حكومة التكنوقراط العراقية تثير مخاوف إيران
حكومة التكنوقراط العراقية تثير مخاوف إيرانحكومة التكنوقراط العراقية تثير مخاوف إيران

حكومة التكنوقراط العراقية تثير مخاوف إيران

حذرت إيران، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مما أسمته "تصديع البيت الشيعي" في العراق، معربة عن مخاوفها إزاء حكومة التكنوقراط التي أعلن عن نيته تشكيلها أخيراً، وإزاء إعادة هيكلة ميليشيا الحشد الشعبي، بحسب مصادر سياسية عراقية.

وقالت المصادر، في تصريحات لـ إرم نيوز، إن "رسائل إيرانية غير مباشرة، حذرت العبادي من المساس بهيكل البيت الشيعي السياسي، أو محاولة تفكيك جدرانه، مطالبة إياه بتوضيح إصلاحاته وما يعنيه بحكومة التكنوقراط، التي أعلن عن نيته تشكيلها لمعالجة الوضع العراقي المتفاقم".

وأضافت أن "إحدى الرسائل الإيرانية التي وصلت العبادي من جهة عراقية مقربة من طهران، أبلغته بضرورة عدم المساس بحصص الكتل الشيعية في حكومة التكنوقراط، حيث تضمنت قلقاً إيرانياً وتساؤلاً بخصوص ثلاث وزارات تحديداً، مطالبة إياه بعرض أسماء الوزراء المرشحين لها أمام تيار المجلس الأعلى وائتلاف دولة القانون (حليفا إيران في العراق) قبل البت بتعيينها".

والوزارات العراقية الثلاث، التي تهتم إيران بشأنها، بحسب المصادر، هي "النفط، والداخلية، والنقل والمواصلات".

وتابعت أن "الرسالة الثانية وصلت العبادي عن طريق علي الأديب، أحد قادة كتلة دولة القانون، ومفادها أن طهران مستاءة من إجراءاته بخصوص إعادة هيكلة المليشيات الشيعية، وأن نائب رئيس الحشد الشيعي، الذي فر إلى إيران بعد اتهامه بفساد مالي في تمويل المليشيات، نقل رسالة إلى قائد فيلق القدس الإيراني ومسؤول الملف العراقي قاسم سليماني، يبلغه فيها أن العبادي، رجل أمريكا في العراق، مطالباً بتدخل سليماني للحد من خطورة العبادي على البيت الشيعي"، بحسب المصادر.

وأشارت إلى أنه "بعد هذه الرسائل الإيرانية، عقد عدد من قادة ونواب ائتلاف دولة القانون وأعضاء ما يعرف بشورى حزب الدعوة، الذي ينتمي إليه العبادي، لبحث المخاوف الإيرانية ومحاولة طمأنتها، كما أن اجتماعا لاحقاً عقد أمس الإثنين ضم العبادي وقادة هيئة المليشيات الشيعية، ومن بينهم المهندس الذي عاد إلى بغداد رفقة أحد مساعدي قاسم سليماني، حاملاً رسالة شفوية للعبادي من الأخير".

ونفت المصادر وجود سليماني في بغداد كما ذكرت وسائل إعلام عربية.

وتتوارد معلومات من جهات برلمانية عراقية، تفيد بأن طهران "دخلت بقوة على خط الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي ينوي العبادي تنفيذها، وأن القيادة الإيرانية عازمة على ضبط إيقاع التركيبة السياسية في العراق بما يتماشى مع الإبقاء على هيمنة حلفائها وأذرعها من القوى الشيعية العراقية".

وقال مصدر برلماني عراقي لـ إرم نيوز، إن "الاعتقاد السائد والصورة التي نقلها حلفاء نظام الولي الفقيه للقيادات الإيرانية، حملت تحذيراً من محاولة العبادي إحياء خلافات الكتل السياسية الشيعية فيما بينها لكسب الوقت وتشكيل حكومة من خارج عباءة القوى الشيعية السياسية الموالية لإيران".

ويرى مراقبون أن "العبادي الذي رمى الكرة داخل قبة البرلمان، السبت الماضي، حين طالب الكتل بترشيح أسماء من التكنوقراط لشغل المناصب الوزارية، أراد بالفعل إعادة المشهد السياسي في البلاد إلى مرحلة ما قبل تشكيل الحكومة التي شهدت خلافات ومناكفات على الحصص والمناصب السياسية بين الكتل الشيعية، وهو الأمر الذي سيسهم بتفكك المنظومة الإيرانية داخل البرلمان العراق، التي عادة ما تعصف بها خلافات على مصالح وحصص وزارية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com