تحديات جمة تنتظر مصر في عام 2016
تحديات جمة تنتظر مصر في عام 2016تحديات جمة تنتظر مصر في عام 2016

تحديات جمة تنتظر مصر في عام 2016

تستقبل مصر العام الجديد «2016» بأربعة تحديات، بعضها ممتد من العام الجاري، وهو ما يُمثل اختبارًا صعبًا أمام السلطات، بعدما نجحت في اجتياز عدة اختبارات شاقة، خلال العام 2015.

يفتح العام الجديد أبوابه على اختبار صعب، أمام السلطات المصرية، في ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، والتي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، في أعقاب انتفاضة شبابية بدأت من مواقع التواصل الاجتماعي.

حركات شبابية ومعارضون للنظام، أعلنلوا نيتهم تنظيم احتجاجات خلال الذكرى، استبقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بقوله في خطاب بذكرى المولد النبوي، إنه مستعد للرحيل حال طالب كل الشعب بذلك، بخلاف مطالبة بعض المجموعات المعينة، واصفًا رغبتهم في القيام بثورة بذكرى 25 يناير بأنها محاولة لتدمير البلد، قائلاً: «لماذا تطالب مجموعة بثورة جديدة في 25 يناير؟، هل تريدون أن تضيعوا البلد وتدمروا الناس والعباد، وأنتم لستم بحاجة لأن تنزلوا؟".

الاختبار الأكثر خطورة، يتمثل في استغلال الجماعات الإرهابية لغضب بعض الحركات المعارضة، والقيام بأعمال إرهابية تُعرِّض البلد لمخاطر مواجهات أهلية، بينما تعكف الأجهزة الأمنية لوضع خطط أمنية محكمة لإخراج ذكرى الثورة دون تصعيد.

يمتد الصداع المزمن الذي سببته أزمة سد النهضة الإثيوبي إلى العام الجديد، بعدما قطع أشواطًا من المفاوضات الشاقة، التي لم تثمر عن نتائج ملموسة حتى الآن، سوى وعود شافهية واتفاقيات بدأت بإعلان المبادئ في الخرطوم مارس الماضي.

ووقع وزراء الخارجية والري في كل من السودان ومصر وإثيوبيا، في ختام اجتماعاتهم  بالخرطوم، مساء أمس الثلاثاء، على وثيقة تضمنت عددًا من اﻻتفاقات بخصوص «سد النهضة»، وصفها وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور بـ«التاريخية".

وكانت مصر والسودان وإثيوبيا، قد وقعت في مارس الماضي وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في الخرطوم، تعني ضمنيًا الموافقة على استكمال إجراءات بناء السد مع إقامة دراسات فنية لحماية الحصص المائية.

تدخل القضية منعطفًا جديدًا خلال العام الجديد، بالتزامن مع قيام إثيوبيا السبت الماضي بتحويل مجرى النيل ليمر عبر سد النهضة للمرة الأولى، وذلك بعد الانتهاء من إنشاء أول 4 مداخل للمياه وتركيب مولدين للكهرباء، في ظل تسريع الإنشاءات وتباطؤ المفاوضات.

وتسيطر على مصر تخوفات من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة، سيمثل نفعًا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.

ما تزال مصر تجني آثاراً سلبية خلفها حادث الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء، نهاية شهر أكتوبر الماضي، يمتد آثارها إلى العام 2016، في ظل تمسك بعض الدول الغربية، بحظر سفر مواطنيها إلى منتجع شرم الشيخ السياحي، الذي تعتمد عليه الحكومة المصرية لتوفير العملة الصعبة (الأجنبية).

ستحمل الحكومة المصرية على عاتقها على مدار 2016  مهام الخروج بالقطاع الأهم اقتصاديًا من كبوته، من خلال خطط ترويجية، ومن قبلها مباحثات مع الدول الأجنبية، لرفع حظر سفر مواطنيها، بالتوازي مع رسائل طمأنة من الناحية الأمنية.

تدخل الدبلوماسية المصرية اختبارًا جديدًا مطلع العام المقبل، بعدما أعلنت أنها تقدّمت رسميًا بطلب للترشح لعضوية مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الإفريقي، فيما أطلقت حملة ترويجية في إطار سعيها للحصول على مقعد الثلاث سنوات المخصص لإقليم شمال إفريقيا.

النجاح السابق الذي حققته الدبلوماسية المصرية بالحصول على عضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي والتي من المقرر أن تبدأ في يناير 2016، شجّعها لدخول اختبار أفريقي، رغبة منها في استكمال بنية السلم والأمن الإفريقية، وفي مقدمتها تفعيل القوة الإفريقية الجاهزة التابعة للاتحاد الإفريقي بقدراتها الخمس والوصول بهدف مواجهة تحديات السلم والأمن في القارة، خاصة مع مشاركة مصر في القوة الإفريقية للتعامل السريع مع الأزمات (اسيرك).

ومن المقرر انتخاب الأعضاء الخمس عشر الجدد لمجلس السلم والأمن بالكامل، على هامش أعمال الدورة العادية الـ 28 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، المقرر عقدها في أديس أبابا يناير 2016، لكي يبدأ الأعضاء الجدد في تولي مهامهم أبريل 2016.

ويتشكَّل مجلس السلم والأمن الإفريقي، من خمسة عشر عضواً يتم انتخاب عشرة منهم لمدة عامين، وخمسة لمدة ثلاثة أعوام، وذلك على أساس التناوب ووفقاً لمبدأ التمثيل الجغرافي للقارة، على النحو التالي: 4 دول من إقليم الغرب، و3 دول من الشرق، 3 من الوسط، و3 من الجنوب، ودولتان من الشمال.

وسبق لمصر الانضمام إلى عضوية المجلس (مقعد السنتين) للفترتين 2006-2008، و2012-2014 غير أن عضوية مصر في الفترة الثانية لم تكتمل، نظرًا لتعليق عضويتها في الاتحاد الإفريقي في 2013 في أعقاب أحداث يونيو 2013.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com