لماذا تقصف تركيا الأكراد السوريين؟
لماذا تقصف تركيا الأكراد السوريين؟لماذا تقصف تركيا الأكراد السوريين؟

لماذا تقصف تركيا الأكراد السوريين؟

يتساءل محللون وخبراء سياسيون عن اللعبة التي تلعبها أنقرة في سوريا؟ فمنذ خمسة أيام والمدفعية التركية تقصف القوات الكردية السورية في أعزاز.

لقد ناشد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت الفائت، الأتراك، بوقف قصف الأكراد السوريين، لكنه طلب منهم أيضاً "عدم الاستفادة من ارتباك الوضع بالاستيلاء على أراض جديدة".

ويقول جان ماركو، المتخصص في الشؤون التركية: "تُظهر هذه الأزمة الجديدة درجةَ التعقيد التي وصلت إليها الأزمة السورية".

ويرى الخبير ماركو أن أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، وحليف الولايات المتحدة، تقصف بالفعل جماعة مسلحة سورية مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها حصناً ضد تنظيم داعش.

ويلاحظ ماركو أن "بيان بايدن ليس سوى لعبة توازن، لأن الأمريكيين الذين لا يريدون التدخل إلا بالحد الأدنى في سوريا يريدون مداراة حساسية أنقرة، دون كسر الجسور مع حزب الاتحاد الديمقراطي".

وفي رأي ماركو أن هناك عدة أسباب لهذه المفارقة.

هناك الخوف من توسع السيطرة الكردية، حيث تخشى تركيا التوسع الجاري في المنطقة التي يسيطر عليها على طول حدودها الأكراد السوريون التابعون لحزب الاتحاد الديمقراطي.

حزب الاتحاد الديمقراطي هو في الواقع الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي تحاربه أنقرة بكثافة مضاعفة منذ الصيف الماضي على الأراضي التركية، بحسب الخبير.

ويضيف ماركو أن قادة حزب الاتحاد الديمقراطي حاولوا التفاوض مع أنقرة حول اتفاق حسن الجوار على غرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع أكراد العراق، ولكن من دون جدوى.

وفي تحليل لها، تقول الاكسبريس الفرنسية إنه في الوقت نفسه تشعر تركيا أنها أصبحت مُطوّقة منذ أن كثفت روسيا دعمها للنظام السوري من خلال التدخل بشكل مباشر في النزاع مع إيران في أوائل الخريف.

ولكن عصبية القادة الأتراك القوية، والتي تشهد عليها أزمة المقاتلة الروسية التي أسقطتها الطائرات التركية سرعان ما فاقمت التوتر مع موسكو.

كما أثار رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، يوم الجمعة، شبح "الحرب العالمية".

ورد عليه رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو قائلاً: "إذا واصلت روسيا هجماتها الوحشية ضد السكان المدنيين فسوف نرد عليها رداً حازماً للغاية".



لعبة حزب الاتحاد الديمقراطي الغامضة

ويرى المحللون أن قوات حزب الاتحاد الديمقراطي تستفيد من الأزمة السورية لتقديم بيادقها، مدعومة في ذلك من الولايات المتحدة، ومن الروس على السواء: الولايات المتحدة تثمن كفاءتها في مكافحة الدولة الإسلامية.

وحدات حماية الشعب YPG استعادت بالفعل مدينة كوباني بمساعدة من الطيران الأمريكي، وعدة قرى في منطقة الحسكة، أقصى الشرق.

وبناء على ذلك أعلنت واشنطن في سبتمبر الماضي، أنها لا تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي كمنظمة إرهابية، خلافا لحزب العمال الكردستاني.

لكنْ، حتى لا يفاقموا التوتر مع الحليف التركي قلص الأميركيون مساعداتهم لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو ما دفع هذا الأخير إلى لعب لعبة المزايدة مع الروس.

قادة حزب الاتحاد الديمقراطي، بحنكتهم الاستراتيجية أنشأوا تحالفا عسكريا مع المقاتلين العرب السوريين، أي قوات سوريا الديمقراطية.

ويرى المحللون أن تركيا تلعب لعبة غامضة، لكن هذه اللعبة تواجه لعبة لا تقل غموضا عن لعبة المقاتلين الأكراد، المدعومين على الأقل بشكل غير مباشر، من قبل موسكو.

لعبة تدينها روسيا بشدة، بينما روسيا نفسها تدخلت باسم مكافحة داعش لتكرس جل طاقتها لقصف الجماعات المتمردة المعارضة للنظام السوري. لعبة غامضة ضد لعبة غامضة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com