عام 2015.. الأكثر دموية في ليبيا
عام 2015.. الأكثر دموية في ليبياعام 2015.. الأكثر دموية في ليبيا

عام 2015.. الأكثر دموية في ليبيا

عام 2015 كان دموياً في ليبيا بشكل رهيب، بل يعتبر أسوء الأعوام، التي عاشتها ليبيا بعد ثورة فبراير، التي أطاحت بحكم العقيد القذافي الذي استمر 42 عاماً.

وفي هذا العام، تمكن تنظيم داعش المتشدد من التمدد في عدة مناطق من البلاد، وأدى ذلك إلي توسع البؤر الإرهابية، وتنامي التفجيرات والحوادث والاغتيالات واحدة تلو الأخرى.

ويرى محللون مهتمون بالشأن الليبي، إن عام 2015 كان بكل المعايير أسوأ عام في تاريخ البلاد الحديث، ففيه تكرس انقسام البلاد بين حكومتين وبرلمانين وعدة فرق من الميليشيات المسلحة، بالإضافة تنظيم "داعش" الذي أصبح أمراً واقعاً.

وقد تسبب الحضور الضعيف للسلطات الشرعية بسيطرة التنظيم على عدة مناطق في ليبيا، من أهمها سرت والتي أصبحت قاعدة له، كما أن وجود أكثر من 1700 فردا من المليشيات المسلحة في طرابلس ومصراته والزاوية، تتحكم بهذه المناطق والحدود المشتركة مع تونس.

و بدأ التنظيم الإرهابي في 27 يناير 2015 بهجوم على فندق في طرابلس بليبيا، خلف 10 قتلى، من بينهم 5 أجانب. كما قام التنظيم في 15 فبراير 2015 بأبشع عملياته، حين بث مقطع فيديو لعملية قطع رؤوس 21 قبطيا مصريا في ليبيا، ولاقت هذه العملية موجة غضب عالمية.

وفي 20 فبراير من نفس الشهر، تبنى التنظيم الإرهابي داعش أو ما يطلق على نفسه "ولاية برقة"، الهجمات التي هزت مدينة القبة شرقي ليبيا، وقتل40 شخصا على الأقل، وأصيب أكثر من 75 آخرين، إثر انفجار 3 سيارات مفخخة، هزت في وقت متزامن 3 مواقع حيوية في القبة، حسب ما أفادت مصادر طبية في مستشفى البيضاء.

في شهر إبريل تنامت العمليات الإرهابية، التي قام بها تنظيم داعش، حيث قتل داعش أربعة أشخاص وأصيب العشرات في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، استهدف نقطة تفتيش شرق مصراته غرب ليبيا، أعقبه في أبريل هجوم انتحاري بسيارة مفخخة علي بوابة "الكراريم" أسفر عن مقتل المهاجم وعدة افراد من مليشيا تحرس البوابة.

وفي 13 من نفس الشهر، استهدف مجهولون دورية عسكرية في مصراته، تابعة لميليشيات "البركان"، وهي أحد مكونات فجر ليبيا شرق العاصمة، وأدى الحادث إلى مصرع 7 عناصر من الميليشيات. كما عثر في نفس اليوم، على جثث 6 عاملين في "قناة برقة" قتلوا ذبحا قرب مدينة  درنة، على أيدي عناصر من تنظيم داعش، وبين القتلى الليبيين، مصور من جنسية مصرية، وهؤلاء تم اختطافهم منذ شهر أغسطس 2014.

درنة

وفي 12 أغسطس، قتلت طفلتان ووالدهما في قصف صاروخي لتنظيم داعش على حي الساحل الشرقي بمدينة درنة. كما عُثر يوم 14 من نفس الشهر علي 12 جثة مصلوبة ومفصولة الرأس بساحة أحد مدارس مدينة سرت، وهم خليط بين رجال و نساء و أطفال.

و قام التنظيم المتشدد في مدينة سرت بإعدام 4 أشخاص في نهاية نفس الشهر، وأظهر تسجيل مصور نشره داعش مسلحين يطلقون النار على رجل يرتدي ملابس برتقالية بعد أن علقوه على ما يشبه صليبا خشبيا، وترك جسده بعد ذلك كتخويف للسكان، وتم التعريف بالرجل في التسجيل المصور على أنه جاسوس لجماعة فجر ليبيا.

وفي أول سبتمبر قتل 5 من قوات الحكومة الليبية، في انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم في بنغازي شرق البلاد، أعقبه في اليوم التالي مقتل 8 جنود وجرح آخرين في بنغازي علي اثر هجوم مباغت نفذه مقاتلين من تنظيم داعش

وفي منتصف الشهر ذاته، أعلن تنظيم داعش في تسجيل مصور نشره، أنه أعدم شخصا يحمل الجنسية التونسية، بعدما زعم أنه تجسس على عناصره في مدينة بنغازي الليبية لصالح قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا.

وفي 18 سبتمبر، صرح مسؤول بأحد المليشيات المسيطرة على مطار معيتيقة في العاصمة الليبية، أن مجموعة مسلحة هاجمت السجن الواقع بهذه القاعدة الجوية في محاولة لتحرير سجناء، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصر مليشيا تسيطر على القاعدة الجوية.

في 16 أكتوبر قصف داعش أحياء سكنية في مدينة بنغازي الليبية، ما خلف ثلاثة قتلى. وفي نفس الشهر قتل 5 أشخاص بينهم اطفال واصابة ثلاثة اخرون بجروح اثر سقوط قذيفة على حي سكني في وسط مدينة بنغازي في شرق ليبيا.

ختامه دم

وفي أول ديسمبر الجاري قتل "علي الثمن"، آمر غرفة عمليات الكرامة بمدينة بنغازي متأثرا بجراحه، إثر انفجار لغم أرضي نُقل على إثره إلى مستشفى المدينة حيث توفي.

ونشر تنظيم داعش في نفس الشهر،  مقطع فيديو يظهر فيه أحد عناصر التنظيم، وهو يذبح أشخاصا من مدينة سرت، وذلك بعد أن وجه لهم تهما "تستوجب قطع الرأس"، من ضمنها "شرب الخمر والزنا"، بحسب ما أعلنه التنظيم المتطرف.

وفجر مجهولون يوم 19 ديسمبر الجاري، مقر الاستخبارات بمدينة صبراتة غرب العاصمة طرابلس، ما أدى إلى جرح 3 من حراس المبنى.

ولقي اليوم 31 ديسمبر، جمال الحسناوي، حارس الأمن المكلف بحراسة وكيل وزارة الخارجية الليبية، وزوجة أخيه مصرعهما، وأصيب عمه في طريق عودتهم إلى بنغازي قادمين من الشاطئ جنوب غرب ليبيا، جراء إطلاق النار عليهم من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي عند نقطة استيقاف بوابة في النوفلية.

رؤوس كبيرة قتلت

ومن الناحية الأمنية، فقد نجحت قوات الأمن بقيادة اللواء خليفة حفتر، على مدار العام في القضاء على عدة قيادات إرهابية والحد من قوتهم على الأرض بشكل كبير، ففي21 مارس أكد مصدر عسكري بالجيش الليبي مقتل القيادي المتشدد صلاح البركي، أحد أبرز قادة ميليشيات "فجر ليبيا".

وفي 16 أغسطس، لقي نجل الشيخ  أبوزيد حمزة، زعيم أنصار السنة المحمدية بالسودان، مصرعه بمعارك دارت في مدينة سرت الليبية، طبقا لما نشرته مواقع إلكترونية تتبع للتيارات المتشددة، وأكد تنظيم داعش فرع ليبيا مقتل "أبوفارس السوداني" عبدالإله أبوزيد محمد حمزة في مواجهات عسكرية .

وفي 25 أكتوبر، قتل المسؤول العسكري لتنظيم أنصار الشريعة "القاعدة" منصور الشعلالي المكني بـ"هارون" بعد اشتباكات مع قوات الجيش الليبي ببنغازي.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في نفس الشهر، أن زعيم تنظيم داعش في ليبيا العراقي "أبو نبيل"المعروف أيضا بـ"وسام نجم عبد زيد الزبيدي" قتل في غارة أمريكية، كما قتل في الشهر ذاته المسؤول الإعلامي لتنظيم "داعش" بليبيا "أبو عبدالله الأنصاري" في غارة جوية  ضمن ثلاثة قتلى قضوا خلال الغارة.

أعلن تنظيم أنصار الشريعة بمدينة درنة شرقي البلاد، في ذات الشهر عن مقتل زعيمه "حميد الشاعري" في غارة جوية ليبية.

وفي يوم 30 ديسمبر، قام عنصرين من تنظيم "داعش" بتسليم نفسيهما لشورى مجاهدي درنة، وذلك بعد تضييق الخناق عليهما من قبل قوات الجيش الليبي.

ومن خلال هذه الأحداث وبعض الأحداث الأخرى، التي لا يتسع المجال لرصدها جميعا، نجد أن عام 2015 كان الأسوء ، رغم أن عام 2014  هو الآخر كان يعج بأحداث الاغتيالات.

ويأمل الليبيون، أن تكون بداية عام 2016 مختلفة وأكثر هدوءً على المستوى الأمني، وأكثر استقرارا على الصعيد السياسي والاقتصادي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com