الثورة الليبية​... 5 أعوام من الخيبة والإرهاب
الثورة الليبية​... 5 أعوام من الخيبة والإرهابالثورة الليبية​... 5 أعوام من الخيبة والإرهاب

الثورة الليبية​... 5 أعوام من الخيبة والإرهاب

 طرابلس - عشية حلول الذكرى الخامسة للثورة الليبية في الـ 17 من شباط/فبراير عام 2011، تسود حالة من خيبة الأمل بين الليبيين وبشكل كبير، كونها لم تحقق لهم نهاية الاستبداد لنظام حكم العقيد معمر القذافي، الذي جثم على صدورهم ملكاً وحاكماً ورئيساً بشكل مطلق لأربعة عقود ونيف، لتتحول مظاهر الثورة إلى حالة من الحزن والحسرة، على ضياع ليبيا في براثن الإرهاب الذي يتمدد حتى بات يدق كل بيت وحي ومدينة دون ما استئذان .

مؤامرة الثورة

يعتقد جهاد الزوي (31 عاما) الطالب في كلية القانون جامعة طرابلس، في حديثه مع إرم نيوز، أن الثورة الليبية مؤامرة دولية بامتياز، لتفكيكها والسيطرة على ثرواتها، وفق أجندة إقليمية وأجنبية دبر لها جيداً.

وأضاف الزوي " ينبغي لكل الليبيين ترك مظاهر الاحتفال بالثورة، بالرغم أنها ظاهرياً حملت آمالاً عريضة في بدايتها، بأن الوضع سيتغير وأن الليبي سيلمس الرفاهية في وقت قياسي، لكن الأمر اتضح أنه صعب المنال، بل وقد يكون مستحيلاً " .

وأشار إلى أن مظاهر الثورة في الذكرى الخامسة لانطلاقها، غير موجودة في قلب العاصمة طرابلس، وحتى الأعلام ورايات الثورة غائبة، وهناك حالة من الإحباط تسود بين قطاع كبير من المواطنين، فلا تفكير الآن سوى بالحصول على المرتبات في موعدها، أو الفوز بنصيب كاف ٍ من السيولة النقدية في المصارف، والتي أغلقت أبوابها لندرة الأموال فيها.

ويتحدث الطالب الجامعي، عن واقعة مريرة تظهر تراجع تأييد الثورة. إذ يقول في هذا الصدد: " قبل أسبوع وفي زيارة لأحد أبناء عمومتي، سألته عن نيته الاحتفال بالثورة، خاصة أنه أحد الشباب الذين خرجوا لميدان الشهداء في قلب العاصمة قبل خمسة أعوام، فأجابني والحسرة بادية على ملامحه، أي ثورة ومحرقة الاقتتال يكاد يقضي على شباب ليبيا بالكامل، لست نادماً على ثورة فقدنا فيها أغلى الرجال، لكني نادم لثقة منحناها لأنذل الرجال".

الإرهاب يتمدد

ليلى محمد (36 عاما) الناشطة في مؤسسات المجتمع المدني ، ترى أن ثورة 17 فبراير لم تنجح إلا في خلق مواطن الإرهاب، وساعدت على تمدده في مختلف المدن الليبية .

وأردفت قائلة في حديثها مع إرم نيوز: " لقد نجح الكثير من أصحاب الفكر المتطرف، باستغلال ثورة 17 فبراير وتنصيب أنفسهم على مختلف مفاصل الدولة، وباتت لديهم قاعدة بشرية ومالية كبيرة، يمولون من خلالها نشاطهم وتحركات عناصرهم" .

يشاطر، محمد الخوجة، الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية، الرأي السابق بأن الثورة لم تجلب سوى مساحة عريضة لتحرك الإرهابيين فيها، وبالتالي عملية القضاء عليهم تزداد صعوبة يوماً بعد اخر .

ويرد الخوجة على الدعوات التي تطالب بخروج مظاهرات لدعم الثورة، " لن يخرج الليبيون هذه المرة، لأنهم فهموا الدرس جيداً، وأن خروجهم يساوي دعم تمدد الإرهاب، وشعورهم أن المتطرفين تسللوا عبر الثورة والحرية التي جاءت بها، وبالتالي ستشهد الذكرى الخامسة تجاهلاً غير مسبوق" .

الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية، يرى أن الحسم لابد أن يكون عبر اعتماد الحكومة التوافقية على وجه السرعة، لأن الوقت يمضي سريعاً، ولا مجال للتردد والتخوين بين الأطراف، والعمل على تأجيل الخلافات وحلها بشكل ديمقراطي، بعد تسوية ملف الإرهاب الذي أضحى متعدد الجنسيات في ليبيا.

الأمن صمام الثورة

أكد علي المحجوب وهو عقيد سابق في جهاز الشرطة، أن فرض الأمن سيحيي الصورة المشوهة لثورة 17 فبراير، لأن الأمن يساوي استقرارا ينعكس إيجاباً على كافة نواحي الحياة في ليبيا.

وقدم المحجوب مقارنة على هذه المعادلة، " لقد استمر القذافي في حكمه العسكري والشمولي أكثر من 42 عاماً، لم يستمر بفرش الورود للأحزاب أو الحريات العامة أو حقوق الانسان، بل صمد طوال هذه الفترة عبر القبضة الأمنية المُحكمة ، والتي فرضت الهيبة بالقوة والسلاح بين كافة الليبيين " .

وأضاف " البعض يسميها دكتاتورية وقمعاً وتضييقاً على الناس ، قد يكون هذا التوصيف صحيحاً ، لكن الأمر الثابت هو أن الأمن عنوان نجاح القذافي في ثورة سبتمبر ، وطالما يغيب الأمن ستظل فبراير حلما يراود كل ليبي لغد أفضل ، لا أكثر ولا أقل " .

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com