الجيش الليبي يقدّم درساً ناجحاً في مقارعة الإرهاب ببنغازي
الجيش الليبي يقدّم درساً ناجحاً في مقارعة الإرهاب ببنغازيالجيش الليبي يقدّم درساً ناجحاً في مقارعة الإرهاب ببنغازي

الجيش الليبي يقدّم درساً ناجحاً في مقارعة الإرهاب ببنغازي

تطلب تحقيق الجيش الليبي مكاسب حقيقية على الأرض في بنغازي، أكثر من 20 شهراً لتظهر نتائج هذه المعارك طويلة الجهد، وجاءت مفاتيح نجاح الجيش بدحر المجموعات الإرهابية في ثاني أكبر المدن الليبية، متنوعة ومتباينة، لكنها تكاملت لتفرز نتيجة غير متوقعة، نظراً لتبني الإرهابيين حرب الشوارع، والتي غالباً ما تكون نهايتها مأساوية .

بنغازي تعد المستنقع الأكبر للجماعات الإرهابية والخارجة عن القانون، وتمكنت خلال السنوات التي تلت سقوط نظام القذافي، من إحكام سيطرتها على المدينة، ووضع اليد على ترسانة ضخمة من السلاح والعتاد، وبالتالي أضحت عملية إخراجهم من المدينة، أمراً ليس يسير المنال.

العقيدة القتالية

أثبت العسكري الليبي تمتعه بعقيدة قتالية رفيعة المستوى، على الرغم من إضعافها المتواصل خلال حكم نظام القذافي، وعلى الرغم من نقص التسليح والاعتماد على عتاد وذخائر يعود معظمها إلى حقبة السوفيت، أبرم عقود توريدها القذافي في سبعينيات القرن الماضي، وبالتالي فإن السلاح المستخدم في المعارك، لا يقدم نجاحا كبيرا على المستوى الفني.

يرى العميد أحمد الحسناوي، الضابط السابق في الجيش، أن أول مفاتيح النجاحات التي تتحقق في بنغازي، تتمثل في العقيدة القتالية الشرسة للجنود، وهو أمر مهم في حسم حروب الشوارع، التي ينتهجها الإرهابيون في بنغازي.

وأضاف الحسناوي في حديثه مع إرم نيوز هاتفياً، "صحيح أن القذافي أرهق الجندي الليبي في حروب خاسرة، لكن شخصية الجندي وطبيعة الجندي لديها امتداد تاريخي للأجداد المجاهدين، حيث كان لهم دور بارز في مقارعة الاحتلال الإيطالي، وبالتالي لن نستغرب من هذه الحماسة المتواصلة، على الرغم من الإحباط خلال العقود الماضية".

بدوره، أثنى القائد العام للقوات المسلحة اللييبية، الفريق أول خليفة حفتر، على العقيدة التي يتمتع بها العسكريون، وقال إن هذا مؤشر جيد ومعنوي، يعكس حالة الجاهزية للجنود.

وقال في كلمة متلفزة عقب السيطرة على أجزاء واسعة من بنغازي: "جنود قواتنا الباسلة لهم فضل كبير في تحقيق هذا الانتصار، وكونهم يخوضون معارك منذ قرابة العامين بشكل متواصل، يعكس تمتعهم بالقوة والثبات في أرض المعارك ".

وتخوض قوات الجيش الليبي منذ انطلاق عملية الكرامة التي أطلقها حفتر في آيار/مايو 2014 ، معارك شرسة ضد الجماعات الإرهابية على غرار (أنصار الشريعة وداعش ) بجانب الجماعات الخارجة عن القانون.

القوة المساندة

بالإضافة إلى ما تقدم، هناك مفتاح مهم لا يقل أهمية عن سابقه في نجاح الجيش، يتمثل في القوة المساندة لقوات الجيش، وهي قوة تشكلت من مئات المدنيين الممثلين لشباب الأحياء، الذين اغتصبت الجماعات الإرهابية أرضهم، ومثلوا داعماً قوياً ومحورياً في دعم القوات المسلحة، وشكلوا غطاء ودعماً على مستوى الأفراد.

أشار محمد علي الفيتوري وهو أحد شباب الأحياء، الذين انضموا إلى الحرب التي يقودها الجيش ضد الإرهاب في بنغازي، وعن دوافعه للانضمام ، أجاب إرم نيوز " الأمر بسيط ومنطقي، كيف لمدينة بنغازي أن تتحرر دون مساعدة من أبنائها، خاصة ونحن أدرى بمسالكها ومخارجها، وللأسف اضطررنا للقتال وحمل السلاح، لأن الإرهابيين لم يتركوا فرصة أمامنا سوى قتالهم ، فالحياة موت بشرف أو حياة بعزة".

وأردف الفيتوري بالقول "أنا طالب جامعي ولدي طموح، لكن لن يتأخر طموحي أو يتأثر، في حال ساندت قوات الجيش ووقفت معها، حتى تستقر الأوضاع وتنعم ليبيا بالأمن والآمان الذي فقدانه للأسف بفعل ثورة 17 فبراير، التي أفرزت لنا نتاجاً إرهابياً بامتياز".

وانضم المئات من شباب بنغازي، خاصة شباب أحياء (الليثي - الصابري - سوق الحوت) إلى عملية الكرامة التي أطلقها الجيش بقيادة حفتر ، وساهموا بشكل ملحوظ بدعم الجبهات القتالية، بعد تلقيهم دورات تدريبية قصيرة، بهدف تدريبهم على حمل السلاح الخفيف والمتوسط .

أجدابيا مفتاح بنغازي

النصر الذي تحقق في بنغازي خلال عملية "دم الشهيد" التي أطلقتها القوات المسلحة الليبية السبت الماضي، جاء بالتزامن مع تحرير إجدابيا المجاورة لبنغازي، والتي تعد طريق إمداد مهم للإرهابيين في بنغازي.

حيث تمكنت الكتيبة (302)، الجوارح، بقيادة العقيد محمد القابسي، من اقتحام إجدابيا والسيطرة عليها خلال أيام قليلة، وضيقت الخناق وقطعت طريق الإمداد اللوجستي الذي يمد الجماعات الإرهابية في بنغازي ، بالتموين والسلاح.

وعقب تحرير إجدابيا من بقايا فلول تنظيم "داعش"، تحركت الكتيبة إلى الضواحي الغربية لبنغازي، وحاصرت الإرهابيين في محور القوارشة، ونجحت في إحراز تقدم كبير، ما أدى إلى محاصرة الإرهابيين من ثلاثة محاور.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com