دمشق رعت تعاوناً روسياً مع داعش في مجال الطاقة
دمشق رعت تعاوناً روسياً مع داعش في مجال الطاقةدمشق رعت تعاوناً روسياً مع داعش في مجال الطاقة

دمشق رعت تعاوناً روسياً مع داعش في مجال الطاقة

كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية وصحيفة "لوموند" الفرنسية، تفاصيل عن صفقة سرية،  تعاون بموجبها داعش وشركة روسية برعاية من النظام السوري على استغلال حقل غاز قريب من معقل التنظيم المتطرف في الرقة على مدى أكثر من سنتين.

وكشفت المجلة الأميركية، في فبراير الماضي، ترابطا ثلاثيا غريبا بين كل من ثلاثة لاعبين مؤثرين في حقل "توينان" الذي يبعد 75 كيلومترا جنوب غرب مدينة الرقة، وهم نظام بشار الأسد و"داعش" وشركة روسية تدعى "سترويترانسغاز".

وقبل يومين كشفت الصحيفة الفرنسية، مزيدا من التفاصيل حول أدوار اللاعبين الثلاثة، في هذه الصفقة التي تسلط الضوء على جانب آخر من تعقيدات الأزمة السورية المستمرة منذ نحو 5 أعوام.

وقالت الصحيفة، إنه وبعد العام 2007، تمكنت الشركة الروسية المملوكة لرجل الأعمال، غينادي تيمشنكو، والمقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من الفوز بعقد تشغيل حقل "توينان" بقيمة 175 مليون دولار.

وبينت أن الشركة الروسية تلقت دعما من شركة "هيسكو" التي يملكها رجل أعمال سوري يدعى جورج حسواني، المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد، بصفته مقاول التنفيذ.

وتمكن حسواني من بناء علاقة مع "داعش"، أثمرت تفاهمات لتسهيل نقل المادة الخام من الحقول التي استولى عليها إلى مناطق النظام مقابل تحويلات مالية ينفذها بشكل شخصي.

وعلى هامش الثورة السورية، قامت جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة)، بمحاولة لإفساد مخططات الشركتين الروسية والسورية فيما يخص تشغيل حقل الغاز، لكن "داعش" عاد وأحكم السيطرة على الحقل في شهر يناير من العام 2014.

وقالت الصحيفة الفرنسية، إن صحيفة تشرين السورية الحكومية، أعلنت في الثاني عشر من يناير العام 2014 بحسب معلومات رسمية، تسليم المشروع لوزارة الطاقة السوية وفي نهاية العام ذاته سيتم تسليم المشروع للشركة الروسية "سترويترانسغاز".

ويحتوي "توينان" على كمية كبيرة من الغاز، تؤهله لأن يكون ثاني أكبر حقل للغاز في العالم، فيما تؤكد مصادر أن تنظيم داعش يقوم بحماية الحقل.

وأوضحت الصحيفة أنه في العام 2015، وعند انتهاء تجهيز الحقل، جرت مفاوضات بين كل من النظام السوري و"داعش" وشركة "هيسكو"، حول تحديد القيمة التي سيتقاضاها "داعش" من أجل حماية الحقل من هجمات فصائل المعارضة السورية.

وأكدت، اليومية الفرنسية، أن شركة هيسكو تقوم بتشغيل المحطة، فيما يقوم "داعش" بحماية الحقل وتأمين وصول المواد الخام إلى المصافي، بينما يقوم نظام دمشق بتأمين كوادر إدارة الحقل.

وأشارت إلى أن المفاوضات، أفضت إلى اتفاق يتم بمقتضاه تقاسم الإنتاح في محطة كهرباء حلب (الخاضعة لسيطرة داعش)، وتوفير 50 ميغاواط من الكهرباء للنظام السوري و70 ميغاواط للتنظيم.

ولفتت "لوموند"، إلى أنه وخلال العام الماضي، تمكن حقل "توينان" من إنتاج مليون متر مكعب من الغاز و2000 برميل من المواد المكثفة.

وأضافت، إن حسواني متهم حاليا من قبل الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، بتوفير مصادر الطاقة والمال لتنظيم داعش بالنيابة عن نظام دمشق.

وفي الوقت الراهن تمر العلاقات والتفاهمات الخاصة بموضوع الطاقة، حاليا، بين "داعش" والنظام بمرحلة سيئة بعد سيطرة القوات الحكومية السورية على محطة كهرباء حلب.

لكن الصحيفة تشير إلى أن كل هذه المعطيات تثبت أن شركة "هيسكو"  عملت على تشغيل الحقل بالتعاون مع "داعش" نيابة عن الشركة الروسية "سترويترانسغاز"، لدرجة أنه في يونيو من العام 2015 تم رصد وصول مهندسين روس في موقع تشغيل حقل توينان.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com