غارات إسرائيلية على بلدات عدة في أقضية النبطية ومرجعيون وبنت جبيل جنوبي لبنان
أعدّ الجيش الإسرائيلي "مفاجآت" للهجوم الاستباقي على إيران وميليشيا حزب الله، وهي بانتظار اللحظة المناسبة، ولكنها قد تصطدم بالرفض الأمريكي؛ منعا لقيام حرب إقليمية شاملة، بحسب مصادر إسرائيلية إعلامية.
وطُرحت فكرة "الهجوم الاستباقي الإسرائيلي"، وكسر حاجز الانتظار، بعد تردد طهران بتوجيه رد انتقامي، والأنباء عن خلافات داخلية بشأن طبيعة الرد.
وتحدث موقع "واللا"، اليوم الأحد، الذي لا يمتلك معلومات محددة عن تلك المفاجآت، عن مأزق حكومة نتنياهو، المرتبط بالموقف الأمريكي، الذي يحول دون تنفيذ فكرة الهجوم الوقائي المرتبط بالمفاجآت.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري إسرائيلي، لم يسمه، أن المفاجآت التي أعدها الجيش الإسرائيلي "يمكنها ألا تؤدي إلى حرب شاملة، ولكنها كافية لتحقيق "الردع"، ومنع إيران وميليشيا حزب الله من شن عمليات ضد الجبهة الداخلية المدنية الإسرائيلية".
وأشار المصدر ذاته إلى أنه "من دون الضربة الاستباقية وتحقيق الردع، فإن هناك مخاوف من تغير استراتيجي في الشرق الأوسط، وبداية لمرحلة عمل محور إيران بالكامل، مكون من العراق واليمن ولبنان".
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، السبت، وموقع "واللا"، الأحد، أن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل على بلورة رؤية أمنية مشتركة للتهديد الذي يشكله محور إيران إجمالًا.
4 أسباب للموقف الأمريكي
بدوره، لفت المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، إلى أن تبعية إسرائيل للولايات المتحدة في تزايد.
وقال: "هناك حالة من "الدهشة"، بشأن تحلي إسرائيل بضبط النفس أمام الضربات الانتقامية الإيرانية بواسطة "حزب الله"، إلا أن الرد ببساطة مرهون بواشنطن.
وبيّن أن الإدارة الديمقراطية تخشى للغاية حربًا إقليمية، وتصر على منعها، لا سيما مع قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأردف أن إسرائيل تضطر للاستجابة للضغوط والإغراءات الأمريكية، التي تهدف إلى منع الحرب الإقليمية، وبالتالي تتحمل أضرارًا معنوية ونفسية واقتصادية جراء "الانتظار".
إصرار إدارة "بايدن-هاريس"، وفق وصف المحلل، وكذلك إصرار الجمهوريين بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، على منع الحرب الشاملة، يعود إلى أربعة أسباب، أولها أن حربا إقليمية يمكنها أن تمس القوات الأمريكية في المنطقة.
والسبب الثاني هو أن أمريكا سيُطلب منها إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط؛ لكي تمنح إسرائيل الغطاء، ما يعني أن المزيد من القوات الأمريكية ستكون عرضة للخطر.
وذهب إلى أن السبب الثالث هو أن حربًا إقليمية تخدم "مصلحة روسيا وكذلك الصين"، في خصومتهما مع الأمريكيين، وتشتت انتباه العالم عن حرب أوكرانيا، وتصعّب مهمة أمريكا و"الناتو" في تقديم الدعم اللوجستي للأوكرانيين، إذ ستضطر لإرسال قسم من الذخائر إلى إسرائيل.
أما السبب الرابع، من وجهة نظر بن يشاي، فهو أن الحرب الإقليمية تضع إدارة "بايدن-هاريس" في مواجهة مع الجناح التقدمي المؤيد للفلسطينيين داخل الحزب الديمقراطي؛ ما يعني أن المرشحة كامالا هاريس ستفقد أصوات الولايات المتأرجحة، مثل ميشيغان.