دعوات إسرائيلية لاستغلال الأزمة السعودية الإيرانية بالتقارب مع الرياض
دعوات إسرائيلية لاستغلال الأزمة السعودية الإيرانية بالتقارب مع الرياضدعوات إسرائيلية لاستغلال الأزمة السعودية الإيرانية بالتقارب مع الرياض

دعوات إسرائيلية لاستغلال الأزمة السعودية الإيرانية بالتقارب مع الرياض

ينظر خبراء إسرائيليون إلى الأزمة السعودية الإيرانية، على أنها تحمل فرص جيدة بالنسبة لإسرائيل، حال أمكن استغلالها، في التقارب مع المملكة، وبناء علاقات استراتيجية معها بشكل غير مسبوق.

وعلى الرغم من الآراء الإسرائيلية التي تحدثت عن مخاوف من تداعيات تلك الأزمة، بيد أن الخبير في الشؤون الدبلوماسية بجامعة تل أبيب "عومير دوستري"، يرى أن إعدام رجل الدين الشيعي، "نمر باقر النمر"، وما أعقبه من توتر، بلغ مداه في قطع العديد من الدول علاقاتها الدبلوماسية والتجارية بطهران، لكن هذه التطورات تنذر من وجهة نظره بـ"توسيع الصدع في العلاقات بين العالمين السُني والشيعي"، وهو ما يمكن لإسرائيل استغلاله، مثلما يعتقد.

ويرى "دوستري" أن التصعيد بين الرياض وطهران، وبلوغه مستويات أكثر خطورة هو مسألة وقت فحسب، واصفاً العلاقات بينهما في الأساس بأنها "حرب باردة" مستمرة منذ سنوات طويلة، وأن ما زاد من حدة التوتر بين البلدين هو "تقدم طهران في تجاه تطوير قدرات نووية عسكرية، وتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن الرياض لصالح تقاربها مع طهران".

وتابع الخبير الإسرائيلي أن الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه بين إيران والدول الست الكبرى، في تموز/ يوليو 2015، جاء بمثابة "صب الزيت على نيران التوتر المتأججة"، وزاد من مخاوف الرياض بشأن "العدوان الإيراني الإمبريالي"، على حد وصفه.

وفضلا عن ذلك، أضيفت الحرب الأهلية السورية إلى أسباب التوتر بين البلدين، حيث "تتدخل إيران منذ سنوات لصالح نظام بشار الأسد في دمشق، الذي يعتبر حليفاً أساسياً لها، وجزءاً لا يتجزأ من المحور الشيعي، الذي يضم أيضاً حزب الله في لبنان، فيما تعمل المملكة العربية السعودية على إسقاط الأسد، وتدعم بعض الجماعات المعارضة لنظامه".

 ويعتبر الخبير الإسرائيلي أن "العداء بين البلدين بلغ مداه حين قام الحوثيون بالانقلاب على الشرعية وأسقطوا نظام الرئيس عبد ربه منصور هادي، ما تسبب في إعلان المملكة عن عمليات عسكرية ضد المتمردين، على رأس ائتلاف مازالت تقوده".

ويدعي "دوستري" أن الحرب الباردة التي يتحدث عنها، بين المملكة العربية السعودية والبلد الفارسي، تسببت في تقارب كبير بين إسرائيل والسعودية ودول خليجية أخرى، لا سيما وأن الدول التي يتحدث عنها لديها تقابل مصالح مع إسرائيل، وبالأخص في مسألة العداء لإيران.

ودلل الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدبلوماسية على روايته - التي لا تجد سنداً سعودياً أو خليجياً قاطعاً- على مقابلة أجراها "دوري جولد" الذي يشغل منصب مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، مع "أنور عشقي"، رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية" في جدة، معتبراً أن "عشقي" لديه صلات واسعة مع الأسرة الحاكمة بالسعودية، فضلاً عن تصريحات عديدة يبدو وأنها تدل على علاقات وراء الكواليس بين البلدين.

تجدر الإشارة إلى أن "عشقي" نفسه كان قد أكد أن اللقاء الذي عقد في تموز/ يوليو 2015 على هامش ندوة عقدت في واشنطن، نظمها المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية، "لا يعني تطبيعاً سعودياً مع إسرائيل"، بيد أن اللقاء شهد تأكيداً من الاثنين بأن "هناك مصالح مشتركة لإسرائيل والسعودية في مواجهة إيران".

ويعتقد "دوستري"، أن جولة التوتر الحاد حالياً بين الرياض وطهران تحمل فرصاً كبيرة لإسرائيل على صعيد المصالح الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية، معبراً عن ظنه بأن "التعاون بين البلدين سيشكل توازناً كبيراً مقابل السياسات الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي تميل بكل وضوح لصالح طهران".

ويرى الخبير الإسرائيلي أن التعاون الإسرائيلي مع واحدة من أكبر الدول العربية وأكثرها ثراءً، يصب في صالح المصلحة الاستراتيجية العليا لبلاده، ويشكل عموداً فقرياً في مواجهة الانحياز الأمريكي لصالح إيران، ويخلق حالة من الردع الحقيقي للبلد الفارسي، داعياً دوائر صناعة القرار في إسرائيل إلى استيعاب طبيعة ما يدور حالياً، واستغلال الأزمة الإيرانية – السعودية في التقرب للأخيرة، ما سيحقق لإسرائيل "من وجهة نظره" مصلحة استراتيجية عليا.

إلا أن تشابه الموقف السعودي والإسرائيلي بشأن إيران لا يعني بالضرورة تكرار الأمر في ملفات أخرى، حيث ترفض الرياض بشدة جميع صور الانتهاكات الإسرائيلية ومواصلتها احتلال الأراضي العربية وقمع الشعب الفلسطيني.

وفضلا عن ذلك، رفضت تل أبيب اليد العربية التي امتدت إليها عام 2002، إبان طرح الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، مبادرة للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، تقوم على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين، وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، غير أن دوائر صناعة القرار الإسرائيلية رفضتها واعتبرتها خطراً يهددها حال أقدمت على تبنيها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com