ملامح الذراع السيبرانية بالجيش الإسرائيلي تبدأ بالظهور (صور)
ملامح الذراع السيبرانية بالجيش الإسرائيلي تبدأ بالظهور (صور)ملامح الذراع السيبرانية بالجيش الإسرائيلي تبدأ بالظهور (صور)

ملامح الذراع السيبرانية بالجيش الإسرائيلي تبدأ بالظهور (صور)

ظهرت ملامح الذراع السيبرانية التي أعلن رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الفريق غادي أيزنكوت عن تشكيلها، عقب توليه المنصب في (شباط/ فبراير) من العام الماضي.

وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن البناء التنظيمي لهذه الذراع يتضمن 8 أطقم من الجنود النظاميين والاحتياط، من ذوي الخبرة في هذا المجال، يتركز دورهم على صد الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها البنية الرقمية الإسرائيلية.

وتستهدف الأطقم الدفاعية التابعة لهذه الذراع حماية شبكات الحواسب المرتبطة بقطاع الكهرباء والمياه، وشبكات الإنترنت والهواتف النقالة، والمؤسسات المالية والمصرفية وغيرها، أمام هجمات سيبرانية، من شأنها أن تصيبها بالشلل.

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن هناك خمس دول حالياً تعمل بشكل مكثف على الصعيد السيبراني، وأن هذه الدول هي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإيران وبريطانيا وإسرائيل، ولكنها لم تذكر روسيا، والتي نسبت إليها العديد من الهجمات التي تسببت في شلل تام للمرافق التي استهدفتها، ولا سيما خلال حربها مع جورجيا عام 2008.

ونوهت أن الهجمات السيبرانية أصبحت وسيلة شرعية بيد القوى العسكرية الكبرى، مضيفة أن الجيش الإسرائيلي يتحسب لهجمات على غرار هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر ولكن في العالم الافتراضي، مؤكداً على مدى انزعاجه من إمكانية تعرض البنية الحيوية الإسرائيلية لهجمات تصيبها بالشلل التام.

سيناريوهات محتملة

ووضع الجيش الإسرائيلي سيناريوهات محتملة يعمل حالياً على الانتهاء من خطط مواجهتها، السيناريو الأول يتعلق بتعرض البنية الأساسية والمرافق الحيوية لهجمات مدمرة، عبر استخدام برمجيات خبيثة، وزراعتها داخل الحواسيب العسكرية عبر عنصر بشري، وهو سيناريو ضعيف ولكن تم وضعه في الاعتبار، بيد أن المخاوف تكمن في إمكانية التسلل إلى شبكات الحواسيب وزرع هذه البرمجيات عن بُعد.

ويتعلق السيناريو الثاني بتوسيع محاولات العديد من الكيانات والدول لجمع معلومات استخباراتية حول إسرائيل عبر الفضاء السيببراني، عن طريق التسلل لقواعد المعلومات الخاصة بالنظم القتالية المتطورة ولا سيما أنظمة الصواريخ.

ويعتبر هذا السيناريو واقعياً للغاية لو وضعت في الاعتبار قضية إقالة يائير راماتي مدير إدارة "حوما" المسؤولة عن تطوير الصواريخ الباليستية الإسرائيلية، بعد قضية متعلقة بأمن المعلومات، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

خطوة مهمة

ووصف ضابط كبير بجيش الاحتلال الذراع السيبرانية بأنها أهم من وجهة نظره من دمج الوحدات التكنولوجية واللوجيستية بالذراع البرية، وأهم من تشكيل لواء الكوماندوز الجديد، والمكلف بالتدخل السريع لمواجهة تحديات عسكرية عديدة، معللاً ذلك بأن الهجمات السيبرانية أصبحت سمة من سمات الحروب الحديثة، وأن هجمات من هذا النوع تضرب إسرائيل بشكل شبه يومي.

بديل للحرب التقليدية

ولفت الضابط الإسرائيلي في حديث للموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن الشهور الثلاثة الأخيرة شهدت أدلة جديدة على تحول هذا المجال إلى عنصر أساسي في جميع الحروب الدائرة حالياً، وأن الهجمات الإلكترونية أصبحت في بعض الأحيان بديلاً للعمليات العسكرية التقليدية.

وتابع أن الفترة الأخيرة شهدت انهيار شبكة الإنترنت في تركيا لمدة 20 ساعة متواصلة، وتعطل المنظومة المصرفية ثلاثة أسابيع، في إشارة إلى احتمال قيام روسيا بهجمات سيبرانية ضدها.

ودلل على مدى خطورة هذا النوع من الهجمات بمثال آخر، وقال إن ثلث محطات القوى في أوكرانيا انهارت طوال أسبوع مؤخراً، وتم تعطيل أنشطة مطار "كييف" لمدة يومين، ما يعني أن روسيا أيضاً كانت وراء تلك الهجمات السيبرانية.

خلافات حول التأسيس

وكلف أيزنكوت رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء هارتسي هاليفي، في آذار/ مارس من العام الماضي، بوضع خطة شاملة ضمن التحضيرات للإعلان عن الذراع الجديدة، والتي ستجمع بين المهام التي تقوم بها الوحدة (8200) التابعة للاستخبارات العسكرية، والتي تتولى العمليات الدفاعية عبر الفضاء السيبراني، وشعبة "المعالجة عن بُعد" التابعة لهيئة الأركان العامة، والتي تتولى المهام الهجومية.

وأوصت اللجنة التي شكلها هاليفي بعدم القيام بهذه الخطوة، وإبقاء الأنشطة السيبرانية الهجومية والدفاعية في عهدة الوحدات المُشار إليها دون الدمج بينها، لكن أيزنكوت أمر في حزيران/ يونيو من العام ذاته بتدشين سلاح جديد مختص بالعمل في مجال الفضاء السيبراني، يتولى المهام العسكرية السيبرانية، سواء الهجومية أو الدفاعية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com