الأردن... التقارب بين تيار العسكر وإيران يثير مخاوف الحكومة
أعرب مسؤولون أردنيون عن مخاوفهم من التقارب الحاصل بين عدد من المتقاعدين العسكريين والسفارة الإيرانية في عمان، والذي خلق انقساماً داخل صفوف الحرس القديم في المملكة.
وأجرى أعضاء من مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى –وهي جهة رسمية- أخيراً، زيارات إلى السفارة الإيرانية في عمان، وإلى طهران، فيما تم دعوة السفير لحضور مناسبات اجتماعية في عدد من محافظات المملكة.
كما أعلنت "اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين" المحسوبة على المعارضة، نيتها عقد مؤتمر وطني للحديث عن "ثوابت الدولة في ظل إقليم مضطرب".
ويعتبر الأردن هذا التقارب خطاً أحمر، نظراً لحساسية العلاقة بين عمان وطهران، التي وصفها مسؤول حكومي بـ"الباردة".
وقال المسؤول في حديث لـ إرم نيوز، إنه "لأول مرة تحدث في تاريخ الدولة أن تتبنى شخصيات عسكرية متقاعدة خطاً يخالف خط الدولة ومواقفها، وبناء تحالفات مع جهات غير مرغوب بتطوير العلاقة معها"، في إشارة إلى إيران.
من جانبها، استنكرت مؤسسة المتقاعدين العسكريين، في بيان، تصرفات بعض أعضائها، الذين "يحاولون الترويج لمصالح دول أخرى بعد زيارة سفاراتها، وتسخير علاقاتهم لمصالح شخصية"، واصفة ذلك بـ"المعيب".
وقال البيان، إنه "من المؤسف أن من يدعو للمؤتمر الوطني، هم من أكثر المستفيدين أثناء خدمتهم العسكرية، وتمتعوا طوال خدمتهم بميزات مادية هم وعائلاتهم، وكل ذلك على حساب صغار الرتب من المتقاعدين العسكريين".
وطالب "هذه الفئة بمراعاة المصلحة الوطنية العليا للدولة الأردنية ووضعها فوق كل اعتبار شخصي".
وهدد مصدر من داخل "اللجنة العليا للمتقاعدين" المعارضة، خلال حديث لـ إرم نيوز، بأنه "سيتم إصدار بيان عنيف إن رفضت السلطات الأمنية السماح لهم بعقد مؤتمرهم لبحث القضايا الوطنية".
وكثيرا ما تعرب الدولة عن استيائها من سلوك بعض المتقاعدين العسكريين المعارض لسياساتها، خصوصاً في ظل علاقتهم بإيران والنظام السوري، وزياراتهم المتكررة لطهران ودمشق.
وسعت "اللجنة العليا" المعارضة للضغط على الدولة بهدف السماح للإيرانيين بالدخول إلى المملكة في إطار السياحة الدينية، مقابل حصول عمان على النفط الإيراني لمدة 30 عاماً، وهو ما رفضته الحكومة.
