الجزائر.. إنذار فضائيات متهمة ببث الفتنة والتحريض
أنذرت سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر، اليوم الثلاثاء، القنوات التلفزيونية المملوكة للخواص بسبب بث برامج حوارية تضمنت اتهامات وتشهير بين سياسيين محسوبين على السلطة والمعارضة.
ولاحظت الهيئة المكلفة بمراقبة مضامين الفضائيات، ارتكاب تجاوزات مسّت بالأمن القومي والنظام العام وكرامة الإنسان، وحذرت في بيان تحوز شبكة إرم الإخبارية على نسخة منه، "مجموع هذه القنوات التي تتخذ من السب والشتم والتشخيص مطية لاستقطاب الجمهور وزرع الفتنة بين الجزائريين".
وتعيش البلاد منذ أيام على وقع حروب كلامية اشتعلت في الفضائيات بين نائب رئيس البرلمان الجزائري بهاء الدين طليبة والمعارضة اليسارية لويزة حنون وهي مترشحة رئاسية سابقة نافست الرئيس الحالي بوتفليقة في انتخابات نيسان/أبريل 2019.
وشن المسؤول البرلماني المنتمي لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، هجوماً غير مسبوق على مدير المخابرات السابق الجنرال توفيق و زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي وصفها بأنها دمية سياسية تتحرك بأوامر جهاز الاستخبارات.
و دعا القيادي في مجلس نواب الشعب بهاء الدين طليبة، جهاز القضاء إلى التحقيق في ما وصفه بـ "الفساد والثروات المشبوهة لرئيسة حزب العمال اليساري المعارض"، مدعياً أنه يحوز وثائق ثبوتية وأدلة دامغة تدين هذه السياسية البارزة.
و من جهتها، وصفت السياسية لويزة حنون في تصريحات نقلتها فضائية خاصة، نائب رئيس البرلمان المذكور، بأنه شخص "تافه وبلطجي و مافيوي"، ودعت السلطات إلى معاقبة القنوات التي تبث مضامين "تحريضية تمس بكرامة الإنسان وتسيء لحرية التعبير والصحافة".
وسبق للزعيمة التروتسكية وهي أيضًا نائب بالبرلمان الجزائري منذ عدة سنوات، أن اتهمت نائب رئيس الغرفة التشريعية، بأنه زعيم مافيا سياسية وقائد عصابة مخدرات وهي ترفض المشاركة في جلسات البرلمان بسبب ما تقول إن الأخير "مليء برجال المال الفاسد والثروات المشبوهة".
ودعت سلطة الضبط السمعي البصري إلى "مراعاة أخلاقيات المهنة في كل ما يبث والابتعاد عن أسلوب الاستقطاب خاصة في البرامج الحوارية ذات الطابع السياسي وكذا عدم التحيز إلى طرف دون الآخر مما يؤدي إلى التشاحن والتشنج في الطرح وتشجيع ثقافة العنف اللفظي المرفوض تماما طبقا للتشريعات وقيم مجتمعنا".
وأكدت سلطة الضبط السمعي البصري أنها "لا تسمح بالسب والشتم لأن هذا يتنافى وقاعدة احترام الرأي والرأي الآخر" وألحت على "ضرورة العمل بجد لخلق توازن تام في البرامج سواء من خلال أنواعها أو محتوياتها مع الحرص على تجنب أسلوب الإقصاء بكل أنواعه في محتوى البرامج الحوارية والتفاعلية ذات الطابع السياسي".
