معركة الكراسي الموسيقية في لعبة الرئاسة اللبنانية
معركة الكراسي الموسيقية في لعبة الرئاسة اللبنانيةمعركة الكراسي الموسيقية في لعبة الرئاسة اللبنانية

معركة الكراسي الموسيقية في لعبة الرئاسة اللبنانية

شهدت الحياة السياسية اللبنانية مؤخراً، انقلاباً جذرياً في التحالفات الحزبية وخلطاً للأوراق التي ظلت تحمل صوراً ثابتة لفترة ما للمرشحين الرئاسيين المحتملين للبنان.

وجاء ترشيح قائد حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، للنائب ميشيل عون للرئاسة كأبرز انقلاب على الساحة اللبنانية، وهو الموقف الذي برره جعجع بلغة الأرقام، حيث أشار إلى أن حظوظ عون لرئاسة لبنان هي الأعلى.

وبحسبة جعجع، فإن عون يضمن 57 صوتاً من ترشيح فريق "8 آذار له"، وبإضافة أصوات حزب "القوات" مع بعض المستقلين الداعمين لعون، سيحصل العماد على 68 إلى 70 صوتاً من أصل 128 صوتاً في البرلمان".

تلك النظرية "الجعجعية" دفعت كثير من المراقبين للسؤال عن الثمن الذي تقاضاه زعيم "القوات" أو الجائزة التي سيحظى بها حال فوز عون بالكرسي الرئاسي، نظراً لكون التحول السياسي الذي أقدم عليه جعجع، لن يكون مجانياً بأي شكل من الأشكال.

وحاول عون التغطية على تلك النظرية "التآمرية"، بالتأكيد على أن التقارب المسيحي المسيحي كان يمهَد له منذ أكثر من عام، وقال: "ترشيح جعجع لي ليس ردة فعل على مبادرة الحريري، الكلام بيننا عن هذا الموضوع يعود تقريباً إلى سنة عندما بدأ التقارب"، واصفاً اللقاء مع "القوات" بالمهم للمسيحيين كافة وأهم من الانتخاب، على حد وصفه.

ويؤكد مراقبون أن جعجع الذي كان حليفاً لـسعد الحريري انقلب عليه مؤيداً عون، بعد المبادرة التي خرج بها الحريري وحمل من خلالها لواء ترشيح رئيس حزب "المردّة" سليمان فرنجية رئيساً للبنان، وهو ما اعتبره جعجع طلاقاً سياسياً مع الحريري الذي كان يعول عليه في طموحه السياسي نحو الرئاسة، ولو من باب أحلام اليقظة السياسية.

وتشير التقارير إلى أن الصراع الحزبي على رئاسة لبنان، صعد لمستوى أكبر من البلد، الأعقد سياسياً على مستوى العالم، حيث أن تحالف "الحريري – فرنجية" المرضي عنه سعودياً وأمريكياً يواجه تحدياً كبيراً من تحالف "جعجع – عون" المدعوم من حزب الله وإيران، وهو ما يفرض تساؤلات جمة حول المرشح الذي سيحجز الكرسي في نهاية المطاف.

وتتمثل المعضلة الأساسية في التحالفين في الدعم السوري لفرنجية صديق الرئيس بشار الأسد من ناحية، والذي يقابله دعم "حزب الله" اللبناني، حليف الأسد، للمرشح المسيحي عون المنافس لفرنجية، وهو الأمر الذي يعقد المسألة أكثر مما تحتمل ويصعّب على المتابعين فهم حقيقة خارطة التكتلات والتحالفات التي يتم رسمها بناء على مصالح كل فريق في لبنان.

ويقول مراقبون إن الخلط الشديد في أوراق وتحالفات المرشحين يشير إلى أن الدور السوري بات دوراً هامشياً وموزعاً بين أطراف محلية بحيث بات الحسم في أية انتخابات رئاسية منتظرة لصندوق الانتخابات لا الدعم الخفي من وراء الستار.

وتثور التساؤلات عن خفوت نجم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي مثّل لفترة قريبة حلقة الوصل بين كافة أطراف التناحر السياسي في لبنان، حيث رجح محللون أنه خرج من اللعبة بعد تبدل التحالفات الحزبية، وبات يمارس حالياً سياسة "الصمت المطبق" حيال هذا التطور الكبير.

ويرى آخرون أنه كان المخطط لمبادرة ترشيح فرنجية وكان يتوقع اكتساحها في الساحة السياسية قبل تبدل الأدوار، إلا أنه وبمجرد الإعلان عن تحالف جعجع وعون وتراجع الحريري عن الحديث بالنبرة القوية الواثقة عن ترشيح فرنجية كالسابق، آثر الجلوس إلى جوار المشاهدين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com