احتدام الجدل بين الأردن والفلسطينيين حول الهدف من كاميرات الأقصى
احتدام الجدل بين الأردن والفلسطينيين حول الهدف من كاميرات الأقصىاحتدام الجدل بين الأردن والفلسطينيين حول الهدف من كاميرات الأقصى

احتدام الجدل بين الأردن والفلسطينيين حول الهدف من كاميرات الأقصى

ما تزال حالة السجال السياسي بين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، قائمة على خلفية تركيب كاميرات في الحرم القدسي الشريف، لرصد الانتهاكات الإسرائيلية.

الحكومة الأردنية- بحسب مصدر رفيع المستوى- أبدت انزعاجها من الموقف الفلسطيني الاتهامي بأن الهدف من تركيب الكاميرات هو رصد تحركات الفلسطينيين وليس فضح انتهاكات الإسرائيليين.

وقال المصدر لـ" إرم نيوز"، نتفاجأ كل يوم بتصريح لشخصية فلسطينية بموضوع تركيب الكاميرات، في الحرم القدسي الشريف، بينما نرى اتفاقا في المواقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين بأن المشروع هو إسرائيلي.

وأكد المصدر بأن المشروع " أردني بالكامل ويهدف لفضح الممارسات الإسرائيلية وليس العكس، لأن كل عمليات الاقتحام ستكون على الهواء مباشرة أمام العالم ويتم بثها عبر الإنترنت".

غير أن الفلسطينيين يرون أن المشروع يهدف لخدمة المشروع والمخططات الإسرائيلية بجمع ادلة ضد الشباب الفلسطيني المرابط حول الأقصى.

هذا الموقف بدأ به وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بعد إتمام الاتفاق، بموافقة الجانب الأمريكي، وتوالت بيانات النقد للمشروع الأردني، حتى صدر اليوم بيانان من قائد الحركة الإسلامية في مناطق الـ 48، ومؤسسة مقدسية.

وحذرت مؤسسة القدس الدولية من مشروع كاميرات المراقبة، وقالت إن المشكلة تكمن في السماح باقتحامات الأقصى وليس في توثيقها فقط، في حين قال رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح إن يد الاحتلال الإسرائيلي ستمتد إلى تلك الكاميرات.

وفي رسالة وجَّهتها إلى وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن هايل داود، وحصلت " إرم نيوز" على نسخة منها، أعربت مؤسسة القدس عن قلق العديد من الجهات المقدسية والفلسطينية من خطوة نصب الكاميرات في الأقصى، باعتبارها ستسهم  بتحجيم حركة الرباط في الأقصى؛ نظراً لحساسية الناس من مسألة التصوير.

وحذَّرت المؤسسة من استغلال الاحتلال لهذه الخطوة من خلال بسط سيطرته على غرفة التحكم بالكاميرات وسرقة أرشيف التصوير، وأكدت أنه قد سبق للاحتلال أن اقتحم غرفة التحكم بالكهرباء والمسجد القبلي، وغير ذلك من مرافق المسجد التي استباحها في أكثر من مرة.

وتخوفت من سماح الاحتلال للأردن بنصب الكاميرات، وقالت إن الاحتلال يمنع دائرة الأوقاف من تنفيذ عشرات المشاريع في الأقصى، وسماحه بهذه الخطوة من دون السماح بتنفيذ بقية المشاريع سيصوّره على أنه انتصار سيصبّ في مصلحته لمراقبة واعتقال من يسميهم "مثيري الشغب" من المرابطين والمرابطات.

من جانبه، طالب الشيخ رائد صلاح في تصريح صحفي، وزارة الأوقاف الأردنية، بإعادة النظر في تركيب الكاميرات، لأنها ستكون بمثابة أعين للاحتلال.

وبدوره، رفض وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية الدكتور هايل داود الادعاءات المضللة بأن الكاميرات قد تستخدم ضد المرابطين.

وقال إن الكاميرات وجدت لحماية المقدسات والمقدسيين لا لرصد تحركاتهم، وأن الهدف من تركيبها هو لتوثيق الانتهاكات والاقتحامات التى تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية فى القدس الشريف، إضافة إلى عرض ما يجرى من أحداث أمام أنظار العالم على مدار الساعة".

وأعلن الوزير، أن وزارته ستباشر بتركيب 55 كاميرا فى ساحات المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسى الشريف خلال الأيام المقبلة.

وأفاد داود- في بيان له اليوم – بأن الكاميرات ستراقب على مدار الساعة جميع ساحات الأقصى التي تقع على مساحة 144 دونماً تخضع جميعها لدائرة أوقاف القدس التى تتمتع بالوصاية الهاشمية.

وكشف الوزير أن الكاميرات تم شراؤها ومعاينتها من قبل مختصين ومهندسين حيث ستتم متابعة عملية تركيبها من خلال تقارير ميدانية يقدمها موظفو دائرة أوقاف القدس بشكل مستمر.

ويأتي مشروع نصب الكاميرات، الذي ينوي الأردن تنفيذه، تطبيقاً لتفاهمات وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع ملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أُعلن عنها يوم 24 (أكتوبر/ تشرين الأول) 2015.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com