الانتخابات في سوريا.. مسرحية أم استحقاق دستوري مشروع؟
الانتخابات في سوريا.. مسرحية أم استحقاق دستوري مشروع؟الانتخابات في سوريا.. مسرحية أم استحقاق دستوري مشروع؟

الانتخابات في سوريا.. مسرحية أم استحقاق دستوري مشروع؟

 في خضم الحديث عن تثبيت الهدنة في سوريا، والسعي لاستئناف المفاوضات المتعثرة، وتفاقم أزمة النازحين والمحاصرين، تنهمك دمشق بالتحضير للانتخابات البرلمانية منتصف الشهر المقبل، في إجراء وصفه نشطاء سوريون بأنه "تغريد خارج السرب".

وفي حين لا تأبه المعارضة السورية بأخبار الانتخابات السورية، التي تتصدر عناوين وسائل الإعلام الرسمية، وتصفها بـ"المسرحية الهزلية"، أثير جدل بين باريس وموسكو حول جدوى هذه الانتخابات.

ولاحظ مراقبون ظهور تبدل ملموس على موقف موسكو من الانتخابات، إذ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده "لا ترى في تنظيم انتخابات نيابية في سوريا ما يعرقل عملية التسوية السياسية"، لكن نظيره الفرنسي فرانسوا أولاند سارع إلى القول إن فكرة الانتخابات ليست مستفزة فحسب، بل غير واقعية، حقاً، وستكون دليلاً على عدم وجود مفاوضات".

وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت في وقت سابق أن الانتخابات في سوريا يجب أن تجرى على أساس اتفاقات بين الحكومة السورية والمعارضة وبعد تبني دستور جديد للبلاد.

وأعرب خبراء عن استغرابهم من هذا التبدل في الموقف الروسي لا سيما أن ثمة "مؤشرات إيجابية" للبناء على الهدنة الصامدة، منذ أسبوع، رغم الخروقات الطفيفة.

وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا في حديث لصحيفة الحياة، الصادرة السبت، إن "هناك أجندة واضحة في القرار ٢٢٥٤ مبنية على ثلاثة امور: اولاً، مناقشات للوصول الى حكومة جديدة. ثانياً، دستور جديد. ثالثاً، انتخابات برلمانية ورئاسية خلال 18 شهراً".

وأفاد نشطاء معارضون أن نتائج الانتخابات المقبلة لن تعبر عن تطلعات السوريين، فإلى جانب "التزوير"، الذي يتقنه النظام، فإن السوريين غير مستعدين لهذه الانتخابات، ذلك أن نصفهم مهاجر أو نازح أو محاصر، فضلا عن أن مساحات واسعة من الأراضي السورية تخضع للمعارضة سواء أكانت متشددة أو معتدلة.

الحكومة السورية من جانبها، تشيد بالانتخابات المنتظرة وتعتبرها استحقاقا دستوريا مشروعا.

وأفاد شهود عيان لـ"إرم نيوز" أن شوارع العاصمة السورية تمتلئ بصور المرشحين، ولافتات وشعارات تحث الناخبين على التوجه لصناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم للبرلمان.

ويتألف البرلمان السوري، الذي يسمى مجلس الشعب، من 250 مقعدا.

وكان الرئيس السوري بشار الأسد دعا إلى انتخابات تشريعية في 13 أبريل/نيسان المقبل، بحسب ما ورد في بيان للرئاسة السورية.

وكانت آخر انتخابات برلمانية، والتي تجرى على رأس كل أربع سنوات، نظمت في العام 2012، فيما نظمت الانتخابات الرئاسية، التي تجرى كل سبع سنوات، في 2014.

ورغم الانتقادت الغربية التي وجهت للانتخابات السابقة، التي جرت خلال الأزمة السورية المندلعة منذ خمس سنوات، غير أن السلطات السورية متمسكة، بحسب الخبراء، في انتزاع شرعية "مهزوزة" من انتخابات تأتي كـ"مزحة سمجة" وسط الأزمة السورية الطاحنة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com