الجزائر.. تحذيرات من اللجوء بسبب تدخل عسكري محتمل بليبيا
حذرت "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان" (غير حكومية)، اليوم الثلاثاء، من تداعيات تدخل عسكري غربي محتمل في ليبيا، على الجزائر التي ستشهد، حسب قولها، تدفقاً كبيراً للفارين من هذه الحرب.
وقالت المنظمة الحقوقية الأبرز في الجزائر، في بيان لها: "نتوقع تدخل الغرب عسكرياً في ليبيا، خلال شهري مارس/آذار أو أبريل /نيسان القادمين، لأن هذا المخطط بلغ أشواطاً متقدمة في الكواليس الأوروبية ، منها إيطاليا، وفرنسا، بمباركة بعض الدول العربية للأسف، هذه المرة، بدعوى محاربة داعش، وتدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا".
وأضافت: "لذلك نحذّر من تداعيات هذا التدخل على الجزائر التي ستشهد في الأشهر القادمة تدفق عدد كبير من الليبيين في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها، بفعل انهيار أسعار البترول (الذي يمثل ما نسبته 97% من مداخيل البلاد من العملات الأجنبية)".
وتابعت: "الدول الغربية لم تستخلص العبرة بتاتاً من نتائج التدخلات الأجنبية السابقة في سوريا والعراق".
ووفقاً للمنظمة، يوجد حالياً بالجزائر، 30 ألف لاجئ ليبي، يقيم أغلبهم في محافظة إليزي الحدودية، فيما يتوزع البقية في مناطق الشرق الجزائري، حيث كانوا قد وفروا من بلادهم بعد نشوب الصراع الذي أعقب ثورة 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الراحل، معمر القذافي.
وأعلن مسؤولون جزائريون في عدة مناسبات سابقة، معارضتهم لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، مطالبين بدعم حكومة الوفاق الوطني لمواجهة تمدد الإرهاب، وبناء مؤسسات البلاد، في وقت توالت تصريحات مسؤولين غربيين خلال الأيام الأخيرة، حول ضرورة التحرك لوقف انتشار الإرهاب في البلاد.
وتمتلك الجزائر حدوداً برية يبلغ طولها قرابة الألف كلم مع ليبيا، وهي مغلقة منذ مايو/أيار 2014، بسبب تردي الأوضاع الأمنية في الدولة الجارة، غير أن السلطات الجزائري تقول إنها بقيت مفتوحة فقط أمام الحالات الإنسانية.
وكان ناشطان في مجال الإغاثة الإنسانية يعملان على الحدود الجزائرية الليبية، تحدثا، قبل أيام، حول بدء السلطات الجزائرية، بالتحضير، للتعامل مع تداعيات تدخل عسكري خارجي محتمل ضد تنظيم "داعش" في ليبيا، عبر توفير مساعدات لاستقبال لاجئين محتملين على أراضيها.
