جدل في الكويت حول الأولوية بين القرآن والدستور
جدل في الكويت حول الأولوية بين القرآن والدستورجدل في الكويت حول الأولوية بين القرآن والدستور

جدل في الكويت حول الأولوية بين القرآن والدستور

يخوض الكويتيون، منذ أيام  نقاشا حادا، اتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، ساحة حامية له، بعد إدلاء أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت الدكتورة شيخة القاسم، بآرائها حول القرآن الكريم والدستور، وأيهما يجب على المواطن الكويتي اتباعه.

النقاش الذي يخوض في مسألة بالغة الحساسية، تصدرت فيه  مصطلحات "التكفير" و"التوبة" و"الخيانة للوطن"، بعد أن تباينت الآراء حول المرجعية والأولوية التي يجب على المواطن الكويتي الالتزام بها وتقديمها عند اتخاذ موقف من قضية ما.

ورغم أن حديث أستاذة الفلسفة في جامعة الكويت، الدكتورة شيخة الجاسم، بدا أكاديميا، يستوجب الرد عليه من أكاديميين مناظرين لها، إلا أن عرضها لآرائها حول القضية في مقابلة تلفزيونية، ومن ثم انتشار تلك المقابلة على مواقع التواصل الاجتماعي، دفع عددا كبيرا من الكويتيين للخوض والمشاركة في النقاش الدائر.

وفي اطلاع على ما أدلت به القاسم، نجد أنها قالت في جزء من حديثها، أن "دستور الكويت يعتبر القرآن الكريم والشريعة الإسلامية مصدرا أساسيا للتشريع، وليس المصدر الوحيد"، في حين ترى أن "الأولوية للدستور الكويتي، وليس للقرآن الكريم في القضايا التي يتعارض فيها المصدران"، وفق قولها.

كما ترى الجاسم أن "تفضيل القرآن الكريم على الدستور الكويتي، يعد خيانة للوطن"، مشيرة إلى أن "اتباع بعض الكويتيين لهذا المبدأ قادهم إلى مواجهة مع وطنهم انتهت في السجون والمحاكم".

في المقابل، واجه حديث الجاسم، ردود فعل غاضبة من أكاديميين ونواب في مجلس الأمة وإعلاميين، دعوا من خلالها الجاسم إلى "التوبة" بعد أن  اعتبروا كلامها وآراءها "خروجا عن العقيدة وازدراء للدين الإسلامي".

الأمر لم يقف عن هذا الحد، بل إن تكفير الجاسم على آرائها المشار إليها، ورد في تدوينات كثير من الكويتيين على مواقع التواصل الاجتماعي التي احتلت فيها القضية مكان الصدارة في أحدث نقاشات الكويتيين.

فيما دفع تصاعد الجدل الأكاديمي والشعبي حول القضية، الدكتورة شيخة إلى إصدار بيان طويل على حسابها الرسمي على موقع "تويتر" الذي كان الساحة الأكثر سخونة للنقاش بين المغردين الكويتيين حول الجاسم وآرائها التي قسمت الكويتيين.

وأوضحت الجاسم في بيانها، أن "كلامها تعرض للاجتزاء المتعمد بقصد تحريفه"، داعيةً الراغبين بمعرفة حقيقة آرائها إلى "متابعة اللقاء كاملا في 40 دقيقة وعدم الحكم عليها من خلال مقطع فيديو قصير من المقابلة لا يتجاوز أربعة دقائق".

وتابعت في بيانها بقولها إن "من المُسلَم به أن القرآن الكريم منزه عن أي مقارنة أو مفاضلة وهو كلام الله المحكم المبين، وهذا ليس محل جدل أو خلاف أو نقاش"، منوهة إلى أن كلامها في اللقاء التلفزيوني كان عن "الحروب المقدسة التي تشنها جماعات إرهابية باسم الدين".

ووسط مطالبات البعض بمحاسبة الجاسم على كلامها وفصلها من عملها في جامعة الكويت، ورد البعض الآخر بضرورة محاسبة من اتهمها بالتكفير، التزمت وزارة التربية الكويتية ووزيرها بدر العيسى الصمت، تاركين القضية للنقاش في بلد يمتلك برلمانا منتخبا ولديه صحافة جريئة، وكثيرا ما يفصل القضاء في خلافات سكانه حول القضايا العامة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com