مباحثات الغنوشي مع بوتفليقة تفجر الشارع السياسي التونسي
مباحثات الغنوشي مع بوتفليقة تفجر الشارع السياسي التونسيمباحثات الغنوشي مع بوتفليقة تفجر الشارع السياسي التونسي

مباحثات الغنوشي مع بوتفليقة تفجر الشارع السياسي التونسي

شدد وزير الخارجية التونسي السابق، رفيق عبد السلام، أن المباحثات المتكررة التي يجريها رئيس حركة النهضة باستمرار مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ليست لها علاقة بمزاحمة راشد الغنوشي للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في إدارة ملفات العلاقات الثنائية.

وفند عبد السلام؛ المكلف بقطاع العلاقات الخارجية في حركة النهضة، التأويلات التي قدمت لتوالي لقاءات الغنوشي ببوتفليقة، رغم أنه لا يحوز على أية صفة رسمية تجعله يتحدث في ملفات التعاون الدولي والإقليمي.

وقال مراقبون تونسيون، إن تحركات الشيخ راشد الغنوشي في اتجاه الجزائر، تهدف إلى التمسك بملف العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، اعتباراً لدور الجارة الغربية لتونس في الماضي والحاضر، والعلاقات العضوية التي تجمعهما ببعض، مقارنة بتلك القائمة بين دول المغرب العربي.

وأبرز هؤلاء أن الغنوشي، ينافس الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الذي يمنحه دستور البلاد صلاحيات مطلقة في رسم وتوجيه السياسة الخارجية لتونس دون سواه، وهو ما عبرت عنه أيضاً دوائر سياسية وحكومية محسوبة على السبسي ورئيس حكومته لحبيب الصيد.

ويفسر رفيق عبد السلام، وهو صهر الغنوشي ومرافقه في اللقاء الأخير، الذي جمع وفد "النهضة" التونسية بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر، ذلك بكون "الشيخ راشد شخصية عامة في تونس وتربطه علاقات متميزة منذ سنوات بالرئيس بوتفليقة وأيضًا بالجزائر، التي فر إليه هروباً من نظام المخلوع بن علي وأقام فيها".

ونقل وزير خارجية حكومة "الترويكا" في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية، أن بوتفليقة أبلغ الشيخ راشد الغنوشي قلقه الشديد من انفلات الوضع الأمني في ليبيا، التي "صارت تشكل صداعًا وخطراً على الجزائر وتونس".

واتفق الطرفان، على بذل كافة الجهود لدرء خطر التدخل العسكري الأجنبي الذي يلوح في الأفق، مع الدفع باتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية، التي أضحت مصدر قلق لتونس والجزائر اللصيقتين ببلد يشهد اضطرابات أمنية وسياسية خطيرة منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في فبراير 2011.

وأفاد المصدر ذاته، أن الغنوشي وبوتفليقة شددا على "ضرورة الارتقاء بعلاقات البلدين إلى مستويات عليا، واتخاذ قرارات استراتيجية بعيدًا عن اجتماعات اللجان الثنائية، التي تتم بين البلدين وقد لا تجد سبيلاً إلى التنفيذ، حيث تحدثنا مع الرئيس باستفاضة في الشأن الأمني، عن محاربة الإرهاب والتنسيق الأمني بين البلدين واستغلال المعلومة، خاصة بعد الأحداث الأليمة التي عرفتها بن قردان في الجنوب التونسي".

وكانت الرئاسة الجزائرية، قد أشارت في بيان مقتضب، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تباحث مع رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، حول مستجدات الأوضاع الخطيرة التي تحيط بدول المنطقة في أعقاب هجوم "بنقردان" على تماس تونس مع ليبيا وتداعياته على الأمن الإقليمي.

وجرى لقاء بوتفليقة مع الغنوشي بحضور رئيس الوزراء عبد المالك سلال، ووزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ووزير شؤون إفريقيا والمغرب العربي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وهو "استقبال" لم يسبق أن حظـــي به رئيس حركة النهضة رغم تعدد لقاءاته بالرئيس الجزائري.

ويكون ذلك، قد أثار حفيظة بعض ألوان الطيف السياسي التونسي، لاسيما الأطراف التي تناصب حركة النهضة الإسلامية العداء، وتحملها مسؤولية "الإخفاق" الذي شهدته البلاد بعد الثورة، التي زحزحت زين العابدين بن علي في 14 يناير2011. ويعتقد هؤلاء أن تحركات الغنوشي في اتجاه الجزائر، تعني العودة إلى واجهة الساحة السياسية في عهد الباجي قايد السبسي.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com