الأردنيون في وجه الإرهاب.. تلاحم وثأر خاص
الأردنيون في وجه الإرهاب.. تلاحم وثأر خاصالأردنيون في وجه الإرهاب.. تلاحم وثأر خاص

الأردنيون في وجه الإرهاب.. تلاحم وثأر خاص

بالرغم من الحزن الذي خيم على الأردنيين عقب مقتل الضابط راشد الزيود، خلال مداهمة أمنية لخلية وصفتها المملكة بالإرهابية، إلا أن ذلك عكس صورة التضامن والتلاحم بين أبناء الشعب الأردني، وأكد على القبضة الأمنية الحديدية في وجه التشدد والتطرف، بحسب خبراء.

ونفذت قوات الأمن الأردني، الثلاثاء الماضي، عملية أمنية ضد عدد من المتشددين في مدينة إربد شمال المملكة، أسفرت عن مقتل سبعة منهم، واعتقال آخرين، إضافة إلى مقتل الضابط الزيود.

وشارك العديد من الأردنيين في مسيرات ووقفات تضامنية تعبيراً عن وقوفهم في وجه الإرهاب، خاصة تنظيم داعش، الذي يضرب العديد من دول المنطقة، في صورة تتكرر باستمرار عندما تتعرض المملكة لأي خطر.

وأكد نشطاء أردنيون أن "هذه الفعاليات التضامنية شملت غالبية محافظات ومدن المملكة، بمختلف أطيافها وشرائحها، ما يؤكد على وقوف الأردنيين على قلب رجل واحد ضد الإرهاب"، على حد تعبيرهم.

وليست هذه المرة الأولى التي يُكوى فيها الأردن بنار الإرهاب، حيث أقدم تنظيم داعش في بداية 2015، على إعدام الطيار معاذ الكساسبة حرقاً، والذي أُسر بعد إسقاط طائرته خلال غارة جوية للتحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا، في حادثة أثارت بشكل كبير في نفوس الأردنيين، وأثارت غضباً عارماً.

ويأتي هذا التلاحم الشعبي الأردني وسط مخاوف من انتقال المعركة بين عمان والإرهاب إلى داخل أراضي المملكة، وهو ما حذر منه العديد من الخبراء في السابق، عقب مشاركة المملكة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

ثأر خاص

ويشير خبراء إلى أن "الأردن الرسمي والشعبي على السواء ظهر مختلفاً من ناحية الحرب على الإرهاب بعد مقتل الكساسبة، في ظل شعور داخلي بأن هناك ثأراً خاصاً مع الإرهاب وتنظيم داعش على وجه التحديد، فبدت عمان أكثر صلابة في تعاطيها مع أي ملف يمكن أن يشكل خطراً على المملكة.

وشهدت المملكة خلال الأعوام الأخيرة، العديد من المداهمات الأمنية لمتشددين، كما أعلنت أكثر من مرة عن تصدي قواتها لتسلل مسلحين إلى أراضيها قادمة من جارتها الشمالية سوريا، حيث ينشط تنظيم داعش بقوة، وحيث تدور حرب أهلية بين المعارضة والنظام امتدت لتشمل أطرافاً خارجية عديدة، في بيئة ساعدت على نمو التشدد وانتشاره.

"خلايا نائمة"

وأحيت "خلية إربد" الحديث عن وجود خلايا نائمة في الأردن، لطالما حذر منها خبراء الأمن.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي جهاد المومني، أن "أحداث إربد تؤكد عزم تنظيمات معادية للأردن من الخارج على استهدافه رغم حالة الحياد التي اتخذها حيال الأوضاع في سوريا"، مشيراً إلى "العلاقة الوطيدة التي تطورت بين خلايا وصفها بالنائمة في الأردن وبين تنظيمات مسلحة معادية".

وشدد المومني، في تصريح صحافي، على أن "المرحلة المقبلة تتطلب مزيداً من الحذر واليقظة الأمنية، خاصة على الحدود، لمنع تسلل متشددين قد يعملون على تشكيل خلايا مسلحة داخل المملكة".

وكان وزير الداخلية الأردني، سلامة حمّاد، نفى في تصريحات سابقة، أي تواجد للخلايا النائمة في الأردن، تشكل تهديداً على أمنه، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية الأردنية تدرك كل محاولات التسلل إلى حدود المملكة.

وأضاف حمّاد "لا توجد خلايا نائمة كما ذكر بعض الإخوان، قد يكون هناك بعض الأفراد الذين يحاولون التسلل، لكن أجهزتنا واعية لكل ما يجري".

يشار إلى أن السلطات الأردنية فرضت قيوداً مشددة على ذوي قتلى خلية إربد مقابل تسليم جثثهم، من بينها عدم الصلاة عليهم في المساجد، وعدم إقامة بيوت عزاء لهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com