تقارير: واشنطن أنفقت 17.9 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب
عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاستخدام أسلوب المراوغة السياسية فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع ميليشيا حزب الله في لبنان، الأمر الذي يثير التساؤلات حول إمكانية تكرار سيناريو المفاوضات مع حركة حماس بشأن التهدئة في غزة.
وعلى الرغم من التقارير التي تشير إلى الجهود الدولية المبذولة للتهدئة بين إسرائيل وحزب الله، نفى مكتب نتنياهو ما تردد بهذا الشأن، بداية قبل أن يعود صباح اليوم الجمعة، للتأكيد على أن إسرائيل ستبحث مع حلفائها جهود وقف إطلاق النار في لبنان.
قتال مستمر
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "نتنياهو معني باستمرار القتال على الجبهتين الشمالية والجنوبية لإسرائيل، بالرغم من المخاوف المتعلقة بإمكانية اندلاع حرب إقليمية شاملة، تؤثر على مختلف دول المنطقة".
وقال البطة، لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو يستخدم ذات الأسلوب الذي اعتمده في المفاوضات الدائرة مع حركة حماس بشأن التهدئة في غزة، بحيث يُسرب لوسائل إعلام مقربة منه أنباءً عن مرونته بالمفاوضات، ثم يصدر تصريحًا رسميًا يكذب ذلك".
وأضاف: "يهدف نتنياهو من وراء هذه السياسة قياس مدى رضا الشارع الإسرائيلي عن سياساته العسكرية والأمنية، إلى جانب مواقف شركائه بالأحزاب اليمينية من أي خطط للتهدئة على أي من الجبهات المتوترة عسكريًا".
وأشار إلى أن "نتنياهو يرغب في استمرار حالة الحرب؛ إلا أنه ومن خلال المراوغة السياسية ينجح في تخفيف الضغوط التي يمارسها عليه المجتمع الدولي، من أجل إنهاء الحرب بمختلف الجبهات، ويتعامل بحكمة سياسية مع الضغوط الداخلية".
وتابع: "بتقديري نتنياهو يدرك أن استمرار الحرب هي الضامن الوحيد لمستقبله السياسي، كما أنه يعمل على رفع وتيرة القتال مع حزب الله على الجبهة الشمالية دون الانجرار للحرب الإقليمية الشاملة"، على حد تعبيره.
ضغوط داخلية
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أسعد غانم، أن "نتنياهو يتعمد تأجيل أي اتفاق للتهدئة بين مع حزب الله في الوقت الراهن، ويكتفي بتصعيد عسكري محدود".
وقال غانم، لـ"إرم نيوز"، إن "تصلّب مواقف نتنياهو، إثر الضغوط الداخلية الشديدة التي تمارس عليه، والتوافق بين جميع القوى في الائتلاف الحكومي والمعارضة، على ضرورة توجيه ضربة عسكرية قوية لميليشيا حزب الله"، مبينًا أن نتنياهو سيواصل أسلوب المراوغة بشأن التهدئة من حزب الله.
وأضاف: "إسرائيل تسعى لتحقيق هدف أساسي، ولا يمكن التوصل لاتفاق تهدئة مع حزب الله بدونه، والذي يتمثل بفصل جبهة الشمال مع لبنان عن الجبهة الجنوبية مع غزة، والتوصل لاتفاقيات تهدئة منفصلة على كلتا الجبهتين".
وشدد غانم، على أن "نتنياهو يدرك أن أي تنازلات لتهدئة شاملة مع لبنان وغزة، ستعجّل بانهيار ائتلافه الحكومي وخسارته مستقبله السياسي".
وتابع: "نتنياهو مستعد للتضحية بأمن المنطقة بأسرها، مقابل ضمان مستقبله السياسي".
وختم: "بتقديري لن يتم التوصل لتهدئة على أي من الجبهات الإسرائيلية في الوقت الحالي، ونتنياهو سيواصل التجاوب مع ضغوط الأحزاب اليمينية بحكومته من أجل مواصلة القتال، لكن دون الانجرار للحرب الشاملة".