات بين تل أبيب وجاكرتا ليست بالصورة التي تتحدث عنها إسرائيل.

ويعتقد مراقبون أن زيارة الوفد الصحفي الإندونيسي بناء على دعوة وزارة الخارجية الإسرائيلية، جاءت في إطار محاولة تلافي الآثار المترتبة على منع وزيرة الخارجية الإندونيسية من دخول الضفة الغربية، ما يعني أن ثمة اتجاهًا لدى الجانبين للاحتفاظ بالوضع الراهن بشأن العلاقات، بمعنى أن تل أبيب ترغب في التقارب وإرساء علاقات دبلوماسية معلنة مع جاكرتا، بينما تفضل الأخيرة أن تظل هذه العلاقات مقيدة وغير رسمية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com