العراق محور صفقة أمريكية إيرانية مقابل الاتفاق النووي‎
العراق محور صفقة أمريكية إيرانية مقابل الاتفاق النووي‎العراق محور صفقة أمريكية إيرانية مقابل الاتفاق النووي‎

العراق محور صفقة أمريكية إيرانية مقابل الاتفاق النووي‎

يرى محللون وخبراء، أن صفقة إيرانية أمريكية كانت وراء تمرير الاتفاق النووي وما ترتب عليه من رفع للعقوبات الدولية عن طهران على خلفية برنامجها النووي، وأن العراق هو محور تلك الصفقة.

وتتحدث تسريبات إعلامية، عما وصف برضوخ إيران لبعض الطلبات الأمريكية في العراق، الذي تتحكم طهران بمجريات الأحداث السياسية والأمنية فيه، منها عودة الولايات المتحدة للعراق بقواعد عسكرية ثابتة في المناطق السنية التي تعاني من سطوة داعش، لا سيما مع تنامي الدور الروسي في المنطقة من خلال البوابة السورية.

وبحسب باحثين، فإنّ أمريكا التي انكفأت مبدئياً في سوريا بعد التدخل الروسي وإقامة قواعد عسكرية روسية (قالت موسكو إنها ثابتة بعد نشرها لمنظومة صواريخ "أس 400" داخل الأراضي السورية) أصبحت بحاجة ماسة لتواجد عسكري على الأرض في الجوار السوري وتحديداً في الرمادي العراقية وعلى حدود الموصل الشمالية.

ويقول مراقبون إنّ الولايات المتحدة التي تأخرت في دعم حكومة العبادي ضد تنظيم داعش كانت لديها أسباب استراتيجية عديدة، منها رغبة واشنطن بتلقين العراق درساً لرفضه إقامة  قواعد عسكرية أمريكية على أرضه، وسعيها إلى إبراز ضعف المجهود العسكري الإيراني وعجز طهران وبغداد عن إيجاد قوة نارية جوية واستخباراتية لاحتواء تقدم داعش، ورغبتها في رضوخ الإرادة العراقية لكل طلباتها التي ستأتي لاحقاً.

وواشنطن التي تعمدت إغماض عين واحدة عن سوريا فتحت كلتا عينيها على العراق الذي تعتبره الإدارة الأمريكية "خطاً أحمر" كما يقول المحللون، ولذا فإن الأعضاء البارزين في الإدارة الأمريكية السياسية والعسكرية سارعوا إلى تهديد العبادي بعواقب وخيمة إذا سمح لروسيا بالدخول إلى بلاده. وفي الأثناء، احتفظت الولايات المتحدة في نفس الوقت بورقة كردستان التي عادت للحديث عن استفتاء كردي للانفصال عن العراق وورقة التواجد التركي في الشمال كواقع مؤجَل البحث فيه، إلى حين خروج إيران وانحسار أدواتها داخل الإدارة العراقية.

ويقول الباحث في الشأن السياسي، مازن محمد مصطفى: "لو قرأنا المعطيات بصورة أعمق لوجدنا أن الولايات المتحدة وبعد رفع العقوبات عن إيران، قامت مباشرة بإرسال نحو 1800 جندي أمريكي لقاعدة البغدادي العسكرية في الأنبار، كما أعلنت الحكومة الأمريكية عن موافقتها على صفة سلاح بملياري دولار مع بغداد ما يتطلب إقامة قواعد ثابتة وتواجد أكثر من 400 عسكري أمريكي بشكل ثابت على الأراضي العراقية".

وكانت واشنطن طالبت بتغيير قيادات في مليشيات "الحشد الشعبي" وتعيين آخرين "تستطيع التفاهم معهم" كمفاتيح في الدولة وأجهزتها العسكرية.

وطلبت من العبادي إزاحة "الحشد الشعبي" ومنعه من دخول الأنبار والموصل لاحقاً، في انتظار أن يعلن قريباً عن إنشاء الحرس الوطني أو قوة مشابهة بهدف دمج كل أفراد الحشد الشعبي وضباطه ضمن المؤسسات الأمنية والعسكرية، على النحو الذي ينهي نفوذ إيران العسكري عن طريق المجموعات الموالية لها، وإلا اعتُبرت تلك المجموعات خارجة عن القانون إذا رفضت حلّ نفسها والاندماج في تشكيلات تحت لواء الشرعية العسكرية، كما تشير مصادر سياسية.

ويبدو أن إيران أذعنت للصفقة الأمريكية في مقابل رفع العقوبات عنها وسارعت إلى تهدئة قياداتها "المليشياوية" الغاضبة من عدم إشراكها في معارك الأنبار، إلا أنها منحتهم الضوء الأخضر للسيطرة على ديالى الحدودية مع إيران، بدلاً من الأنبار لحساسية حدودها مع السعودية والأردن، الأمر الذي تسبب بحسب مراقبين في عودة الصدامات الطائفية في المقدادية وأجزاء من ديالى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com