مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة لا تعتقد أن إيران تريد الانجرار إلى حرب شاملة
كشفت مصادر سودانية مطلعة، عن إنشاء معسكرات سرية في أوغندا بإشراف خبراء إيرانيين، لتجنيد لاجئين سودانيين في صفوف قوات الجيش السوداني، بعد أن يتم انتقاؤهم وفق معايير محددة.
وقالت المصادر في تصريحات ادلت بها لـ"إرم نيو" إن هناك أشخاصا في السفارة السودانية بالعاصمة الأوغندية كمبالا، تكمن مهامهم في انتقاء شباب ومراهقين سودانيين، تتراوح أعمارهم بين 14 حتى 26 سنة، لإرسالهم إلى "بورتسودان" جوًا، للانضمام إلى ميليشيات تابعة لحركات مسلحة تقاتل في صفوف الجيش السوداني.
وأضافت المصادر، إن عسكريين وخبراء إيرانيين، يشرفون على تدريب هؤلاء الشباب على كافة مهام القتال وتأهيلهم، للتمكن من النظم المتعلقة بتوجيه "المسيرات" الإيرانية، التي يستخدمها الجيش السوداني وحلفاؤه.
وقالت المصادر التي اطلعت في "كمبالا" على تفاصيل دقيقة في هذا الشأن، إن هؤلاء الشباب والمراهقين، يتوجهون لمكاتب انتقاء تابعة لأشخاص يعملون داخل السفارة السودانية بـ"كمبالا"، وهم في نفس الوقت، من يتحكمون في إصدار الأوراق الثبوتية وجوازات السفر للسودانيين المقيمين في أوغندا.
وأشارت إلى أن هؤلاء الشباب والمراهقين، يذهبون إلى هذه المكاتب التي يكون لها غطاء تجاري، لتجاوز اختبارات الانتقاء المتعلقة بالسفر إلى بورتسودان، في سبيل توفير مقابل مادي شهري يعادل 120 دولارا، لتوفير احتياجات أسرهم وعائلاتهم التي تقيم في معسكرات اللاجئين السودانيين المنتشرة في أوغندا.
وأضافت المصادر:"يتم اختيار أعداد كبيرة من الشباب والمراهقين منهم من هم أقل من 16 سنة من داخل معسكرات أو أماكن تجمعات للاجئين سودانيين في مناطق بأوغندا، ويتم فرزهم وانتقاؤهم طبقًا لصفات بدنية وجسدية في مراكز بعيدة عن الأنظار".
ولفتت المصادر، إلى أن من يتجاوز اختبارات الانتقاء، يتم تسفيره إلى بورتسودان عبر مطار عنتيبي، للانضمام إلى هذه المليشيات التي قام على تأسيسها وتجهيزها، خبراء عسكريون إيرانيون، استعان بهم الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، والميليشيات المسلحة المتحالفة معه.
وأوضحت المصادر، أن الأوضاع المعيشية المتردية للاجئين السودانيين في أوغندا، والذين يعيش جزء كبير منهم في مناطق غابات خطرة، دفعت بعض الأهالي على إجبار أبنائها على توقيع استمارات ما يسمى بـ"خدمة شعبية" من قبل مكاتب الانتقاء، أملًا في الحصول على معونات غذائية ودوائية.
وأكدت المصادر في هذا الصدد، أن المعلومات المتوفرة عن هذه الميليشيات التي يتم تجهيزها في ولاية البحر الأحمر بالسودان في عدة معسكرات لهذا الغرض، ليست معنية فقط بتجهيز مقاتلين لحركات مسلحة متحالفة مع "البرهان"، وإنما أيضًا لأغراض تقنية تتعلق بكيفية تشغيل المسيرات الإيرانية التي تمد بها طهران قوات "البرهان".
وتطرقت المصادر، إلى أن هذه المجموعة تستغل عملها في السفارة المتعلق بإصدار الأوراق الثبوتية وجوازات السفر للسودانيين، وتحقق مكاسب ضخمة عبر تسعيرة رسوم غير قانونية، لإصدار أوراق رسمية أو جوازات سفر، تتجاوز سعر الوثيقة الواحدة مبلغ 800 دولار، بسبب ما يفرض من رشاوى تسدد لموظفين بالسفارة، في حين أنه يتم إصدار "جوازات السفر" دون رسوم، للشباب الذين سيتوجهون عبر الجو من عنتيبي إلى بورتسودان، للانضمام لهذه الميليشيات.
من جهتها، ذكرت مسؤولة إقليمية لمنظمة دولية معنية بالإغاثة لمخيمات السودانيين في أوغندا، طلبت عدم الكشف عن اسمها، أن عمليات تجنيد من هم أطفال وشباب، يتم أخذهم من ذويهم في معسكرات بأوغندا، مثبتة بوقائع في تقارير لا سيما أن هناك شخصيات سودانية، تقدم نفسها على أنها تمتلك شركات لتسفير العمالة إلى الخارج، تختار أطفالًا ومراهقين وشبابًا سودانيين، ويعتمدون في ذلك على إغراء أسرهم وعائلاتهم بأموال، مستغلين أوضاعهم المعيشية الصعبة.
وأوضحت المسؤولة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هناك وقائع عدة تم رصدها بالفعل حول ذلك، وتم تقديمها لمؤسسات أممية للتحقيق.
وتابعت :"بعيدًا عن ما ذكر في هذه التقارير، تؤكد المعلومات أن من يقومون بعمليات التجنيد المستمرة حتى الآن، يعملون لصالح الجيش السوداني، ويتم إرسالهم إلى بورتسودان، مقابل تقديم بعض أوجه الدعم لأسرة من يتم تجنيده في معسكرات بمدينة بيالي ومعسكرات أخرى للاجئين في أوغندا، حيث يتم ابتزاز الشخص بعائلته في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها تلك الأسر".
وأضافت "من الواضح أن هناك تمويلًا جيدًا متوفرًا لهذه العمليات، وهذا يظهر جيدًا في أن ثمن تذكرة السفر التي تتحملها الجهة التي سينضم إليها، هؤلاء الأطفال والشباب الذين يتم اختيارهم، حوالي 1200 دولار، وهو سعر تذكرة السفر عبر الخطوط الجوية من عنتيبي إلى بورتسودان".