"نحن الجزيرة".. حلقات تلمّع صورة القناة بلسان مذيعيها
"نحن الجزيرة".. حلقات تلمّع صورة القناة بلسان مذيعيها"نحن الجزيرة".. حلقات تلمّع صورة القناة بلسان مذيعيها

"نحن الجزيرة".. حلقات تلمّع صورة القناة بلسان مذيعيها

تزامنا مع الذكرى العشرين لتأسيس "الجزيرة"، أطلقت القناة حملة باسم "نحن الجزيرة"، تتضمن، بحسب القناة، "سلسلة من المبادرات الهادفة إلى تشجيع الحوار وإعلاء قيم الاحترام والتسامح تجاه الآراء المختلفة".

ولعل أبرز ما تتضمنه هذه المبادرة هو انجاز حلقات تلفزيونية تستعرض قصص بعض الذين ساهموا في رواج القناة، ورافقوا البدايات، وهم لا زالوا يواصلون عملهم من أمثال محمد كريشان وفيروز زياني وخديجة بن قنة وجمال ريان...وسواهم.

في هذه الحلقات لا يكون المذيع ناقلا للخبر، ولا محاورا للضيف، بل هو يتحول إلى موقع الضيف وعليه أن يجيب على أسئلة تدور في أذهان المشاهد الذي سيتعرف، هنا، على الوجه الآخر لشخصيات تحولت إلى "نجوم"، تمتلك سطوة وحضورا.

يروي أبطال هذه الحلقات محطات عدة في حياتهم. يعودون إلى البدايات وذكريات الطفولة والأسرة، وإلى سنوات الصبا، إذ تظهر الحلقات جوانب خفية عن وجوه باتت مألوفة على الشاشة، غير أن لها أرشيفا يجهله الكثيرون. أرشيف يتضمن المشقات والخيبات والهموم مثلما ينطوي على لحظات البهجة والمرح والاندفاع.

وفي موازاة تسليط الضوء على الجانب الشخصي، تتوقف الحلقات كذلك عند السيرة المهنية لكل مذيع، وكيف أغرتهم مهنة المتاعب، والمؤهلات التي حصلوا عليها، والصدف التي قادتهم إلى استوديو الجزيرة.

سنعثر خلال الحلقات على مشاهد إنسانية مؤثرة، وعلى لحظات مؤلمة وحزينة، وكذلك على مواقف طريفة وحكايات محببة. وكل ذلك نراه في منزل الضيف، إذ تقترب الكاميرا من الحياة اليومية للمذيع، وتظهر اهتماماته ومشاغله، وهواياته، وتنبش الذكريات القديمة سواء عبر مقاطع فيديو أو صور فوتوغرافية...وكل ذلك مقرون بحديث هو أقرب إلى البوح والمكاشفة.

ورغم الاقرار بأن هذه الحلقات أنجزت باحترافية، وتتضمن مادة جذابة، لكن لا يمكن أن نتجاهل "انحياز" القناة إلى مذيعيها، في محاولة لاستثمار هذه القصص لتمليع صورتها، وهو ما يحول الحلقات إلى مادة "دعائية ترويجية"، تكاد تقترب من برومو الأفلام والمسلسلات التي تختار أجمل اللقطات، سعيا لاستمالة المشاهد.

ولا بد من الإشارة إلى أن القناة، وبمعزل عن خطابها الإعلامي، حققت رواجا واسعا، وهذه الحلقات تكشف عن جانب من اللعبة الإعلامية التي باتت القناة تتقنها جيدا وسط فضاء البث المفتوح، فلا يخفى على المتابع أن هذه الحلقات تحمل "مديحا وثناء" فاقعين، ومَنْ غير العاملين في الجزيرة يستطيعون التصدي لهذه المهمة؟

لن نسمع خلال الحلقات شيئا عن الرقابة، ولا عن القيود والضوابط التي تتحكم في السياسة التحريرية القناة، فكل ما يقال هنا، هو، بالضرورة، إشادة بالمحطة. لكن ثمة خفايا لم نجدها في حلقات "نحن الجزيرة"، وهو ما قد يشجع قنوات أخرى لإعداد حلقات بعنوان، "هم الجزيرة"، على سبيل المثال، عندئذ، سنسمع قصصا مختلفة حتى يكتمل المشهد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com