حواجز الرعب الإسرائيلية تجبر الفلسطينيين على تغيير عاداتهم
حواجز الرعب الإسرائيلية تجبر الفلسطينيين على تغيير عاداتهمحواجز الرعب الإسرائيلية تجبر الفلسطينيين على تغيير عاداتهم

حواجز الرعب الإسرائيلية تجبر الفلسطينيين على تغيير عاداتهم

قد سيارتك بحذر وإذا أوقفتك الشرطة لا تجادل معها. ارتد ملابس خفيفة حتى لو كان الطقس باردا. لا تُخرج هاتفك المحمول من جيبك أبدا وفكر مرتين قبل أن تصيح "الله أكبر".

 بالنسبة للفلسطينيين الذين يحاولون تفادي الاشتباه في ضلوعهم في موجة مستمرة منذ أشهر من الهجمات ضد الإسرائيليين فإن التغييرات البسيطة في مسلكهم قد تعني الفارق بين الموت والحياة.

 ومنذ أكتوبر/تشرين الأول العام قتل 28 إسرائيليا ومواطنان أمريكيان طعنا أو بالرصاص أو دهسا بسيارات في حملة من العنف عبر الضفة الغربية المحتلة والقدس وإسرائيل. ولا ينتمي معظم المهاجمين إلى جماعات فلسطينية نشطة لكنهم رجال ونساء عاديون معظمهم يقل عمره عن 25 عاما.

 ونتيجة لذلك فقد وضعت قوات الأمن الإسرائيلية سواء الجيش أو الشرطة في حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع هجوم قد ينفذه أي شخص تقريبا ولا سيما في المناطق المتوترة حول المدينة القديمة في القدس.

 ومنذ اندلاع الاشتباكات استشهد 184 فلسطينيًا إما بأيدي قوات الأمن أو مستوطنين مسلحين بينهم 124 تقول إسرائيل إنهم مهاجمون أو يحتمل أن يكونوا مهاجمين.

 وفي الوقت الذي يعيش فيه الإسرائيليون في توتر فإن كثيرًا من الفلسطينيين في وضع مشابه فهم لا يريدون أن يعتقد الإسرائيليون خطأ أنهم مهاجمون.

 وقال فلسطيني يدعى سامى: "الشرطة في كل محل وبتخالف ما يتقدر (تكتب مخالفات بشكل مكثف) تحكي (تتحدث) مع الشرطة شي واللي بيحكي معهم يمكن يطخوه بدك تمشي بحذر وتسوق سيارتك بحذر."

 وتقول القوات الإسرائيلية إنها لا تتحرك إلا عندما يكون هناك سبب يدفعها لذلك. لكن الفلسطينيين يغيرون عاداتهم في جميع الأحوال.

 وقال سامي: "لما بيرن تليفوني وأنا ماشي إذا بكون جنب (بجانب) الجيش ما بمد إيدي أتناول تليفوني أرد عليه. بخاف يقولوا كان بدو (يريد) يطول سكين أو شيء من جيبته".

 ويقول البعض إنهم الآن يحملون هواتفهم المحمولة في جيوب قمصانهم حيث تكون على مرأى البصر. ويلجأ آخرون لارتداء ملابس خفيفة لتفادي اجتذاب أنظار الشرطة الإسرائيلية التي تفتش عن أشخاص يحملون أسلحة. وينأى الناس بأنفسهم عن أفراد الجيش.

 وقال محمد (36 عاما) وهو بائع في منطقة باب العامود بالمدينة القديمة وهي المنطقة التي شهدت هجمات كثيرة بالسكاكين والمسدسات ضد إسرائيليين لـ "رويترز": "الحذر كثير وحياتك أهم من كل المخالفات.

 وأضاف:"صار الواحد لو الدنيا برد ما يلبس كثير ملابس لأنهم بدهم يوقفوك ويقولولك ارفع ملابسك ويفتشوك قدام الناس وفي كاميرات بتصور."

 ويقف كثير من الفلسطينيين بعيدا عن الإسرائيليين في مناطق عبور الطرق.

 أجواء موترة

 يتهم قادة فلسطينيون القوات الإسرائيلية باستخدام القوة المفرطة وهو اتهام تنفيه إسرائيل لكن العنف من اليهود ضد العرب كثيرا ما جاء بعد هجمات. وأطلق النار على إريتري وضرب حتى الموت من قبل حشد من الإسرائيليين بعد هجوم مميت في محطة حافلات.

 وأحبط مدنيون إسرائيليون هجمات بعض الفلسطينيين باستخدام أي شيء في أيديهم مثل المظلات وحامل التقاط الصور الذاتية وجيتار في مؤشر على مدى صعوبة التكهن بوقوع هجوم. وفي بعض الحالات طعن مراهقون أفراد الجيش على الحدود بينما كانوا يبدون أنهم يخرجون بطاقات هوياتهم من ستراتهم.

 وهناك حالة من التربص باحتمال خلط الهويات أو الدوافع حتى بالكلام.

 واتهمت إسرائيل الفلسطينية إسراء جعابيص (31 عاما) بإشعال قنبلة غاز في سيارتها بعد أن أوقفتها الشرطة في الضفة الغربية في أكتوبر/ تشرين الأول.

 واستندت التهم التي وجهت لها إلى أسباب منها ما رواه شرطي من أنها صاحت "الله أكبر" قبل الانفجار الذي أسفر عن إصابته وإصابتها.

 وتقر جعابيص بأنها أشعلت الغاز لكنها تقول إنه كان محاولة انتحارية عشوائية بعد أن أوقفتها الشرطة لأنها كانت تسير على الجانب الخطأ من الطريق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com