هيرتسوغ يواصل الترويج لخطة الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين
هيرتسوغ يواصل الترويج لخطة الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيينهيرتسوغ يواصل الترويج لخطة الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين

هيرتسوغ يواصل الترويج لخطة الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين

يواصل يتسحاق هيرتسوغ، زعيم جناح المعارضة بالكنيست الإسرائيلي، ومن يقف على رأس تحالف "المعسكر الصهيوني"، حملته الرامية لإقناع العالم بخطته التي تستهدف الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين كحل بديل للدولة الفلسطينية، وهي الخطة التي كان قد عرضها على الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند مؤخرا، ولاقت ردود فعل متباينة على صعيد السياسة الداخلية الإسرائيلية.

وتتحدث وسائل الإعلام العبرية عن لقاء جمع بين هيرتسوغ وبين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في روما، ومحاولات قام بها زعيم جناح المعارضة بالكنيست لإقناع المسؤول الأمريكي الكبير بتلك الخطة الخلافية، التي ترى مصادر داخل حزب "العمل" نفسه، والذي يتزعمه "هيرتسوغ" أنها نهاية لحل الدولتين، وتحول جذري في موقف من يقود جناح المعارضة، وينتقد يوميا سياسات الحكومة اليمينية الدينية، التي أدت إلى جمود المفاوضات السياسية وتصاعد حدة العنف بالأراضي المحتلة.

وطلب هيرتسوغ من وزير الخارجية الأمريكي ممارسة ضغوط على جميع الأطراف بهدف تنفيذ خطة الفصل، ومن أجل طرح تلك الخطة على المؤتمر الدولي للسلام بين إسرائيل وجيرانها، زاعما أنه في "حال أراد الجانب الأمريكي النجاح في خلق أفق سياسي حقيقي، عليه أن يقوم بخطوات دراماتيكية صوب حل الفصل، لأن إسرائيل لا يمكنها أن تنتظر مفاوضات طويلة الأمد"، على حد قوله.

وبحسب تقرير للموقع الإلكتروني للقناة الإسرائيلية العاشرة، فقد تلقى كيري تلك المبادرة بالترحاب، واعتبرها جزءا من الخطة التي سيقترحها على "مؤتمر الأمن الإقليمي" بين مصر والأردن وإسرائيل ودول أخرى، وهو المؤتمر الذي يعمل وزير الخارجية الأمريكي على عقده.

وطبقا للموقع، فقد أبلغ زعيم المعارضة الإسرائيلية الوزير الأمريكي أن الوضع الأمني الحالي لا يمكنه أن يستمر، وأنه ينبغي القيام بخطوات على الأرض وبشكل صارم، مشيرا إلى أن "خطة الفصل هي الطريق الوحيد لإحداث حراك وتقدم صوب حل الدولتين مستقبلا وليس الآن"، مدعيا  أن "الإسرائيليين يقتلون وأنه يتحتم على الجميع البدء بخطوات للفصل، تقوم على أسس واقعية وتقود في نهاية المطاف إلى إمكانية الحديث عن حل الدولتين ونهاية النزاع".

وتابع أنه على الأمريكيين العمل سريعا من أجل عقد مؤتمر الأمن الإقليمي بمشاركة دول عربية معتدلة، قبل نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما، معتبرا أن هذا المؤتمر "يعتبر حيويا للغاية لملف مكافحة الإرهاب ووقف التطرف الإسلامي الذي يهدد العالم الغربي بأسره، ويهدد الشرق الأوسط بوجه خاص"، على حد تعبيره.

وتقوم الخطة التي يتبناها هيرتسوغ على فصل الكتل الاستيطانية اليهودية عن الأراضي المحتلة بشكل فوري، واستكمال بناء جدار الفصل حول الكتل الاستيطانية تلك، وفصل القرى والبلدات الفلسطينية عن القدس المحتلة، ومنح الفلسطينيين حرية الحركة والإدارة في المناطق الخاضعة للسلطة، بهدف تهدئة الأوضاع المتوترة.

وكان هيرتسوغ، قد عرض تلك الخطة على الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، خلال لقاء جمع بينهما في قصر الإليزيه الشهر الماضي، وطلب منه التوقف عن اتخاذ قرارات لصالح الفلسطينيين على حساب إسرائيل، ولا سيما القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي مؤخرا بالتعاطي مع إسرائيل والمستوطنات بالأراضي المحتلة ككيانين منفصلين.

واقترح هيرتسوغ على أولاند حل الفصل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وقال إن "السعي نحو دولة فلسطينية حاليا يضر بشدة ولا يخدم تلك الخطة، لأنه من غير الممكن حاليا الحديث عن دولة فلسطينية في حين أنه لا توجد سيطرة فعلية للسلطة على كامل الأرض"، مضيفا أنه ينبغي أولا الفصل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن هذا هو المحور الأهم الذي ينبغي أن يعمل عليه الجميع، على أن يتبع هذا الفصل خطوات أمنية واقتصادية من شأنها أن تحدث تهدئة في المنطقة وتعزز الشعور بالأمن.

واعتبر المعارض الإسرائيلي المفترض أن عدم الفصل بين الجانبين يخلق بؤر توتر وكراهية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويقوض أي فرص للتسوية، مطالبا الرئيس الفرنسي ودول الاتحاد الأوروبي والعالم بتغيير مسار العمل في هذا الشأن، والتعامل بواقعية مع مجريات الأمور، معتبرا أن العمل على الفصل بين الجانبين هو هدف المرحلة الحالية من وجهة نظره.

وفي المقابل، وصفت عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش، الرئيسة السابقة لحزب "العمل"، ما دار خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيس الفرنسي وزعيم المعارضة بالكنيست بـ"العار"، وشنت هجوما حادا ضد مواقف "هيرتسوغ"، الذي يرأس الحزب الذي تنتمي إليه وتمثله بالكنيست ضمن تحالف "المعسكر الصهيوني"، وقالت إن ما حدث في قصر الإليزيه يعني أنه "لا وجود للمعارضة في إسرائيل، وأنه في حال كانت هناك معارضة، فإنها حتما ليست الممثلة حاليا بالكنيست".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com