العلاقات الروسية الأردنية.. صفقة سياسية بمذاق عسكري
العلاقات الروسية الأردنية.. صفقة سياسية بمذاق عسكريالعلاقات الروسية الأردنية.. صفقة سياسية بمذاق عسكري

العلاقات الروسية الأردنية.. صفقة سياسية بمذاق عسكري

ارتفعت وتيرة التعاون والتنسيق العسكري بين الأردن وروسيا، اليوم الاثنين بإعلان شركة "فيرتوليوتي روسيا" للمروحيات، استعدادها لتصدير مروحيات من أكثر من طراز للمملكة، علاوة على إنشاء روسيا في العام 2013، وحدة لإنتاج قاذفات (أر بي جي -32)، على الأراضي الأردنية.

مراقبون وصفوا الصفقة العسكرية بأنها تحرك سياسي بمذاق عسكري، في إشارة إلى أن قرار الشركة الروسية يحمل، بالتأكيد، وجهة النظر السياسية لموسكو، تجاه الأردن.

الأردن وصف مؤخرا التنسيق العسكري مع روسيا على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام، المتحدث الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، الذي قال: "إنه يُشكّل ضمانًا لحدود المملكة مع جارتها الشمالية سوريا" إضافة إلى أنه "سيكون للحؤول دون أخطاء عملياتية تؤثر على الأردن خلال تنفيذ روسيا لعمليات القصف الجوي في الجنوب السوري".

إلا أن مراقبين يقللون من أبعاد الصفقة العسكرية معتبرين أن "التنسيق والتعاون العسكري التقني بين البلدين، يأتي في سياقه الطبيعي بين الدول التي تربطها مصالح مشتركة، حتى وإن كان لا يرقى لأن يكون اتفاقا شاملا أو استراتيجيا، وذلك لوجود الأردن عضوا في الحلف الدولي لمحاربة الإرهاب، الأمر الذي يتناقض مع السياسة الروسية في المرحلة الراهنة".

إلا أن هناك مراقبين يختلفون مع هذا الرأي، فهم يرون أن "التنسيق والتعاون بين البلدين، تجارة بطعم التحالف، أي أن ظاهره تجارة، ولكن في باطنه تحالف لتحقيق المصالح المشتركة للجانبين"، في الوقت الذي لا يرون فيه تناقضا مع سياسية التحالف الدولي، لأن كل دولة تبحث عن مصالحها وتحقيق أهدافها".

وشهدت العلاقات الأردنية - الروسية مؤخرًا تطورًا ملحوظًا، إذ وقع البلدان في  آذار/ مارس الماضي الاتفاقية الإطارية الخاصة ببناء وتشغيل أول محطة للطاقة النووية في المملكة، بتكلفة 10 مليارات دولار.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، صرح عقب لقائه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، في العاصمة النمساوية فيينا في شهر  تشرين الأول/أكتوبر، عن اتفاق روسي أردني حول تنسيق عسكري بشأن سوريا، في الوقت الذي قال  فيه الوزير الأردني معلقا على تصريح لافروف: "هناك قنوات تنسيق عميقة بين الأردن وروسيا حول سورية".

بيد أن مدير مركز تحرير تجارة الاسلحة العالمية الروسي، ايغور كوروتشينكو، كان أوضح في توصيف العلاقة العسكرية بين بلاده وبين الأردن، قائلا: "إن التعاون العسكري التقني بين روسيا والأردن يشمل الانتاج المشترك لقاذفات القنابل مضاد الدبابات "الهاشم"، وشراء طائرات النقل العسكرية".

وطبقا للأوساط المتابعة، فإن "موقع الاردن الاستراتيجي بين الدول العربية المركزية التي تشكل اللاعب الرئيس في صياغة أحداث المنطقة ، يجعله موضع اهتمام خاص ومحور متابعة، لذلك ليس من الغريب وجود تعاون عسكري بينه وبين روسيا التي تحاول الحفاظ على مصالحها بالمنطقة من خلال تدخلها المباشر في الأزمة السورية.

في الإطار نفسه، يعتقد مراقبون، أن "التنسيق العسكري بين الدب الروسي والمملكة الصغيرة، يأتي في سياق رغبة الأخيرة فتح اتصالات مع روسيا، لإعادة ما انقطع مع النظام  السوري بهدف التنسيق حول بعض الأمور الإقليمية، الأمر الذي يفهم أنه ضمن إجراءات الأردن للحفاظ على أمنه ".

وكان محللون رأوا في التعاون الروسي الأردني على نطاقه الضيق تحولا مفاجئا، وتطورا مهما جدا"، معتبرين أن "هذا التطور ناتج عن العلاقة الجيدة التي نمت عبر العقود ما بين البلدين".

يشار إلى أن التعاون العسكري بين الأردن وروسيا بدأ في العام 2002 ، حيث تم التوقيع حينها على الاتفاقية الخاصة بتوريد مسدسات وبنادق قنص كاتمة الصوت روسية الصنع ، وفي العام 2005 وقع الملك الأردني عبد الله الثاني، عندما كان يزور المعرض الفضائي الدولي بموسكو،  مع شركة " روس اوبورون اكسبورت" اتفاقية توريد طائرتي نقل عسكري روسية من طراز " ايل – 76 – م ف" إلى الأردن.

وفي العام 2006 تم التوقيع في عمان على اتفاقية إنشاء المؤسسة الروسية - الأردنية المشتركة الخاصة بصنع المروحيات من طراز " كا – 226"، وفي العام 2007 تم توقيع اتفاقية الاقتراض المتواصل الخاصة بشراء الأردن للأسلحة الروسية، وذلك أثناء الزيارة الرسمية للرئيس بوتين إلى الأردن.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com