لماذا يدعم برزاني أردوغان ضد "الكردستاني" ؟
لماذا يدعم برزاني أردوغان ضد "الكردستاني" ؟لماذا يدعم برزاني أردوغان ضد "الكردستاني" ؟

لماذا يدعم برزاني أردوغان ضد "الكردستاني" ؟

لم يخفِ رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، في أكثر من مناسبة، تقديمه الدعم لرؤية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيال القضية الكردية، وحربه الشرسة ضد حزب العمال الكردستاني.

ونقلت صحيفة محلية تركية، اليوم الخميس، عن برزاني، قوله إن "أردوغان استطاع أن يستوعب المسألة الكردية بشكل صحيح، أكثر من أي شخص آخر، وأنه يتمتع برؤية صائبة لحلها".

وقال برزاني إنه أجرى العديد من اللقاءات المباشرة مع أردوغان، وأنه واثق من رغبة الأخير في إنهاء الأزمة الكردية في تركيا وباقي دول المنطقة.

وتأتي تصريحات برزاني في الوقت الذي تشتد فيه حدّة المعارك بين القوات الحكومية التركية، ومقاتلي "الكردستاني" في مدن وبلدات شرق تركيا، ذات الغالبية الكردية، منذ تموز/يوليو 2015.

وسبق أن عبّر برزاني، عن استيائه من الهجمات التي ينفذها "الكردستاني" ضد الجيش التركي.

ولاء عسكري بطعم اقتصادي

ويبدو أن العلاقات الاقتصادية المتينة للإدارة الإقليمية لكردستان العراق، مع تركيا، وبشكل خاص في مجال الطاقة، والمردود الاقتصادي المجدي الذي يحققه الإقليم جراء الانفتاح على تركيا، عوامل وضعت برزاني أمام خيار صعب بين الوقوف إلى جانب أبناء جلدته الأكراد، وبين خيار خسارة الفوائد التي تجرها عليه شراكته الاقتصادية مع تركيا التي تعد أكبر الشركاء الاقتصاديين للإقليم في المنطقة.

كما أن دخول تنظيم الدولة إلى المعادلة الإقليمية، وتهديده المستمر لأربيل، وضع الإقليم أمام تحديدات يخشى خلالها كسب المزيد من الأعداء في المنطقة وعلى رأسهم تركيا، ذات الثقل السياسي والاقتصادي والعسكري.

وشهدت الشهور الماضية تنسيقا عسكريا وأمنيا بين أربيل وأنقرة للتصدي لهجمات "داعش" على حدود الإقليم الجنوبية، بعد استيلاء التنظيم المفاجئ على الموصل ومساحات كبيرة من شمال العراق في حزيران/يونيو 2014.

ويعود الحضور العسكري التركي في العراق إلى العام 1992، عبر نشر نحو 15 ألف جندي في إقليم كردستان العراق، ضد مواقع حزب العمال الكردستاني، كما شنت تركيا حملةً أضخم، عام 1995، بتوغل نحو 35 ألف جندي لمسافة 60 كيلو متر ضمن الأراضي العراقية، وأعقب ذلك سلسلة من الحملات عام 1997.

النفوذ التركي والتناحر الكردي

ووفقا لمعهد واشنطن للأبحاث؛ تحول النفوذ العسكري التركي في إقليم كردستان العراق، إلى "وجود مفتوح الأفق.. أصبح عبارة عن قوة بحجم لواء تركز على ضمان الاستقرار في شمال العراق، ومحاربة النفوذ الإيراني المتمثل بهيمنة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحد من استخدام حزب العمال الكردستاني للمنطقة كملاذ آمن ونقطة انطلاق" بعد أن استثمرت تركيا عام 1994 الاشتباكات الأهلية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي كان متحالفاً مع إيران و حزب العمال الكردستاني في ذلك الحين. 

وعلى الرغم من قلة عدد الجنود الأتراك شمال العراق، إذ لا يتجاوز عددهم الإجمالي 3000 جندي، إلا أن تلك القوات قد تمثل ركيزة لتركيا، عبر أداء مهام استطلاعية واستخباراتية، أو عسكرية وقائية، من شأنها تسليط الضوء على نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة.

وفي إطار حربها ضد "الكردستاني" يشكل تواجد آلاف الجنود الأتراك مع آلياتهم في إقليم كردستان العراق، الذي يعتبر من أبرز معاقل الحزب المحظور في تركيا، قوة ردع لا يستهان بها، أو نواة أولية لإعادة إرسال قوات دعم تركية ضد المقاتلين الأكراد.

كما تحاول أنقرة عبر تواجدها العسكري في العراق، إظهار استعدادها للوقوف في وجه النفوذَين الإيراني والروسي.

ويرى محللون أن تقارب برزاني مع تركيا، جاء على خلفية التناحر الكردي - الكردي، وبحث برزاني عن دور القائد الأول للأكراد، وكسب التأييد الشعبي له في مختلف دول المنطقة، وذلك مرهون بتراجع مكاسب حزب العمال الكردستاني، على الرغم من غياب ذلك التناحر بشكل علني.

ويعيد محللون ذلك التنافس على زعامة الأكراد إلى العام 1984، الذي شهد تأسيس حزب العمال الكردستاني، وسطوع نجم الزعيم الكردي، عبد الله أوجلان، المحكوم بالمؤبد منذ 15 عاماً في سجن انفرادي، في جزيرة إميرالي، في بحر مرمرة، غرب تركيا.

وتجدد التنافس على زعامة الأكراد عام 1990، عقب الإعلان غير الرسمي عن استقلال كردستان العراق، إذ رفض برزاني -آنذاك- تأسيس معسكرات تدريبية لعناصر حزب العمال الكردستاني في الإقليم.

كما أن الدعم الكثيف الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، في حربه ضد "داعش" ساهم في توتر العلاقات الكردية الكردية، وبشكل خاص بعد زيارة القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم للعاصمة الاتحادية العراقية بغداد، في حزيران/يونيو 2015، إذ يرى محللون أن تجاوز مسلم، لبرزاني بالزيارة، ساهم في انزعاج الأخير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com